لا أتحدث عن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» باعتباره الرئيس الأمريكي الحالي في ولايته الثانية فقط، بل أتحدث عنه كواحد من الرؤساء الأمريكيين الذين قصدوا قصداً إلي إضعاف العالم العربي وإنهاكه واستنزاف موارده ضمن دعوة أمريكية لأن يشارك العالم كله أمريكا في حربها علي الإرهاب منذ وقوع تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك منذ ثلاثة عشر عاماً!، وكانت أمريكا ترتب لغزو العراق والقضاء علي الرئيس العراقي صدام حسين لملكيته- طبقاً لادعاء أمريكي كاذب- بأن العراق قد أصبح في عهده يملك أجهزة دمار شامل!، وهو ما ثبت فيما بعد انه كان من الأكاذيب الأمريكية الكبيرة التي بنهايتها ونهاية صدام حسين لتخلف بعد ذلك أوضاعاً قلقة في العراق انتهت إلي صراعات طائفية وعرقية إلي شبه حرب أهلية لا تخمد نيرانها بعد!، وفي سوريا وقفت الولاياتالمتحدة تتفرج علي ما يجري في سوريا والأرواح التي تزهق فيها كل يوم!، والجيش السوري النظامي يضرب الآمنين. وتتحول مباني المدن السورية إلي أطلال، حتي اختلطت الأوراق ما بين جيش نظامي سوري يضرب!، ثم معارضة سورية رخوة اختارت أن تكون أداة في أيد خارج سوريا!، وظل العالم يشهد حتي الآن مذابح في سوريا وصفت بالفظائع!، لكن أمريكا لم تهتز للتدخل الأمريكي في سوريا حسماً لما يجري فيها لصالح المواطن السوري!، بل تركت هذا المواطن وأعداد الهاربين من سوريا تتزايد في عملية لجوء للأردن وتركيا، وتعلن أمريكا أن التدخل الأمريكي في سوريا ليس في مخططاتها حساباً وتحسباً لموقف روسيا والصين وتهديدهما لأمريكا في حالة التدخل!، وفي ليبيا باركت أمريكا سقوط نظام «القذافي»!، واعتبرت أن ذهابه عن زعامة ليبيا سوف يخلي الجو لها وتنعم بالبترول الليبي خالصاً مخلصاً لها!، وفي تونس مازال التيار الإسلامي يحكم رغم القلاقل التي تحاصره داخلياً، وفي اليمن سقط حكم علي عبدالله صالح!، ولكنه مازال يلعب بإدارة بعض الأمور داخل اليمن!، والذي لا يمر يوم عليه دون مظاهرات حاشدة وقتال بين مجموعات الحوثيين وبعض من أنصار النظام الذي سقط! أما مصر فقد كان لها وضعها الخاص!، هي «الجائزة الكبري» التي تعني أن سائر التشوهات في العالم العربي سوف تقود إلي سقوط مصر!، ولم يكن الأمر كذلك كما رأته أمريكا وإسرائيل، وكانت مصر في حالة من الحرب علي الإرهاب منذ تولي حسني مبارك الحكم بعد اغتيال التيار الإسلامي بزعامة الإخوان المسلمين لأنور السادات، وطوال عهد حسني مبارك لم يطمئن يوماً إلي الإخوان المسلمين!، بل كان نظامه الأمني يسهر علي بقاء الإخوان في السجون!، وكان ل«مبارك» طلب يكرره بأن يدعو العالم كله إلي مؤتمر دولي للحرب علي الإرهاب!، ولم تجد أمريكا في نفوس رؤسائها أدني صدي إيجابي لدعوة «مبارك»!، بل بادر «أوباما» الرئيس الحالي الأمريكي إلي التآمر مع الإخوان المسلمين- الجماعة المحظورة الإرهابية في مصر- لكي تنقض علي البلاد من خلال عملية انتخابات رئاسية- بعد سقوط «مبارك»- ليصبح رئيس مصر من الإخوان!، لكن الجماعة الإرهابية التي رعت كل ذلك تصورت أن تحالفها مع أمريكا سوف يكون سندها في محاولات السيطرة علي مصر وأخونتها لتتحول إلي حالة من التشوه والتشرذم السياسي، ولوحت الولاياتالمتحدة- «أوباما»- بكل ما تملكه من وسائل الضغط وأوراق اللعب حتي تذعن مصر ويذعن جيشها للابتزاز الأمريكي!، حتي أيقنت أمريكا ان مصر «عصية» علي هذه الأساليب التي أصابت بها أمريكا المجتمع العربي!، وها هي أمريكا اليوم تستنجد بتحالف دولي علي رأسه الدول العربية وفي مقدمتها مصر للحرب علي الإرهاب بضرب داعش في العراقوسوريا، وها هي مصر تؤكد انها طرف في الحرب علي الإرهاب وفي داخلها جماعة الإرهاب التي تآمرت معها أمريكا لإسقاط مصر!