ننام، ونستيقظ، هذه الأيام علي أخبار عديدة تتناول قضية الأنفاق- وكل يوم يخرج علينا متحدث ليعلن أن قواتنا المسلحة قد دمرت العديد من هذه الأنفاق.. والخبر الواحد لا يقل عن خمسة أنفاق.. وهي عملية مستمرة منذ شهور عديدة.. ويبدو ان هذه العملية سوف تستمر لفترة طويلة قادمة.. تماماً كما مرت عليها فترات طويلة سابقة! وإذا جمعنا- حسابياً- كل ما تم الاعلان عنه من هذه الأنفاق فإننا نعجز عن حصرها وربما يتجاوز الحصر: الألف نفق حتي الآن! فما هي الحقيقة الكاملة.. وكم عددها. ولقد بدأت حكاية الأنفاق.. إنسانية هدفها مساعدة الأشقاء الفلسطينيين.. ليواصلوا صمودهم، ولو بالحد الأدني من الضرورات، إلا أن هذه الأنفاق أصبحت مصدر خطر داهم علي المصريين.. ومصدر ثراء فاحش لمن يحفرها أو من يديرها! حقيقة بدأت حكايتها من أيام حكم الرئيس مبارك.. وكان الحديث عنها كمن يتحدث عن أحد أسرار الدولة العليا.. ولكن ما إن اندلعت ثورة 25 يناير حتي تحولت هذه الأنفاق إلي شر مستطير يأتينا منه كل خطير.. وتدخل مشين في حياتنا.. واستغل الطرف الغزاوي- الحمساوي شهور الخلل الأمني وانطلقوا يحفرون المئات من الأنفاق، ليتم من خلالها استنزاف ثروات مصر والمصريين. ولن ننسي أن نظام حكم الإخوان وراء التوسع في حفر هذه الأنفاق ليردوا الجميل لحماس الذين قام رجالهم بدور أساسي في دعم الإخوان.. منذ ساعدوهم في اقتحام السجون واطلاق سراح رجالهم منها.. وفي مقدمتهم الدكتور محمد مرسي. والآن، وبعد أن تأكدنا من ضرر هذه الأنفاق التي لم تعد فقط وسيلة لنهب ثروة المصريين من خلالها.. وامتد ذلك إلي تسلل رجال حماس إلي داخل بلادنا لممارسة عملياتهم الإرهابية- داخل مصر وكأنهم يرونها أصبحت عدوتهم الوحيدة- هنا تدخلت قواتنا المسلحة لوقف هذه المهزلة. وإذا كان الإخوان- خلال سيطرتهم علي الحكم في مصر- قد ساعدوا حماس، إلا أنهم غلوا أيدي قواتنا المسلحة التي حاولت أيامها وقف خطر هذه الأنفاق.. فماذا نقول بعد أن سقط حكم الإخوان. ونعترف ان الإرهاب أدخل إلي مصر وسائل تدمير وتفجير لم نعرفها من قبل، إلا أن القوات المسلحة- في معركتها ضد هذه الأنفاق- تتعامل مع هذه القضية ببطء شديد.. رغم المشاكل التي تواجهها قواتنا المسلحة داخل مصر. ولكن المثل المصري القديم يقول ان جاءك الريح من شباك.. سده.. واستريح. ولكننا مازلنا نجد أخباراً كل يوم عن تدمير العديد من الأنفاق هنا لابد من حسم شديد. وكما قلت وكتبت هنا مراراً عن ضرورة تفريغ المنطقة الحدودية عند رفح المصرية، ونقل سكانها غرباً إلي مسافة لا تقل عن عشرة كيلو مترات.. ونسف البيوت علي طول خط الحدود كما فعلنا مع بيوت معسكر كندا الشهير هناك. ثم بناء مدينة جديدة لأبناء هذا الشريط الحدودي.. ويتزامن ذلك مع نسف مداخل كل هذه الأنفاق وزرعها بالمتفجرات واطلاق الرصاص علي كل من يقترب منها. والهدف من ذلك هو تأمين خط الحدود مع رفح الفلسطينية، مهما كان الثمن. وفي المقابل نريد أن نعرف- بالضبط- عدد هذه الأنفاق بعد اجراء مسح شامل لكل منطقة الحدود.. وماذا تم تدميره منها بالضبط.. وما هو موجود الآن.. تمهيداً لتدميره. وإذا كان صعباً مطاردة الإرهابيين أو المنتفعين بالأنفاق.. فإنه سهل بشكل كبير نسف هذه الأنفاق، وخلال مدة زمنية قصيرة.. وهذه عملية ليست مستحيلة علي قواتنا المسلحة. ولا أعتقد ان هنا من يتعاطف مع هذه الأنفاق إلا من هو يستفيد منها.. وأن نفرض سيطرة كاملة علي منافذ العبور الرسمية التي لا تطلق هكذا تفتح كلما تعرضنا لضغط من هنا أو هناك. الأمن الداخلي المصري لن يتحقق مادامت هذه الأنفاق موجودة.. ومادامت المخاطر تأتينا من خلالها.. ومادام المتسللون يدخلون إلينا ويخرجون.. كما يشاءون. اجعلوها مهمة عسكرية عاجلة مهما كانت المخاطر. والنبي.. سدوا الشباك، قبل أن تتحول حدودنا إلي شبابيك مفتوحة ع.. البحري!