بعيداً عن «جعجعة السياسة» أو فهلوة بعض السياسيين أو ممارسة سياسة الفهلوة.. لقد وجه لنا الإرهاب ضربات موجعة وقاسية.. حادة وصارمة.. من قلب الألم.. من نبض الواقع نطرح السؤال كيف يجب أن نفكر؟.. هذا السؤال هو مربط الأزمات ومكمن حلها.. هذا هو السؤال الأول الذي يجب علينا كدولة.. ويجب علينا كحكومة بكل مؤسساتها وهيئاتها.. يجب علي القائمين علي الحكم ومن يديرون أمور البلاد والعباد أن تفكر في الإجابة الدقيقة الصحيحة عليه لنعيد ترتيب الأولويات.. ونعيد النظر في حاضرنا والأزمات التي تواجهنا. نحن في حاجة إلي دراسات ثاقبة تري الصورة في حجمها الكبير.. تري الصورة في إطارها العام بشكلها الحقيقي الكامل دون تزييف أو اجتزاء لبعض تفاصيلها عن قصد أو دون قصد.. إن الإجابة عن هذا السؤال تعني المفهوم الشامل للحياة التي نعيشها بكل معانيها وما تشتمل عليه من أدوات وما تحتويه من أزمات وعقبات وما تحمله من موارد وتحديات وصعوبات.. كيف يجب أن نفكر لنٌغير ونتَغيّر انطلاقاً من الماضي مروراً بالحاضر للوصول إلي مستقبل أفضل.. مستقبل نخطط له ولا ننتظر أحداً أن يمليه علينا أو يفرض الإرهاب غيامته السوداء عليه.. هذا الأسلوب وهذا المفهوم الذي ينطلق من الإجابة عن هذا السؤال كيف يجب أن نفكر؟.. لابد أن نقوم به كأفراد.. كجزء أصيل من هذا المجتمع بكل ما فيه.. ما له وما عليه.. المهم أن نجد فى الإجابة طريقة الوصول إلي صياغة العقل المصري العام ليكون قادراً على مواجه التحديات والصعاب ونواجه به الأخطار وعلي رأس هذه التحديات الإرهاب المستبد الغاشم الأعمي.. هذا الإرهاب الذى لا قلب له ولا ضمير.. ماذا فعلنا لنواجه هذا التحدي.. لنواجه هذا الطغيان.. كيف يجب أن نفكر للقضاء عليه.. كيف يجب أن نفكر في أساليب مختلفه ودراسات شاملة نتوقع بها ضرباته الجديدة ونسبقه بخطوة علي الأقل لنقضي عليه ونشل تفكيره أو علي أقل تقدير تقليل الخسائر التي يصنعها بقدر الإمكان وهذا أضعف الإيمان. بكل صراحة ووضوح تقول لنا الضربات المتتالية للإرهاب إنه يتطور.. إنه يفكر بشكل جديد.. يخطط جيداً.. يدرس جيداً ثم ينفذ بدقة عالية.. إن هذا الإرهاب يستخدم أدوات التكنولوجيا الحديثة لتنفيذ مخططاته وجرائمه.. إنه إرهاب مختلف عما سبق يختلف عن المفهوم السابق للإرهاب التقليدي.. لم يعد الإرهابي ذلك الشخص الذي يعيش في الكهوف منعزلاً عن الواقع.. منعزلاً عن تطور الحياة.. إنه ليس هذا الشخص الذي لا يعرف من الدنيا الا اسمه واسم أفراد جماعته مرتدياً حزاماً ناسفاً.. أصبح الإرهاب جماعة منظمة مدربه.. صحيح أن الإرهاب مستبد والإرهابي يطيع وينفذ ولا يفكر.. ولكن هناك العقل المدبر والمخطط لهذا الإرهاب تقف وراءه دول ومؤسسات.. لقد تغير العالم وتغير معه الإرهاب في شكله وأسلوبه وأهدافه فهل تغيرنا نحن؟.. هل تغيرنا لنستطيع مواجهته؟.. هل درسناه جيداً؟.. هل عرفنا كيف يفكر؟.. وفيما يفكر؟.. هل تغيرنا لنواجه مستقبل هذا الإرهاب وكنا له سابقين؟.. هل أعطيناه حجمه الطبيعي؟.. حجمه الحقيقي بعيداً عن تقديرات الفهلوة السياسية وأساليب فض المجالس!.. الإجابة علي كل ما سبق تنبع من الإجابة علي السؤال السابق كيف يجب أن نفكر لتحديد وقراءة المستقبل؟.. لابد أن نعمل عن دراسات عميقة صحيحة صادقة نستطيع من خلالها اتخاذ قرارات جادة صادقة نافعة مُجدية لحماية هذا البلد في حاضره ومستقبله.. فالأحلام لا تتحقق بمفردها لابد من عمل جاد إذا أردنا مستقبلاً أفضل لابد من عمل حقيقى للقضاء علي هذه المخاطر التي تحيط بنا بعيداً عن الفكر العشوائي والفهلوة السياسية الساذجة والتبريرات السطحية.. الإجابة على هذا السؤال هو الحجر الأول لبناء دوله قوية تحترم حرية الفرد وترتقي بمستوي معيشته وتقضي علي فقره تحميه من الوقوع في فخ الإرهاب والتطرف.. وأخيراً تعلمنا الضربات السابقة للإرهاب أنه لا يكتفي بالتأثير علي الحياة السياسية فقط بل أصبح الإرهاب صاحب أجندة يريد تنفيذها.. لديه تعليمات.. يوزع الأدوار لتحقيق أهدافه حسب ترتيب الأجندة الإجرامية وأولوياتها ليتمكن من بلوغ غايته التي يتبناها.. لقد علمنا الإرهاب أنه أصبح أكثر شمولاً واقتناءً لأسلحة حديثة مستخدماً كل ما توصلت إليه البشرية من ابتكارات حديثة في فنون الحرب والقتال لتدعيم أهدافه وتحقيق أجندته.. لقد تغير الإرهاب فهل نحن بهذا عالمون؟.. وإن عليه لقادرون؟