طالبت مصر بإخلاء جميع المليشيات المسلحة لمقار مؤسسات الدولة الليبية بهدف عودة السلطات الشرعية التابعة لحكومة عبدالله الثنى إليها، وبحيث تعود العاصمة الليبية طرابلس عاصمة لكل الليبيين وعاصمة للشرعية، بعد أن تتوقف التهديدات والعمليات العسكرية والتدمير الممنهج الذى يمارسه المسلحون هناك منذ فترة بعيدة كانت تستدعى الانتباه من المجتمع الدولى تفادياً للوصول إلى الوضع الحالى. ذكرت وزارة الخارجية، فى بيان لها اليوم الثلاثاء، أنه على ضوء تطورات الأوضاع التى تشهدها الساحة الليبية فى الوقت الحالى، وحرص مصر على وحدة وسلامة الأراضى الليبية وعودة الاستقرار إليها فى أسرع وقت ممكن، فإنها (الخارجية) تشدد على أن ممارسات الميليشيات المتطرفة ضد المؤسسات الشرعية للدولة فى مناطق ليبية ومحاولات تقويض تلك المؤسسات، فضلاً عن عدم التصدى بشكل فعال لعملية تمويل الإرهاب، أدت إلى تفاقم الوضع العسكرى والأمنى على النحو الذى بات يفرض تعاملاً حاسماً وعاجلاً مع الوضع على الساحة الليبية عبر تفعيل قرار مجلس الأمن 2174 الذى يفرض عقوبات على تلك الأطراف التى تسعى لضرب فرص الاستقرار فى ليبيا. أكدت الخارجية على أهمية تخلى الأطراف الليبية كافة عن الخيار العسكرى، وأن يبدأ حوار سياسى بالتوازى مع بدء عملية تسليم سلاح المليشيات تدريجياً إلى السلطات الليبية الرسمية وفقاً لما جاء بالمبادرة التى أطلقتها دول الجوار الليبى بالقاهرة فى 25 أغسطس الماضي. كان سامح شكرى، وزير الخارجية، استقبل صباح اليوم ناصر القدوة مبعوث الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى ليبيا وطرح الموقف المصرى من التطورات على الساحة الليبية، ودار النقاش حول كيفية تفعيل الموقف العربى الجماعى بحثاً عن حل للأزمة المتفاقمة هناك.