فوجئ المارة القادمون لزيارة البلدة القديمة ببير زيت التي تحتفل هذه الأيام بأسبوعها التراثي الرابع بصوت قادم من أحد الأكشاك التي أعدت خصيصاً لمناسبة أسبوع التراث، كان الشاب ورفاقه يرتدون قمصانا بيضاء رسم عليها بالصورة والكلمات ل"حز بطيخ"، بينما كان هو ذاته يرتدي قبعة على شكل بطيخة، ويمارس ال"هش والنش" على طريقته. لم يكن "الكانون" مشتعلاً، بل امتلأ بالثلج، بدلاً من الفحم المحترق، ولم تكن الأسياخ مليئة باللحوم الحمراء والبيضاء، بل بقطع من البطيخ والتفاح وفواكه أخرى، بينما راح الفريق يتناوب على التقاط قطعة قصدير ل"التهوية" على "الكانون"، لعلها "تستوي"، كجزء من مبادرة مثيرة وطريفة للمجموعة الشبابية "أفكار فلسطينية"، تقدمها لأول مرة تحت اسم "بطيخ". وبإمكان زوار أسبوع المهرجان في بلدة بير زيت القديمة، الذي اختتمت فعالياته أول من أمس، الاستمتاع بالعديد من الوجبات الشهية والمبتكرة من الفاكهة الصيفية الأكثر شعبية، فهناك عصير البطيخ البارد وعصير البطيخ المثلج (سلاش)، وهناك بوظة البطيخ، وكوكتيل البطيخ. واللافت وجبة البطيخ، وهي عبارة عن بطيخ وجبنة بيضاء وكريمة الموز وخبز الشراك، وبيتزا البطيخ، التي أعدت على الطريقة الفلسطينية، وعصا البطيخ المثلجة والمغطسة بالشوكولاته. لا بد للمار من تلك المنطقة أن يستوقفه كشك البطيخ بشبانه وفتياته، البعض يشتري من باب التجربة، والبعض الآخر من باب عشقه الكبير للبطيخ، وكثيرون يتوقفون أمام الكشك من باب الفضول، وليعرفوا سر هذه الفكرة، وما يدور في أذهان القائمين عليها، وخصوصا أن الفكرة لم تقتصر على ما يمكن تسميته ب"مطعم البطيخ"، بل احتوت على ركن لرسم البطيخ على وجوه الأطفال، ومن يرغب من الكبار، وآخر لتزيين أنامل الفتيات ب"مناكير البطيخ". وفي هذا الإطار، قال محمد المبيض، أحد مؤسسي مجموعة "أفكار فلسطينية"، وصاحب فكرة مشروع "بطيخ": "الفكرة لها أكثر من بعد منها؛ أننا كشباب فلسطيني قادرون على الابتكار والخروج بأفكار جديدة ومميزة، ومنها ما يتعلق بخلق حالة ما لدى المارة من زوار البلدة القديمة في بير زيت خلال أيام أسبوع التراث". وأضاف "البطيخ الفلسطيني، وخصوصا في جنين وطولكرم، يتميز بالجودة العالية، والمذاق الحلو.. إنه موسم وباعتقادي لا بد من أفكار مختلفة تلفت انتباه الفلسطينيين من مختلف شرائحهم إلى أهمية التوقف أمام دعم البطيخ الفلسطيني"، منوها إلى أنه "نخرج من البطيخ وجبات مميزة، وخصوصا أن البطيخ والجبنة البيضاء وخبز الشراك هي وجبة فلسطينية بامتياز، تعكس أصالة الريف الفلسطيني، وتعد مكوناً من مكونات الهوية والأرض". وقال "نأمل بأن ننجح في تحويل مبادرة "بطيخ" إلى مهرجان في العام المقبل، يستضيف فرقاً فنية وفنانين، لم نحدد المكان بعد، لكن بالتأكيد سيكون إحدى المناطق الشهيرة بإنتاج البطيخ الفلسطيني"، مشيرا إلى سعيهم لتنفيذ أفكار مبتكرة تفيد المجتمع، وتعزز حضور الشباب على أرض الواقع، ومشروع "بطيخ" ليس سوى حلقة في سلسلة من المشاريع. ويذكر أن مجموعة "أفكار فلسطينية" الشبابية، تأسست العام الماضي، بمبادرة من المبيض وصديقه رامي طه، لتضم الآن العشرات من الشبان والفتيات من مختلف محافظات الضفة.