قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه عندما بدأ توغل تنظيم "داعش" إلى داخل سورياوالعراق, قاموا بعدد من عمليات السلب والنهب, وتطبيق العقوبات على غير المسلمين . فقد أوضح التقرير السنوي إيرادات تنظيم "داعش" حيث تعدت المليون دولار, وهو ما يجعلها من أغنى الجماعات الإرهابية علي هذ الكوكب. ويذكر أن إيرادات " داعش" تأتي من بيعها النفط الخام, حيث فرضت سيطرتها علي منطقة مساحتها 150 ميلا لنهب النفط الخام في العراق, ثم يتم تهربيه إلي تركيا وإيران. وذكرت الصحيفة أنه بالرغم من نداءات "صقور" الكونجرس الأمريكي بشن هجوم أوسع على تنظيم "داعش " إلا أن الولاياتالمتحدة رأت أنها ليس لديها رغبة في إقامة أي عمليات برية أو جوية أو خاصة في العراق , ولكن الخيار المتاح الآن هو الحد من توسع تنظيم "داعش " , ومحاولة عرقلة تدفق الأموال إليها داخل سورياوالعراق عن طريق استهداف موجوداتها النقدية والنفطية على حد سواء. وأشارت الصحيفة إلى أن أمريكا تملك خيارا آخر للحد من نفوذ تنظيم داعش في المنطقة وهو تقديم المساعدات للقوات العراقية والكردية لتطوير أجهزتها الاستخباراتية والعسكرية للتغلب على تنظيم "داعش". وأوضحت الصحيفة أن تنظيم "داعش" استطاع أن يصل إلى الاكتفاء الذاتي ماليا بسبب التدفقات المالية التي تدعم الإرهاب في المنطقة, حيث يقوم التنظيم بإنفاق معظم الأموال محليا في سورياوالعراق ليتمكن من تأسيس دولة مستقلة له . وقامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بتحليل وثائق خاصة بالتنظيم –حصلت عليها منذ عام 2005- حيث وجدت أن التنظيم يعتمد ماليا على مجموعة من المانحين الأثرياء خارج العراق والقطاعات المالية والنفطية في شمال العراق , بالإضافة إلى نهبهم ملايين الدولارات من المسيحيين والشيعة في سورياوالعراق الذين اعتبرهم التنظيم "مرتدين". وأضافت الصحيفة أن تنظيم "داعش " قد يحقق فائضا ماليا هذا العام يقدر ب 100 مليون دولار إلى 200 مليون دولار مما قد يمكنهم من إعادة استثمارهم لبناء دولتهم المزعومة. وتساءلت الصحيفة كيف يمكن لأمريكا تعطيل تمويل تنظيم "داعش" في المنطقة ؟. وأكدت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة استهدفت الممولين الدوليين ووضعهم واعوانهم في قوائم الممنوعين من السفر؛ بالإضافة إلى تجميد أرصدتهم المصرفية, وبذلك يتحقق هدف الولاياتالمتحدة بقطع تمويل الإرهابيين من المصادر الأجنبية. وقالت الصحيفة إن تلك السياسة الأمريكية بقطع التمويل لن تكون مجدية بالشكل المتوقع لأن تنظيم داعش في العراق والشام لا يعتمد علي المؤسسات المالية الرسمية مثل البنوك . وذكرت الصحيفة أن هناك ثلاث سياسات سوف تنتهجها العراق من شأنها تغيير مجري الأمور لصالحها وحماية العراقيين من فرض نفوذ "داعش " في المنطقة وهم : أولا: عقد صفقات مع قادة القبائل السنية التي تتعامل مع تنظيم "داعش" وأصحاب الأعمال مقابل تقديم الدعم الأقتصادي من الحكومة العراقية . ثانيا: مساعدة الولاياتالمتحدة للحكومة العراقية في جمع المعلومات الاستخباراتية عن "داعش" ورسم خطة إستراتيجية للحكومة العراقية للتغلب علي التنظيم. ثالثا : محاولة الأكراد طرد التنظيم من آبار النفط في شمال العراق, والحد من من قدرة "داعش" على تكرير النفط في المعامل في شرق سوريا, ويجب أيضا اشتراك الأكراد وتركيا والأردن وسورياوالعراق في وضع خطة إستراتيجية تستهدف تقييد عمليات النفط لتنظيم "داعش". واختتمت الصحيفة موضحة أنه لن يتمكن أحد من التغلب علي "داعش" سوى العراقيين أنفسهم .