عندما كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية تحتشد لغزو العراق والإطاحة بالرئيس العراقى الراحل صدام حسين، كان كل ما يعنيها أن تنفذما إرادته بصرف النظر عن رضاء المجتمع الدولى من عدمه!، بل أعلنت ذلك صراحة بأنها ستذهب لغزو العراق وحدها وبإرادتها المنفردة!، ثم أصحبت الولاياتالمتحدة أن يكون لغزوها للعراق الغطاء العربى الذي وافقت على توفيره لها مصر مبارك وسوريا حافظ الأسد !. وأتذكر فى هذا أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك كان يتحدث فى جمع من المثقفين والكتاب فى معرض مصر الدولىللكتاب، والذي يقام سنوياً، وتنظمه المؤسسة المصرية العامة للكتاب،ويومها طرح الكاتب الراحل سعد الدين وهبة على الرئيس فى سؤال له عما إذا كان يمكن منع غزو العراق،ورد الرئيس مبارك عليه علناً أمام المجتمعين بما يفيد أن الرئيس العراقى صدام حسين لايستجيب لنصيحة غيره، وقد حاولنا معه أن يقوم ببعض الإجراءات الدولية من جانبه لإثبات أن العراق لايملك أسلحة دمار شامل، ولكن الرئيس صدام رفض أن يفعل شيئاً يدرأ به الغزو الأمريكى للعراق!، ثم كانت آخر كلماته: عند حد منكم كلام تانى.. أدى الله وأدى حكمته!. ثم كان أن شاركت مصر وسوريا طبقاً لدوريهما المتفق عليه مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ليبدأ بعد ذلك غزو العراق، على النحو الذى عرفناه وانتهى بسقوط بغداد وإعدام الرئيس العراقى عشية وقفة عيد الأضحى المبارك. وكان الزعيم الأمريكى وقتها أن شن الحرب على العراق هو جزء من مكافحة الإرهاب الذى قررته أمريكاودعت اليه كل دول العالم حتى لا يصبح العالم مهدداً من جانب أى قوة تملك أسلحة الدمار الشامل وتدعم الإرهاب، وكان هذا يستند أمريكياً الى أن أمريكا لن تسمح أبداً بتكرار ما جرى لها فى سبتمبر من الهجوم على مركز التجارة العالمى ومبنى البنتاجون على النحو الذى عرفه العالم وقتذاك، وباسم مقاومة الإرهاب أقدمت الولاياتالمتحدة على ارتكاب جرائم تنتمى الى جرائم الحرب بعد ان استقرت أمورها فى العراق!،وبعد ما تبين للعالم خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل!، لكن الأمر تكشف عن مخطط أمريكى يبسط الهيمنة الأمريكية على ثروة العراق البترولية،وكان التلويح الأمريكى بضرورة قيام ديمقراطية فى العراق جواز المرور الى احتلال العراق وتركه ممزقاً بعد ذلك الى حرب طائفية مازالت وقائع صراعها ماثلة الى اليوم!،ولتكون أراضى العراق نهباً لعصابات الإرهاب تعربد فيها على النحو الذى بلغ ذروته فى بروز منظمة «داعش» الإرهابية التى راحت تناطح الجيش العراقى فى بسط نفوذه على أراضى العراق!، وحتى وصل نفوذها الى الاستيلاء على موانئ العراق فى الموصل، فتقوم داعش بتصدير النفط العراقى الى مختلف أنحاء العالم بأسعار هابطة بالقياس الى الأسعار العالمية، ولتمتد مخاطر داعش وغيرها من منظمات الإرهاب الى سوريا وليبيا وغير ما يستجد!، وهو الأمر الذى جعل أمريكا تعبر عن قلقها البالغ لما يجرى فى هذه البلاد، وتعلن استعدادها لمساعدة العراق الذى تفتريه داعش وغيرها من عصابات الإرهاب التى أصبحت ترتع فىسوريا وليبيا لكنها لا ترغب فى أن تقوم بذلك منفردة!. الجديد، هذه المرة أن أمريكا تحاول أن تجد لها ظهيراً وسنداً من غطاء عربى ودولى يدعم حربها التى تدبر لها فى صورة خيارات عسكرية متنوعة أعلن عنها الرئيس الأمريكى أوباما مؤخراً. وقد اقتضى بحث أمريكا عن هذا الغطاء إيفاد وزير خارجيتها الى الشرق الأوسط كى يجد أوباما، بغيته فى جهود «كون جيرى» فى دول المنطقة،وقد برز مؤخراً موقف العاهل السعودى الملك عبدالله فى مناسبة اعتماده لأوراق سفراء جدد لبعض الدول، فكان تحذير العاهل السعودى الغرب صراحة أمريكا وأوروبا بأن إرهاب داعش وغيرها سيمتد الى حيث أمريكا وأوروبا!، وأن على الغرب أن يحذر ذلك فيتحرك لدحر الإرهاب!، وهذا هو الدرس الجديد الذى بقى على أمريكا وأوروبا استيعابه من خلال مستجدات العراق وليبيا وسوريا،ومن خلال هذه الجهود المضنية التى تبذلها مصر لدحر جماعة الإرهاب فى مصر وأشياعها، والتوقف عن المخططات التى كانت أمريكا ترتب لها بإغراق مصر فى مستنقع الإرهاب!.