قال الدكتور أحمد صالح عبدالله، عالم المومياوات وخبير التحنيط، إن قرار اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار بشأن نقل مومياء الملك الفرعونى توت عنخ آمون من مقبرته فى غرب الأقصر إلى العاصمة القاهرة مازال ساريا، وأن قرار وزير الآثار والتراث، الدكتور ممدوح الدماطى، تضمن تجميد القرار وليس إلغائه، وحذر الدكتور أحمد صالح - الذى يشغل منصب المدير العام لصندوق إنقاذ آثار النوبة – من مخاطر استمرار سريان قرار اللجنة الدائمة بشأن نقل المومياء، وأكد بأن نقل جسد الملك يهدد بكارثة أثرية. وكشف عالم المومياوات المصرى عن تعامل مكتشف مقبرة وكنوز توت عنخ آمون الإنجليزى هيوارد كارتر بقسوة شديدة مع المومياء عند قيامه بفصلها عن القناع الذهبى مما أدى إلى تلف بالجسد وتفتت بالأذن وكسر بالأطراف وانفصال الرأس عن الجذع . وقال صالح في تصريحات، الأربعاء، أنه في عام 1925 وبعد أن قام المكتشف هوارد كارتر بفحص مومياء الملك توت عنخ آمون, اكتشف العالم أن كارتر عامل جسد الملك بكل قسوة، وأن وجه الملك توت عنخ آمون وأكتافه كانا ملتصقان بقناع الوجه الذهبي ولكي يفصل هيوارد كارتر قناع الوجه عن المومياء عرض جسد الملك لحرارة الشمس أولا لصهر الراتنج الصمغي بين القناع والوجه, ولما فشل في تخليص القناع عرض الوجه والقناع لحرارة الشموع, ولما فشل للمرة الثانية استخدم إزميل ومطرقة, لفصل الوجه الوجه الذهبى عن المومياء وادي ذلك الي تلف كبير بأنسجة الوجه والصدر. وتابع الدكتور أحمد صالح: أنه عندما فك هيوارد كارتر لفائف المومياء وضع "شمع البرافين"، موضحا أنه وضع كميات كبيرة منه وهذا أدى إلى اللون غير الطبيعي لجسد الملك الذى أصبح يشبه الجسد المحروق, وحتى اللفائف المحيطة بالمومياء قطعها هيوارد كارتر بطريقة غير علمية وقام بعمل شق طولي بطول الجسد. وأكد صالح أن عبث هيوارد كارتر بالمومياء الملكية تسبب في حالة التفكك المريعة لجسد الملك توت عنخ آمون وانفصلت رقبة الملك عن جذعه عند الفقرة الخامسة للرقبة, وانفصل الذراعان العلويان من عند ألواح الكتف ومن عند المرفقين, وانفصلت اليدين عند الرسغين, وانفصل الساقان من عظام الحوض وعند الركبتين, وانفصلت القدمين أيضًا وأصبح كل جزء في جسد الملك توت عنخ آمون على حدة، وأن العالم اكتشف فقدان أجزاء من جسد الملك مثل الأذن الأيمن وعضو الذكورة, وحدث أمر غامض في جسد الملك ليس له أي مبرر حتى الآن وهو وجود شق طولي بالصدر واختفاء بعض عظام الصدر وعظمة القص وكان هناك قطع حاد عن أطراف الضلوع. وقال الدكتور أحمد صالح إنه في عام 1968 اكتشف أعضاء الفريق البريطانى الذى قام بفحص المومياء حالة مومياء توت عنخ آمون المتردية واكتشفوا تلف وتفتت الأذن اليسرى وعرفوا الخداع الذي فعله هيوارد كارتر مثل وضع شمع البرافين في الفقرة الخامسة للعنق من أجل لصق رأس الملك بجذعه, وأضاف طبقة راتنج حديثة أسفل الذقن, ووجد أعضاء الفحص الإنجليز يد الملك اليسرى موضوعة أسفل الجسد, والذراع الأسفل الأيسر ملفوفا في قطن بمفردها. وأفاد عالم المومياوات المصرى أنه وبعد كل هذا التفكك الذي تسببت فيه الفحوص يأتى بين الفترة والأخرى قرار نقل المومياء من الأقصر إلى القاهرة مرة بحجة الفحص ومرة بحجة الترميم, وفي كل مرة يعترض الأثريون وأهل الأقصر وفي كل مرة تتراجع قيادات وزارة الآثار، ولكن هذه المرة اكتفى وزير الآثار والتراث الدكتور ممدوح الدماطى بتجميد القرار أي أن القرار ساري لحين إشعار آخر. وتساءل صالح: ما هو الداعي إلى نقل المومياء؟ وإذا كان الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق قد رضخ لرأي الأثريين الذين عارضوا نقل المومياء, وأرسل كل إمكانيات الفحص أمام المقبرة من أجل فحص مومياء الملك توت عنخ آمون, فلماذا يتكرر الأمر ويتم اتخاذ قرار بنقل المومياء. وأضاف بأنه إذا كان الغرض هو فحص المومياء فلماذا لا يتم إرسال طاقم المرممين وأدوات الصيانة وحفظ الجسد إلى الأقصر ويتم فحص المومياء داخل المقبرة, ويجب إلا يكونوا مرممين عاديين لأن جسد الملك لا يتحمل الخطأ، أو التجربة ويجب الاستعانة بخبراء دوليين مثل العاملين في مشروع مومياء مانشستر كالعالمة روزالي ديفيد وجوان فلتشر وهم يقومون بذلك في بلادهم, وقبل إجراء أي صيانة يجب تشكيل لجنة لفحص جسد توت عنخ آمون ودراسة كيفية كيفية صيانة الجسد وتحديد المواد التى ستستخدم فى ذلك . وتتزامن تصريحات عالم المومياوات المصرى الدكتور أحمد صالح حول المخاطر التى تهدد مومياء توت عنخ امون فى حال نقلها من الأقصر مع حملات شعبية أطلقها ناشطون فى الأقصر وتطالب ببقاء المومياء بشكل نهائى فى مقرتها الأصلية فى غرب المدينة ، وإعادة المومياء إلى تابوتها الأصلى بدلا من عرضها فى فاترينة زجاجية ، وجعل ذكرى اكتشاف المقبرة وكنوزها عيدا قوميا لمحافظة الأقصر .