قدم المشجعون في استاد ستامفورد بريدج تحية صادقة لبطل عائد بعد أن كالوا المديح لآخر صاعد مع تأكيد تشيلسي لنيته في المنافسة على لقب الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم بالفوز 2-صفر على ليستر سيتي العنيد أمس السبت. وعندما غادر دييجو كوستا الملعب قبل عشر دقائق على النهاية واحتضن بديله اللامع - بعد عشر سنوات منذ شارك ديدييه دروجبا في مباراته الأولى مع تشيلسي - كانت تحية الجماهير لمهاجم ساحل العاج المحبوب مفعمة بالمشاعر. ومع جلوس مهاجم اسبانيا راضيا على مقاعد البدلاء كان اسمه هو الذي ظل يتردد حول الملعب بعد أن كسر هدفه الثاني في مباراتين - منذ انتقاله مقابل 32 مليون جنيه استرليني (53.02 مليون دولار) من اتليتيكو مدريد - مقاومة ليستر الذي منح الفريق اللندني المرشح لاحراز اللقب اختبارا قويا لأكثر من ساعة. ونجح كوستا - الذي نادرا ما ظهر في الشوط الأول بفضل قوة القائد ويس مورجان في الدفاع - اخيرا في كسر دفاع ليستر وسيطر على تمريرة عرضية من برانيسلاف ايفانوفيتش بصدره قبل أن يضع الكرة في شباك الحارس كاسبر شمايكل الذي بدا لا يقهر بعد 62 دقيقة. وأكمل هدف بانطلاقة فردية من ايدن هازارد في الدقيقة 77 انتصار تشيلسي الذي ربما يتحول لفوز مهم مع تقدم الموسم خاصة اذا نجح ليستر الوافد الجديد في تكرار عروضه القوية. ولا يبدو أن ليستر سيكون منافسا سهلا لأي فريق ونال اشادة بالغة من المدرب جوزيه مورينيو. وشعر مورينيو بأن ليستر لعب من أجل الفوز وأشار الى مدى أهمية سرعة تفكير الحارس تيبو كورتوا حين خرج من مرماه ليتصدى لمحاولة ديفيد نوجنت في الشوط الثاني عندما بدا أن مهاجم انجلترا السابق سيضع الفريق الزائر في المقدمة. لكن في النهاية كان انفجار مورينيو "العاطفي" في لاعبيه بين الشوطين هو الذي صنع كل شيء ليحقق تشيلسي انتصاره الثاني في مباراتين بالدوري هذا الموسم. وزعم المدرب البرتغالي أن لاعبيه ربما كانوا "كسالى" في الشوط الأول بسبب الطقس الدافيء. وقال "بين الشوطين كان يجب أن أكون عاطفيا قليلا معهم لأجعلهم يدركون أن الاداء ليس جيدا بما يكفي." وأضاف "قلت لهم اذا كان لديكم الشعور والرؤية نفسها مثلي.. فنحن لسنا في مشكلة لأننا نتغير. اذا لم تتفقوا معي إذن فنحن في مشكلة." وأطاع اللاعبون على الفور أوامر مورينيو. وفي الموسم الماضي ربما كان تشيلسي أضاع فرصة الحصول على النقاط الثلاث بسبب خط هجومه الذي يهدر الكثير من الفرص. لكن في وجود كوستا النشيط يبدو أن مورينيو وجد بالفعل مفاتيح ضمان عدم قضاء موسم ثالث على التوالي بدون الفوز بلقب دوري. وقال مورينيو عن مهاجم منتخب اسبانيا "كان لدي شعور في فترة ما قبل الموسم أن التأقلم لن يمثل مشكلة." وأضاف "إنه فتى سعيد.. لا يتحدث الانجليزية جيدا لكنه يتواصل دائما وله اسهامات كبيرة في الفريق." ولم يكن اشتراك دروجبا كبديل ضد ليستر يهدف الى أن يحرز هدفه 101 في الدوري مع النادي الذي عاد اليه قبل بداية الموسم لكنه على الأقل المهاجم الثاني المفضل عند مورينيو في ظل عدم وجود فرناندو توريس حتى على مقاعد البدلاء. لكن توريس لا يزال يمتلك مستقبلا مهما في النادي مثلما أكد مورينيو الذي نفى تقارير اعلامية قالت إن المهاجم الاسباني سيغادر على سبيل الاعارة. وقال مورينيو "أؤمن بأنه سيبقى. اريد ثلاثة مهاجمين في الفريق وأرغب في وجوده. سيلعب وسيسجل أهدافا وسيكون مفيدا للغاية لنا. إنه لاعب رائع."