على بوابة مستشفي الأطفال الجامعي بالمنصورة وقفت إحدى السيدات وقد أصابها الإعياء لا تكف عن البكاء والأنين وتجلس أمام المستشفى هي وزوجها، وقد لفتت الأنظار لحالة الانتظار اليومية منذ أكثر من 20 يوماً وحال اقترابنا منها رفعت يديها إلينا قائلة «ربنا يخليكو ساعدونى عاوزة حد يطمنى ويبحث لى عن حل لطفلتى «ندا» ابنتي الوحيدة وعمرها 3 سنوات ونصف السنة، وترقد في العناية المركزة منذ ما يقرب من شهر في غيبوبة تامة بسبب خطأ طبيب التخدير الذي أعطاها جرعة زائدة تسببت في توقف خلايا المخ والموت إكلينيكياً ونحن في انتظار رحمة الله.. ساعدوني عايزة حد يشوفها، ابنتي الوحيدة بتموت عايزة طبيب متخصص ويساعدني في إنقاذها، أما طبيب التخدير بحسبي الله ونعم الوكيل فحق ابنتي في رقبة رجال القانون بعد تقديم بلاغا بالواقعة. وتروي الأم «غادة عبدالفتاح السيد» ربة منزل القصة قائلة إنني متزوجة من محمد أحمد سرور 42 سنة ونقيم بمدينة المحلة الكبرى، وقد رزقنا الله بطفلتنا «ندا»، وتبلغ من العمر 3 سنوات ونصف السنة، وقد كانت تلعب وتجري حولنا وتشع ضحكتها نورا في أرجاء شقتنا المتواضعة، إلي أن شكت من مفصل قدمها الأيسر والذي تبعه ورم بالركبة ليتبين وجود صديد في مفصل الركبة، والتي أكد الأطباء بمستشفي طنطا الجامعي أن هذه الإصابة بسبب التواء يحدث للأطفال والكبار وأنه سبب التهاب في المفصل. وقاموا علي إثر هذا بإجراء عملية جراحية بالركبة في شهر يناير الماضي بمستشفي طنطا الجامعي، إلا أنها كانت تعاني من التهاب في العظام ويؤثر هذا علي حركة المشي ويشكل «عرج» تتألم منه، وتطوع أحمد أبوالوفا، فني الأشعة بمستشفي كلي المنصورة، للكشف وإجراء الفحوصات، حيث أكد أنه أخطر رئيس قسم الأشعة بالمركز لاستقبال الحالة وعمل اللازم للتعرف علي السبب. وعقب دخولنا للمستشفي تم استدعاء طبيب تخدير من الخارج صديق لفني الأشعة يدعي كريم المتولي وبعد إعطائها حقنة عضل لإدخالها حجرة الأشعة لإجراء أشعة رنين علي الركبة ودخلت ابنتي في غيبوبة دون حراك، وبعد ظهور حالة من الارتباك علي الاثنين، اكتشفنا أن وجودنا بشكل غير رسمي وبدون تذكرة دخول، وخاصة مع تدهور الحالة وسؤالنا لماذا دخلت «ندا» فى الغيبوبة والتي قال أنها ستفيق بعد عشر دقائق، أعقبها إعطائها حقنة أخري بالوريد ودخولها مرة أخري لإجراء أشعة رنين، ثم أخذ طبيب التخدير يحاول إفاقتها بوضعها علي جهاز التنفس الصناعي دون فائدة. وقال لنا هي كويسة خذوها للمنزل وسوف تفيق في المساء أو علي الأكثر في الصباح إلا أن هذا لم يحدث. وفي الصباح ذهبنا بها لأحد مستشفيات المحلة بعد أن عانت طوال الليل من «تشنجات، وعض فمها» وقد أسعفها الأطباء بحقنة للتشنجات إلا أنها لم تستجب فطلبوا منا الذهاب لمستشفي طنطا وهناك تم وضعها في العناية المركزة وطلبوا منا رقم طبيب التخدير بالمنصورة حيث اتفقوا معه لنقل الحالة عنده وأنه سوف يحجز لها بمستشفي الأطفال الجامعي بالمنصورة لمعرفته بتطورات الحالة. وقاموا بإدخالها غرفة العناية نظراً لحالتها الحرجة ولكن لا توجد استجابة وهي في غيبوبة منذ 14 يوماً، وأكد لي أحد الأطباء أنها حصلت علي جرعة زائدة من المخدر كما أننا علمنا من نتيجة التحليل بوجود نسبة كبيرة من الترامادول مازالت مستقره بالدم. وصرخت الأم وانهارت في البكاء عاوزة بنتي فقد دخلت المستشفي علي رجليها وكانت تلعب وتجري، وخرجت في غيبوبة، أطالب المسئولين بمساعدتي عايزة بنتي، عاوزة حق بنتي. وقد حملنا صرخة الأم واصطحبنا والد الطفلة «ندا» في لقاء مع الدكتور أحمد كمال منصور الرفاعي، مدير مستشفي الأطفال، والذي أطلعنا علي حقيقة الحالة قائلاً إنها في العناية المركزة وأنها تعاني من ضمور ووفاة في جذع المخ وصعوبة «وفاة إكلينيكية» وموضوعة علي جهاز التنفس الصناعي، وأننا في انتظار معجزة إلهية لعودتها للحياة وأننا قدمنا لها ما يمكن عمله وهي في يد الله. وقامت النيابة باستجواب المتهمين وأمرت بندب الطب الشرعي لبيان حالة الطفلة وأسباب الغيبوبة الحالية، كما أمرت بالإفراج المؤقت عن المتهمين لحين ورود تقرير الطب الشرعي، وما نريده هو حق أسرة الطفلة وإذا كان طبيب التخدير هو السبب فالأمر لابد من وقفة حتي لا تهدر الأرواح وكفانا لعباً بحياة مرضانا.