المهزلة الأمريكية..!!

..وماذا بعد

غدر أمريكا بحلفائها وبالتنظيمات التي تصنعها معروف للدنيا بأسرها ويكاد يكون نسخاً طبق الأصل.. وهو "مهزلة" بكل ما تحمل الكلمة من معان وصفات ومقدمات ونتائج.
ألم يكن شاه إيران أقوي حليف لأمريكا؟؟.. بالطبع نعم.. ومع ذلك غدرت به وازاحته ولم يجد الرجل ملجأ فآوته مصر واحتضن ترابها جثمانه..!!! انه وفاء الكاوبوي الأمريكي..!!
وألم يكن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حليفاً قوياً لأمريكا؟؟.. ألم تحرضه علي غزو الكويت حتي تكون لديها الحجة في وضع اقدامها بالخليج وقد كان ثم اغارت علي بلاده واحتلتها بل وقبضت عليه وحاكمته وشنقته؟؟.. انه الفجور الأمريكي..!!
ألم يكن الرئيس الأسبق حسني مبارك حليفاً استراتيجيا لأمريكا؟؟.. ثم عندما ارادت تنفيذ مخططها الإجرامي بالمنطقة استغلت احداث يناير 2011. وتآمرت مع الاخوان لركوب انتفاضة الشباب وتغيير مسارها والذهاب بمصر إلي المجهول تمهيدا لاسقاطها وتقسيمها والمنطقة وبدأنا نسمع "نونوة" أوباما مطالبا بتنحي مبارك الحليف القوي لواشنطن "الآن وليس سبتمبر".. انه العهر الأمريكي..!!!
وإذا انتقلنا من الحلفاء إلي التنظيمات المسلحة.. ألم يكن تنظيم "القاعدة" صناعة أمريكية خالصة لضرب روسيا في افغانستان؟؟.. ثم عندما انتهي دور أسامة بن لادن انقلبت عليه وغدرت به وتخلصت منه بخسة ونذالة؟؟.. انه الوطيان الأمريكي..!!!
الآن.. هناك تنظيم داعش.. وهو أيضاً صناعة أمريكية اسسته ليكون بديلا جاهزا للاخوان اذا سقطوا.. ولما سقطوا وتعروا نفضت واشنطن يديها منهم كما هي عادتها وفضحتهم.
أمريكا بالاتفاق مع الصهاينة هي التي اختارت ايليت شمعون ضابط الموساد اليهودي ليتزعم داعش تحت اسم البغدادي المسلم السني.. انه الانحطاط الأمريكي..!!!
وأمريكا هي التي زرعت داعش في سوريا وبعد سقوط الإخوان بمصر أمرته بالتمدد إلي العراق واعلان الخلافة وجعل الدم بحورا في أرض الرافدين حتي تتدخل بدوافع انسانية.. انها انسانية الأفاعي الامريكية..!!!
ها هي أمريكا تحرك حاملات طائراتها تجاه الخليج كما ينص السيناريو وتضرب اهدافا داعشية غير مؤثرة بالمرة.. في إطار تحقيق ثلاثة أهداف: الأول.. ترسيخ اقدامها في الخليج من جديد بعد ان هبط مؤشر نفوذها إلي أدني مستوي. والثاني.. تحجيم التمدد الروسي الذي بدأ يتضخم بشكل واضح. والثالث.. التعامل مع دول الخليج بمنطق "العصا والجزرة" بمعني ان رضيت بالسيطرة الامريكية كان بها وان خرجت عن مجال جاذبيتها هددتها بالدعاعشة أو حرضتهم عليها وطبعا لأن هذه الدول "حرة وابية" لن ترضخ للابتزاز الامريكي.. وفي النهاية سوف تغدر امريكا بداعش عندما ينتهي دوره مثلما غدرت من قبل بكل الحلفاء وعرائس الماريونيت.
أليست مهزلة أمريكية أيها السادة الأمريكان والمتأمركون علي حد سواء..؟؟!!