ما هى مواصفات نائب البرلمان الذى يستطيع أن يمارس السلطات الواسعة التى منحها الدستور لمجلس النواب والتى تصل إلى حد سحب الثقة من رئيس الجمهورية وتوجيه تهمة الخيانة العظمى له وتعيين رئيس الوزراء والوزراء وإقالتهم بالمشاركة مع رئيس الجمهورية هل هو النائب الصايع الضايع، المرتشى، مرتاد الشقق المشبوهة، سارق قوت الشعب، وأموال البنوك، مهرب المخدرات والسلاح، المتاجر بالوظائف، المستولى علي أراضى الدولة، المنافق للسلطة، الراكع تحت أقدام الوزراء للحصول علي منفعة، والواقف ذليلاً أمامهم فى قاعة البرلمان للحصول على تأشيرة، الذى ينقل أسرار الاجتماعات البرلمانية إلي مجلس الوزراء لتسليك طلباته، الذى يعمل مستشارًا للوزير ويحمل حقيبته داخل البرلمان، الذى يتاجر بآلام المرضى، ويبيع التأشيرات المجانية، ويضع أسعارًا للوظائف، الذى يبتز الوزراء، ويهددهم بآليات الرقابة فإذا قضى مصلحته مزق الأسئلة وطلبات الإحاطة والاستجوابات، هل النائب المزوغ من الجلسات، ويداوم علي صرف المكافآت والبدلات، هل النائب النائم تحت القبة يأكل أرزًا مع الملائكة، بالتأكيد أن المشرع الدستورى عندما وضع السلطات الواسعة فى يد نواب البرلمان كان متأكدًا من أن هذه السلطات فى حاجة إلى نوعية أخرى من النواب لممارستها غير النواب الذين عرفناهم فى السابق، بالتأكيد ليس كل النواب الذين جلسوا تحت القبة من هذه النوعية السيئة التي حصلت على المقاعد بأساليب أقرب إلى عمليات السطو المسلح والسرقة بالاكراه والتزوير والترويع والترهيب والترغيب. المواطن برىء من عمليات الاحتلال التي مارسها القتلة وتجار المخدرات والرأسماليون المتوحشون، وأرباب السوابق لمعظم مقاعد البرلمان فى عصر الفساد الذى تحول فيه البرلمان إلى جهاز تابع للجنة سياسات جمال مبارك وشباب الحزب الوطنى المنحل على الأقل خلال الفصلين التشريعيين اللذين سبقا قيام ثورة 25 يناير. ورغم الفساد الذى وصل إلى حد توزيع مقاعد البرلمان بطرق أشبه بالتعيين إلا أن بعض الشرفاء، وأقول بعض لأنهم قليلون فى العدد، والكم، ولكنهم كانوا كثرة فى الكيف والقيمة والأداء، هؤلاء انتزعوا المقاعد البرلمانية بإرادة حرة لناخبيهم، ولكن أصواتهم ضاعت تحت القبة، وسط ضوضاء المطبلين والمنافقين الذين كانوا أحد أسباب سقوط النظام بعد استيلاء حزب مبارك على مقاعد البرلمان بنسبة 100٪ فى مجلس 2010. الدستور الجديد وضع مجلس النواب القادم أمانة فى يد المواطن المصرى النبيل، مواطن ما بعد ثورتى 25 يناير و30 يونية، المواطن الذى ثار فأسقط نظامين فاشلين فاسدين وحاكم رئيسين، المواطن الذى ثار من أجل الكرامة الإنسانية والعيش والحرية والعدالة الاجتماعية لن يقبل بتحويل مجلس النواب الذى حصل على سلطات أوسع من سلطات رئيس الجمهورية إلى تورتة يتم توزيعها بعيدًا عنه، ولن يسمح المواطن المصرى لقوى الظلام بالاستيلاء علي مقاعد البرلمان لتنفيذ مخططها فى العودة للسيطرة على مفاصل السلطة مرة أخرى. مجلس النواب هو أخطر وأهم خطوة فى خارطة المستقبل إذا سقط فى قبضة التيارات الدينية فإن ذلك سيكون نذير خطر على الدولة، وإذا سقط فى قبضة الرأسمالية المتوحشة ورموز النظام الفاسد فإنه سيكون برلمانًا فاشلاً يعيد لنا النائب الساقط الباحث عن المكاسب الشخصية نريد برلمانًا يشكل من القيادات الطبيعية للشعب المصرى يختاره المواطن المصرى الحر صاحب الصوت الانتخابى، الشعب لن يعيد الفساد والاستبداد والمتاجرة بالدين، ولن يسمح بإعادة الأوضاع التى ثار عليها، مطلوب من المصريين اليقظة فى المرحلة القادمة لأن أمامهم مهمة هى ثورة ثالثة لانتخاب مجلس النواب بإرادتهم الحرة دون الخضوع لابتزاز أو ترويع أو تهديد أو وعيد، المواطن المصرى فى امتحان صعب حتى يشكل مجلس النواب من نواب قادرين علي ممارسة دورهم فى تحويل الدستور إلى مشروعات قوانين ومراقبة أداء الحكومة، وتجفيف منابع الفساد. إن المواطن المصرى يظهر معدنه الأصلى وقت الشدائد، فكما خرج لانتخاب رئيسه فى انتخابات حرة ونزيهة وشفافة شهد لها العالم فهو مطالب بانتخاب نوابه فى البرلمان بنفس الطريقة وحذار أن يتم خطف البرلمان يا مصريين. طيور الظلام تحوم حول القبة فذيلوها بأصواتكم الحرة.