أخيرا اتحد العالم الغربى على قلب رجل واحد،والجميع يتكلم عن الحرب المقدسة والمصيرية ضد الارهاب وجماعاته وعلى رأسها بالطبع داعش، وهذا اجتماع حق سبقه سلسلة طويلة من أعمال الباطل، أولها أن تلك الحروب التى يشهدها العالم من وقت الى آخر ما هى إلا صنيعة أيادى الأمريكان أنفسهم، وهى وسيلة مضمونة لبزنس السلاح الذى ينعش الاقتصاد الامريكى ،فبدون حروب لن يشترى العالم تلك الاسلحة وستصبح تجارة بائرة، وهذا ضد المصلحة الامريكية على طول الخط، وإذا كانت هناك تقارير هامة تؤكد أن الامريكان والصهاينة لهم دور كبير فى سقوط برجى نيويورك ليكون ذريعة لغزو العراق، والاستيلاء على ثرواته، وتدمير جيشه، فهناك تسريبات تؤكد أن شرائط الفيديو التى أذيعت عن ذبح داعش لجنود أمريكان هى فيلم أمريكى هدفه إعلان الحرب، ليس على داعش التى صنعتها أمريكا وانقلبت عليها ،ولكنه محاولة جادة للعودة للعراق من جديد إضافة الى بيع الاسلحة للعرب، فإعلان الحرب ضد داعش كان مفعما بالحماسة. هذا الخيار الذي كان محل متابعة من الرأي العام الأمريكي بعد مشاهدتهم الصور المروعة لذبح اثنين من الصحفيين الأمريكيين من قبل هذه الحركة المتطرفة. وقد علق ريتشارد فونتين، رئيس مركز الأمن الأمريكي الجديد، على هذا القرار قائلا: «إذا لم نذهب نحن لمواجهة الدولة الإسلامية، فمن سيذهب إذن؟.. ولأن الجميع يعلم أن ما يتردد بأن اليهود يسيطرون على مجموعة المحافظين الجدد، وأنهم جزء رئيسي من المجموعة. ويخططون سرا لتنفيذ سياسات اسرائيلية. وبالتالى وكالمعتاد فإن الحرب العالمية الثالثة على الارهاب، كالحروب السابقة بدأها اليهود، ولا هدف لها سوى خدمة اسرائيل، والأمريكان، فالصهاينة والمحافظون الجدد بأمريكا ينتهجون سياسة متطرفة تبني على الإقرار بأنهم هم الأسياد وباقي العالم ليسوا سوى خدام لا يسمع رأيهم ولا يعتد بمواقفهم. ولا حاجة لنا بالقول إن هذا التطرف الدينى يعمل لصالح المصالح الاقتصادية والمالية، الصهيوأمريكية خاصة إذا علمنا أن سند المحافظين الجدد بأمريكا هم أصحاب الشركات الكبرى المتخصصة في تصنيع وتسويق الأسلحة، أما الصهاينة فإنهم يتحكمون منذ عقود في خيوط الاقتصاد العالمي بما في ذلك سيطرتهم على قنوات الإعلام بجميع أشكالها وفي معظم دول العالم. ومنذ 11 سبتمبر، ترسخت فكرة أن الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي يمران بحالة مسار صدامي. على عكس ما يتغنى به زعماء امريكا وعلى الأخص أوباما. وخاصة أن حرب الرئيس بوش على الإرهاب لم تكن حرباً على القاعدة وحلفائها، بل كانت صراعاً هائلاً يضع الحضارة اليهو - مسيحية ضد العالم الإسلامي. فمن المعروف أن الحرب العالمية على الإرهاب معرفة بلفظ حروفها الأولى، G-wot وتلفظ في اللغة الإنجليزية تلفظاً قريباً من تلفظ كلمة «جهاد»، كأنهما يجريان على قافية واحدة.. ويبدو أن المشهد يتكرر صورة طبق الأصل مما حدث فى الماضى لذلك يدعون المحافظون الجدد الحكومة الأمريكية إلى تطبيق الحرب الاستباقية لحماية الولاياتالمتحدة من العدوان، معللين ذلك بالمجازر التى ارتكبتها داعش واستفحال أمرها في المشرق العربي، رغم أن الحرب السابقة على العراق وغزوه كان لها الأثر الأكبر في حل الجيش العراقي، وبالتالي في فتح باب العراق أمام شتى أنواع الإرهاب. وخاصة مع خلق الفراغ الأمني الذي استفاد منه داعش والتنظيمات الإرهابية المشابهة كافة، وهذا يسير على نفس درب دعم أمريكا لتنظيم القاعدة فى الماضى.. وهذا ما أكده ريتشارد بيرل، أحد أبرز منظري واستراتيجيي المحافظين الجدد، عندما أدلى بحديث صحفية بروسبيكت الإنجليزية أغسطس 2014 موجها نقداً شديداً إلى الإدارة الأمريكية، بل وإلى دول الغرب بصورة عامة، إذ يحملها مسئولية صعود داعش. المثير أن بيرل مثل المحافظين الجدد يعمل على تحقيق مشروع الشرق أوسط الجديد فتراه مؤيدا مطالب زعماء العشائر السنية وفى نفس الوقت يدعم التطلعات الكردية في الشمال. ولأن المحافظين الجدد الذين سيطروا على السياسة الخارجية الامريكية بعد (11) سبتمبر يرون أنهم انتصروا فى الحرب العالمية الثانية ضد الفاشية والنازية، وكما ربحوا الحرب ضد الاتحاد السوفيتي والشيوعية التوتاليتارية، لذلك فهم لا محالة منتصرون فى الحرب العالمية الجديدة ضد الجهاد الاسلامي العالمي او الاصولية الارهابية. رغم أن الارهاب لم ينزل من السماء وانما هو من صنيعة أياديهم. وبحسب ماقال ستيف سيمون، فإن أوباما كان تحت ضغط الرأي العام ووسائل الإعلام التي «بالغت في التهديد الذي تشكله الدولة الإسلامية». وحتى لا يبدو ضعيفًا، بعد أن قاوم عدة مرات، استخدام الحل المسلح، ها هو يوافق على تحديد هدف مبالغ فيه يتمثل في «تدمير الدولة الإسلامية، الأمر الذي يعتبر مستحيلًا بحكم أن الدولة الإسلامية هي حراك اجتماعي متطرف تم تغذيته والصرف عليه لتحقيق مآرب أمريكا فى المنطقة وليس مجرد جيش».. إننا أمام مؤامرة أمريكية منظمة تحت مسمى القضاء على الارهاب الذى ترعاه، وما داعش الا وجه آخر من عملائها, والمثال على ذلك أن يد أمريكا القذرة فى المنطقة المسماة مجازا قطر داعمة للتنظيمات الإرهابية أمثال داعش وجبهة النصرة عبر عدة صفقات توسطت فيها الدوحة بين الجماعات الإرهابية ودول الأسرى التي احتجزتهم هذه التنظيمات لديها، والأحداث التي شهدتها المنطقة بدءا من لبنان وصولا لأفغانستان، أكدت وجود علاقات قوية بين الدوحة وتلك التنظيمات الإرهابية وبالتالى بين أمريكا والارهاب!.. إنها حلقة مفرغة تنتهى حيث تبدأ ومفادها أن الحرب العالمية ضد الارهاب سيناريو قديم لاستيلاء أمريكا على العالم.