الطريق الى المستقبل يبدأ بتوجيه الاستثمارات نحو تعمير سيناء..وبناء محطة الضبعة النووية لأنهما أفضل وأهم مشروعاتنا القومية. كلا المشروعين جرى تعطيلهما عمداً.. وعلى مدى ثلاثين عاماً من حكم مبارك ورموزه.. بضغوط وإملاءات فرضها الحليف الأمريكى وتابعه إسرائيل! تم تجميد نشاط الجهاز القومى لتعمير سيناء الذى شكله الرئيس السادات.. وتركوها صحراء قاحلة يسكنها الإرهاب وتجار المخدرات والسلاح.. وتعشش فيها الفوضى.. ويضعها الآخر على خريطة التقسيم والتآمر لاستقطاع جزء منها ومنحه لفلسطين كحل لقضية أرهقت الكيان الإسرائيلى!. أما الضبعة فتم دفن مشروعها فى الأدراج.. لمنع مصر من دخول مجال التكنولوجيا النووية.. فهجرها علماء الذرة الذين جرى إعدادهم وتأهيلهم.. بعد ما ينسوا من خروج المشروع الى النور.. ووصلنا الآن لمرحلة الفقر والعجز الكهربائى الذى أظلم أغلب مدننا! مبارك وحكوماته الفاشلة استبدلوا تعمير سيناء وبناء الضبعة النووية بمشروعى توشكى وفوسفات أبوطرطور.. وأهدروا فيهما أكثر من عشرين مليار جنيه من استثمارات مصر.. دون أن يأتى منهما عائد سوى أنهما كانا بالوعة استنزفت مواردنا!. اليوم يطل علينا رئيس وزراء المحروسة ويبشرنا بعودة الاستثمار فى توشكى مرة أخرى بعد تعثره ما يقرب من «18» عاماً بحجة اصلاح مساره.. ويتجاهل كل الدراسات والأبحاث التى عارضت التوجه نحو هذا المشروع وثبت صحتها! رئيس الوزراء لم يقرأولم يطلع على تفاصيل ما جرى.. فالرئيس السادات عندما قدموا له هذا المشروع طلب من البنك الدولى دراسته.. وبالفعل انتهى فيها بالرأى الى عدم جدواه اقتصادياً بعد أن تكلفت تلك الدراسة حوالى ثلاثة ملايين دولار مولها البنك نفسه.. وهو ما دعا الدولة الى إلغائه!. بعد أن جاء حسنى مبارك قامت مجموعة شركات إيطالية متخصصة فى استصلاح وزراعة الأراضى بإجراء دراسة أخرى انتهت الى نفس النتيجة مشيرة الى أن أكثر عناصر الفشل الموجهة ضد هذا المشروع أن درجة الحرارة فى هذه المنطقة تتجاوز نسبتها الخمسين درجة فى فصل الربيع.. وتلك كافية لإفشال أى زراعة.. إضافة الى أن «85٪» من الأراضى بها أملاح وصخور ومشاكل أخرى! كل الخبراء قالوا لحسنى مبارك «بلاش توشكى».. لكنه وفريقه من الطابور الخامس لم يستمعوا.. وأهدروا أموال مصر فى المشروع الفاشل.. وتجاهلوا المشروعات القومية الكبرى فى سيناء والضبعة عمداً. وخضوعاً لإملاءات من رفضوا من قبل تمويل السد العالى أكبر مشروعات عبدالناصر!. الآن.. وبعد ثورتين كيف يعود لنا الماضى الكئيب ويستنزف مواردنا المحدودة فى بالوعة مشروعات فاشلة؟!. سيناء هى المشروع القومى الأحق بالرعاية وفيها كل عوامل النجاح من أرض ومياه جوفية وطقس مناسب.. عدا الثروة المعدنية التى تنتظر استغلالها.. اضافة الى البعد القومى لتعميرها حتى تواجه الإرهاب ومخططات الطمع والتقسيم!. أيضاً الضبعة هو المشروع القومى الضرورى بعدها والمهم لاستخدام الطاقة النووية فى توفير الكهرباء لمدن بلدنا التى يحاصرها الظلام الآن.. خاصة وأن كل الدراسات جاهزة.. والموقع اختاره أفضل وأكبر بيوت الخبرة الدولية المتخصصة.. والدولة أنفقت على تجهيزه أكثر من «500 مليون جنيه» ،هو جاهز للبدء فيه!. التمويل القادم من الدول المانحة..ومن موارد «صندوق تحيا مصر» يجب أن يتجه نحو تلك المشروعات القومية أولاً.. ولمصلحة مصر.. وإلا فنحن أمام عودة جديدة لسطوة الطابور الخامس واملاءات الآخر.. وهدم خريطة المستقبل!!