يوم الاثنين الماضي، وافق يوم نصر أكتوبر العظيم.. وبهذه المناسبة لا يفوتني أن أذكر الرئيس والقائد البطل أنور السادات، الذي كان وبحق بطلاً للحرب وبطلاً للسلام.. أدعو الله عز وجل أن يكون سعيداً فى الدار الآخرة. نحن جميعاً بشر، والحكام أيضاً بشر، وكل من يعمل قد يخطئ وقد يصيب، فليس هناك بشر معصوم من الخطأ، حتي الأنبياء يخطئون أحياناً، فالعصمة لله وحده عز وجل. ومن هنا، فإن الإنسان يقدر بأعماله - الصالح منها والطالح - فيتم تقديره إذا كانت أعماله الصالحة تغلب علي الطالح منها، فيعتبر هذا الرجل صالحاً والعكس صحيح. أنور السادات كغيره من البشر أخطأ أحياناً وأصاب أحياناً أخري، ولكن يكفيه – رحمة الله عليه – أنه هو الذي غسل العار والخزي الذي لحق بالأمة العربية كلها في أعقاب مذبحة يونية 1967، أنور السادات – رحمة الله عليه – هو الذي رفع رأس العرب ثانية في حرب أكتوبر المجيدة، لقد دحر الجيش المصري قوات العدو الإسرائيلي واستطاع عبور قناة السويس وتحطيم هذا الحصن المنيع المسمى بخط بارليف. فقد استطاع بدهائه وحنكته وذكائه استرداد سيناء العزيزة، التي ضاعت من مصر في مذبحة 1967. لقد استرد الرئيس الراحل أنور السادات كرامة مصر والمصريين بعد إعادة سيناء بنصر أكتوبر العظيم فكان بحق بطلاً للحرب، كما كان أيضاً بطلاً للسلام، حينما باع الوهم بمعاهدة السلام للعدو الإسرائيلي والمسمى بالتطبيع، في المقابل استرد كافة الأراضي المصرية المغتصبة. أنور السادات – رحمة الله عليه – قدم روحه قرباناً لمصر وشعب مصر في يوم النصر المجيد 6 أكتوبر. ولا يفوتني بهذه المناسبة أيضاً أن أذكر دور الرئيس الأسبق حسني مبارك في حرب أكتوبر 1973، فكان في ذلك الوقت قائد القوات الجوية، فكان للطلعات الجوية التي تمت تحت قيادته أبعد الأثر في انتصار أكتوبر العظيم، فالفضل يعود إليه أولاً ولباقي قواتنا المسلحة في تحرير الأرض. كما لا يفوتني أيضاً أن أذكر له أنه هو الذي تولي استرجاع طابا، التي كانت محل نزاع دولي وقضائي بين مصر وإسرائيل، فقد كلل الله مجهوده ومجهود معاونيه باسترداد طابا المصرية، تحية كبري للرئيس الأسبق حسني مبارك في هذا اليوم، وكان الله في عونه في محنته وخفف عنه آلامه وأحزانه. وبهذه المناسبة فإنه من الظلم أن يحاول البعض تشبيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئيس جمال عبدالناصر، الرئيس جمال عبدالناصر حكم مصر وكانت مصر في هذا الوقت ثرية وخيراتها كثيرة وحالتها الاقتصادية ممتازة، أما الوقت الذي حكم فيه الرئيس السيسي مصر فكانت حالتها يرثي لها اقتصادياً واجتماعياً، ومن الظلم أن يقال إن الرئيس السيسي شبيه بجمال عبدالناصر لأن الرئيس السيسي أول ما حكم مصر صارع بمحاولاته العديدة لإنقاذ مصر من الخراب الذي حل بها من كل جانب، أما الرئيس عبدالناصر فقد بعثر أموال مصر وخيراتها علي وهم الزعامة الذي سعي إليه أكثر من مرة، تارة زعامة الأمة العربية، وأخري زعامة أفريقيا، وثالثة زعامة دول عدم الانحياز. لقد ركب الغرور عبدالناصر فوقع في الفخ الذي نصب له فكانت مذبحة 1967، التي راح فيها خير شبابنا وأعز أراضينا سيناء وكل عتادنا الحربي، سواء أكان قوات جوية أم قوات برية أم قوات بحرية، كلها تم تدميرها في مذبحة 1967. هذا الخطأ من الرئيس جمال عبدالناصر كفيل وحده أن يمحو أي أعمال أخري قد تكون صالحة. الفارق كبير بين الرئيس السيسي وجمال عبدالناصر، الرئيس السيسي لم يبحث عن الزعامة ولم يبحث عن مكاسب شخصية، إنما كل همه الآن هو محاولة إنقاذ مصر من الوحل الذي وقعت فيه، خاصة في السنوات الثلاث الماضية. مصر وقعت فريسة في يد إخوان الشياطين والرئيس السيسي متضامناً مع شعب مصر استطاع أن يفلت من براثن إخوان الشياطين ومن هم وراءهم في يونية 2013. من الخطأ الكبير أن يشبه البعض جمال عبدالناصر بالرئيس السيسي، الرئيس السيسي أنقذ مصر، والرئيس عبدالناصر دحر جيوش مصر. حمي الله مصر، وحمي الرئيس السيسي، وجنبه شرور الغرور، وسدد علي طريق الحق والعدل خطاه. وكل عام وحضراتكم بخير.