الفريق محمود حجازى، رئيس أركان الجيش المصري يغادر القاهرة أول أمس، الثلاثاء، للمشاركة فى حضور مؤتمر دولى، يناقش سبل وإستراتيجية التعامل مع الإرهاب بكافة صوره ومسمياته للحد من تلك الظاهرة وتأثيرها على مستقبل وسلام الشعوب، وذلك حسب تصريحات القيادة العسكرية بالقاهرة. التناقض المصرى والأمريكى وبالمخالفة لهذه الرؤية والزيارة، أظهر الإعلام الأمريكى والوكالات الأجنبية الكبرى، وسط تكتم رسمى فى البداية من جانب الإعلام المصرى، الفريق حجازى، أحد الحضور الرئيسيين فى اجتماع الرئيس الأمريكى بارك أوباما، ب22من قادة جيوش الدول المشاركة فى الحرب على تنظيم داعش، وذلك بإحدى القواعد العسكرية الأمريكية، لإعداد المرحلة التالية للضربات الجوية، لمواجهة تنظيم داعش الإرهابى، الذى يحقق مكاسب فى أرض المعركة، يوما عن الآخر، بحسب أوباما، ولكنه أكد فى الوقت ذاته على أن النصر للتحالف والمعركة مازالت مستمرة. وقال البيت الأبيض، إن ممثلين من أستراليا والبحرين وبلجيكا وبريطانيا وكندا والدنمارك ومصر وفرنسا وألمانيا والعراق وإيطاليا والأردن والكويت ولبنان وهولندا ونيوزيلندا، وقطر والسعودية وإسبانيا وتركيا ودولة الإمارات العربية والولايات المتحدة شاركوا فى الاجتماع المغلق، فيما قال المتحدث العسكرى، العميد محمد سمير، فى تصريحات له اليوم الخميس، إن مشاركة الفريق حجازى فى المؤتمر الدولى الذى يناقش سبل وإستراتيجية التعامل مع الإرهاب بكافة صوره تأتى فى إطار توجهات الدولة للمساهمة فى مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، واستمرارًا للدعوات التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، التى تؤكد موقف مصر الثابت من محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه داخل الأراضى المصرية، وليس خارجها، بما يعزز تأمين الجبهة الداخلية ودحر الإرهاب والقضاء على جذوره, وذلك دون أن يذكر أى تصريحات بشأن مشاركته فى اجتماع التحالف. المشاركة بين إثبات الحضور والتوريط ورأى عسكريون، أن مشاركة حجازى، فى اجتماع التحالف، تأتى فى إطار " إثبات الحضور، والتوريط"، حيث رؤيتها من الجانب المصرى، بأنها أمر بروتوكولى، وفى إطار تبادل الزيارات، وإظهار موقف مصر من الإرهاب، التزاما بميثاق الأممالمتحدة، فيما يراها آخرون بأنها محاولة لتوريط القيادة العسكرية، فى الحرب البرية ضد تنظيم داعش، بالرغم من مخالفة الأمر لأوضاع الدستور المصرى. يقول اللواء حسام سويلم، الخبير العسكرى، إن مشاركة حجازى، تأتى فى إطار الرؤية البروتوكلية، والرمزية، مؤكدا أن الأمر يتمثل فى أنه لا أحد ينكر أن مصر عضو لتحالف محاربة داعش، ولكنها هى ما تحدد آليه مشاركاتها، دون أى وسائل إجبار من أى دولة، خاصة الأوضاع التى تمر بها البلاد هذه المرحلة من حرب على الإرهاب الذى يرعاه تنظيم الإخوان. جاء ذلك فى تصريحات ل"بوابة الوفد"، مؤكدا على أنه يتصور أن مشاركة مصر ستكون فى إطار الدعم اللوجستى، وعبور قناة السويس، مقابل الأموال، وعبور الأجواء الجوية، واستخدام المطارات الحربية, وأيضا توفير الرؤية المعلوماتية، والمخابراتية، مؤكدا على أن الدعم لن يخرج من هذا الإطار ولن يكون أكثر أو أقل. وردا على سؤال احتمالية مشاركة حجازى، بأنها توريط للجيش المصرى فى الاقتحام البرى، فى الحرب على داعش يقول سويلم:" هذه محاولات لا جدوى منها ، وحاولوا أكثر من مرة فى وقت سابق إبان حرب أفغانستان، والعراق، ولكنهم لم يفلحوا فى أى شيء، وهذه المرة يحدث ذلك ولكن لن يتورط الجيش المصرى، فى أى أعمال برية أو خروج قوات لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى قائلا:" الجيش لن يشارك بريا فى حرب داعش". مشاركة إثبات الحضور من جانبه يقول اللواء سيد هاشم، الخبير العسكرى، والمدعى العسكرى السابق، :"لابد أن يعلم الجميع أن مشاركة الجيش المصرى فى أى أعمال برية فى الحرب على داعش، يحتاج للعديد من الإجراءات القانونية والدستورية، ويستلتزم وجود مجلس الشعب، وفى حالة عدم الوجود، يكون مجلس الدفاع الوطنى، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ملفتا إلى أنه يرى أن مجلس الدفاع بقيادة الرئيس السيسى لم يتورط فى أى شيء من هذا القبيل مهما كانت الظروف، خاصة فى ظل الأوضاع التى تمر بها البلاد. جاء ذلك فى تصريحات ل"بوابة الوفد"، مؤكدًا وجود اتفاقات دولية، تلزم مصر بالمشاركة الفعالة فى محاربة الإرهاب، لإضفاء الشرعية الدولية على وجودها، خاصة أن عدم مشاركة فى مصر فى مثل هذه الاجتماعات، تكون فرصا لزعم دول أخرى، بدعم مصر لمثل هذه الكيانات، مشيرا إلى أن المشاركة إطار رمزى وبروتوكولى، ولا تستهدف سوى إثبات حضور، دون الالتزام بأى فروض يتم فرضها عليها إلا فى إطار استطاعتها، ولكن مصر لن تورط نفسها فى شيء. الإعلام الغربى يكشف يأتى ذلك فى الوقت الذى نشرت وكالتا رويترز والأنباء الفرنسية صورا للفريق محمود حجازى، رئيس الأركان المصرى، خلال مشاركته فى اجتماع القادة العسكريين للتحالف الدولى ضد داعش برئاسة أوباما، الذى أكد أن الحملة تهدف إلى تدمير التنظيم، ولكنها ستكون طويلة الأمد، وستشهد تقدم ونصر للتحالف، مشيرا إلى استمرار الضربات الجوية خاصة أن التحالف يهدف إلى تدمير التنظيم فى سوريا والعراق لكى لا يصبح خطرا على المنطقة والعالم.