تداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى خلال اليومين السابقين صورًا تم التقاطها أثناء صلاة عيد الفطر, صباح أول أمس الإثنين, تظهر فيها صفوف المصلين وقد تخللتها بعض السيدات, فضلاً عن انحراف كل صف عن الصف التالى والسابق له, بطريقة جلعت البعض يتهكم على تنظيم الصفوف, بعد أن بدت وكأن جزءًا منها متوجهًا إلى مكة والجزء الآخر متوجهًا إلى القدس. وأثار تداول هذه الصور, التى جاءت مصحوبة بسخرية البعض, العديد من التساؤلات حول جواز الصلاة فى الحالة التى ظهرت فى الصور, إذ استطلعت "بوابة الوفد" آراء عدد من الفقهاء, والتى جاءت فى مجملها رافضة للاختلاط فى الصلاة إلا فى بعض الظروف القهرية, مؤكدين أن الشريعة الإسلامية نظمت هذه المسألة بطريقة لم تدع مجالاً للشك أو الريبة. فى البداية يرى الدكتور حامد الفقى, وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع طنطا, أن الإسلام نظم صلاة الرجال والنساء, بحيث يصلى الرجال فى الصفوف الأمامية, ثم الصبية فى الصفوف التى تليها, والنساء فى الصفوف الخلفية, مؤكدًا أن السنة تقتضى أن تصلى المرأة خلف الرجل لا بجانبه كما ظهر بالصور. وأشار الفقى فى تصريحات ل"بوابة الوفد" اليوم الأربعاء, إلى أن هناك حالات تُجيز صلاة النساء بجانب الرجال, مثل الازدحام الشديد أو الخوف من الفتنة مثل التحرش أو ما شابه ذلك. وبسؤال "بوابة الوفد" عن مدى جواز الصلاة فى الحالة التى ظهرت بالصور, رد قائلاً: "إن شاء الله جائزة, لأن الاختلاط ليس محرمًا على إطلاقه, وإنما الاختلاط المُحرم هو الذى يؤدى إلى الفتنة" حسب تعبيره. وجاءت رؤية الدكتورة آمال كامل, عميدة كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر فرع الزقازيق, مُتفقة مع رؤية الدكتور حامد الفقى, إذ قالت: "المُفترض فى الصلاة أن يصلى الرجال فى الصفوف الأولى ثم الصبية, وأخيرًا النساء فى الصفوف الخلفية, أما اختلاط الرجال والنساء أثناء الصلاة فى الفترة الأخيرة, فهو بدعة ليس لها محل فى الشريعة الإسلامية" حسب قولها. وأشارت "كامل" فى تصريحات ل"بوابة الوفد" اليوم الأربعاء, إلى أن الأصل فى السنة, أن تُخصص أماكن للنساء من أجل الصلاة, لافتة إلى عدم جواز الاختلاط أثناء الصلاة إلا فى حالات مُعينة, كاستحالة الوصول إلى الأماكن المُخصصة للنساء, بالدرجة التى يُصبح معها الوصول للأماكن المخصصة للنساء يُشكل خطرًا أو يوقع أى ضرر عليهن حسب قولها. أما فيما يخص الانحراف عن اتجاه القبلة أثناء الصلاة مثلما جاء بالصور, قال الدكتور حامد الفقى, أن الصلاة تستوجب الاتجاه الصحيح إلى القبلة، وأنه لا يجوز التحول عنها أثناء تأديتها, مشيرًا إلى أن الانحراف لو كان إلى جهة القبلة فالصلاة صحيحة. ولفت وكيل كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر فرع طنطا, إلى أن الصلاة تصبح باطلة، لو كان الانحراف عن جهة القبلة بالصدر أى بالجسد كله, مستندًا إلى الآية القرآنية {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}. وفيما يتعلق بالانحراف عن جهة القبلة بالعُنُق, أوضح الفقى أن الصلاة تكون صحيحة فى حال كان الانحراف عن جهة القبلة بالعُنُق قليلاً, وما دون ذلك, تصبح الصلاة باطلة حسب قوله.