منذ 7 سنوات، حذر تقرير صادر عن مكتب المفتش العام لإعادة إعمار العراق التابع للبنتاجون، من مشكلات البناء في سد الموصل، كما سلط الضوء على الأمن والاحتمالات الكارثية ما إذا وقع السد في يد قوات الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش». وأضاف التقرير أن أي خطأ يحدث في السد سيرسل موجة مسافة 65 قدم عبر الأنحاء الشمالية في العراق وقد يزهق عدد هائل من الأرواح والممتلكات. الأحد الماضي، حدث ما كان يخشاه مكتب المفتش العام لإعادة إعمار العراق، واستولت قوات داعش على السد محققة انتصارا استراتيجيا هائلا. استيلاء هؤلاء المتطرفون على سد الموصل المولد للكهرباء سيمنحهم القدرة على إغراق مدن عراقية أو منع المياه عن المزارع، ما يزيد من قوتهم في الضغط من أجل الإطاحة برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحكومته الشيعية. المكاسب التي حققتها داعش التنظيم الذي يعتبر أكبر تحد لاستقرار العراق منذ سقوط صدام حسين في عام 2003، حتى الآن تشير إلى المشكلات التي يواجهها المسؤولون الأمريكيون في محاولة إيجاد حل لإنهاء الأزمة في العراق. لكن تم تجنب قرارات حول دور عسكري أمريكي موسع محتمل في العراق، حيث يصارع السياسيون العراقيون من أجل تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات إبريل. وفي انتصار آخر بعد ساعات قليلة من الاستيلاء على أكبر سد في العراق، فر عشرات الآلاف من سكان سنجار وزمار في شمال العراق إلى إقليم كردستان بعد ما استولت عليها داعش التي أجبرتهم على الاختيار بين الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو مغادرة منازلهم أو الموت. وجاء ذلك بعد أن سيطر التنظيم على حقل نفطي الأحد في أول انتصار كبير له على القوات الكردية منذ أن اجتاح شمال العراق. ويمثل النفط موردا ماليا مهما لدعم نشاط الدولة الإسلامية التي باتت تسيطر على مناطق واسعة في سورياوالعراق. الفوضى المنتشرة في العراق منذ شهرين، تمنح أيضا الأكراد فرصة عظيمة لتحقيق حلمهم في الاستقلال، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. الأكراد حلفاء أمريكا منذ زمن طويل يطالبون الولاياتالمتحدة بتدخل عسكري لمحاربة داعش. لكن لا يزال المسؤولين الأمريكيين مترددين حيال تزويد الأكراد بأسلحة دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد. وهو أمر مستبعد الحدوث حيث ستخشى القيادة العراقية ذات الأغلبية الشيعية من أن الأسلحة قد تعزز قوات الأكراد وتزيد من جرأتهم لتأسيس دولة جديدة. صحيفة نيويورك تايمز لفتت أن المسؤولين الأمريكيين يأملون على العكس من ذلك أن يرون رئيس وزراء آخر غير المالكي يمكنه إقناع الشيعة والسنة والأكراد بتشكيل حكومة وحدة وطنية. ووفقا للجدول الزمني الدستوري في العراق، يجب أن تختار الأحزاب الشيعية مرشحا لمنصب رئيس الوزراء قبل الجمعة المقبلة. وتستغل داعش حالة السخط من المالكي من خلال كسب الدعم أو على الأقل التساهل من جانب مجتمعات السنة الأكثر اعتدالا في العراق. كما تحاول تعزيز مكاسبها وتضع أنظارها على بلدات استراتيجية قرب حقول نفطية وعلى الحدود مع سوريا بحيث يمكن لمقاتليها التحرك بسهولة وجلب الإمدادات.