الخلايا النائمة لجماعة الإخوان الإرهابية، هي الآن الآفة الخطيرة التي تهدد المجتمع وتصيبه في مقتل، وصحيح أن الأجهزة الأمنية ليس لديها حصر بهؤلاء القلة المتبقية بالبلاد والتي تنخر كالسوس وتهدد أي اصلاح أو تنمية، فهم أشبه بالسرطان الذي يجب اجتثاثه من المجتمع. الخلايا النائمة تظهر في المناسبات خاصة ما شهدناه أول أيام العيد المبارك ويتم تجنيد هؤلاء عن طريق دفع الأموال الباهظة لهم للقيام بهذه الأعمال الإجرامية التي تقوم بها هذه الخلايا، وبمناسبة الحديث لا يمكن أن يغفل المرء الواقعة التي اكتشفها قسم شرطة الشيخ زايد، عندما قامت إحدي السيدات بمحاولة تهريب أموال كبيرة لزوجها المحتجز داخل القسم، وبإجراء التحقيقات في الواقعة تبين أن هذا الزوج يقوم بتجنيد محتجزين معه داخل حجز القسم بهدف القيام بأعمال إرهابية. صحيح أن الأجهزة الأمنية لا تتواني ولا تكل في الحرب علي الإرهاب وأهله لكن الأمر فيما يتعلق بالخلايا النائمة يحتاج إلي دراسة متأنية من الأجهزة الأمنية، لكشف هذه الخلايا واقتلاعها من المجتمع كما تم مع أفراد الجماعة الإرهابية التي فعلت الأفاعيل وارتكبت من الحماقات الكثير، وهم الآن رهن العدالة تقتص منهم وتحاسبهم علي جرائمهم. لابد أن يكون هناك فكر أمني جديد للتعامل مع هذه الخلايا غير المعروفة للعامة وغير المدرجة أسماؤها ضمن تنظيم الإرهابية، هؤلاء هم الذين يقومون الآن بهذه الأفعال الصبيانية، ولنأخذ مثلا واقعة قسم الشيخ زايد، لتكون الخيط الذي يتم به الوصول إلي هذه الخلايا، وكلنا يعلم أن منطقتي أكتوبر وزايد بها خلايا نائمة كثيرة تحركها أموال ضخمة يتم صرفها، للقيام بما تراه من أفعال إجرامية ونضيف إلي ذلك مناطق أخري بالقاهرة الكبري منها شبرا الخيمة وبولاق الدكرور والمطرية والزيتون وأرض اللواء، لماذا لا تكون هناك خطة أمنية للتعامل مع هذه الخلايا النائمة بهذه المناطق؟! الخلايا النائمة أيضا بدأت تظهر في عدد من المصالح الحكومية، وأفرادها يتعاملون مع الجماهير الراغبين في قضاء مصالحهم وحوائجهم وأبسط مواطن له مصلحة خاصة يدركها من خلال التعامل مع هؤلاء الموظفين، فلماذا لا تكون هناك خطة أمنية من خلال نشر رجال أمن لديهم المقدرة للوصول إلي هؤلاء المتخفين وغير الظاهرين في المصالح الحكومية؟!.. لا أقول- لا قدر الله- نشر جواسيس في المصالح الحكومية، ولا أقول أيضا مراقبة الناس وأفعالهم ولكن الذي أعنيه أن تكون هناك دراسات وخطط أمنية، لكشف هذه الخلايا قبل قيامها بأفعال إجرامية، فالصحيح هو إحباط الجريمة قبل وقوعها، لا الانتظار للتعامل بعد وقوع الجريمة. الكارثة الحقيقية فعلاً التي تهدد أمن الوطن وتمنع أية تنمية هي الخلايا النائمة الإرهابية، فهي المعطل الحقيقي لدولة المؤسسات الجديدة التي يحلم بها المصريون, ولابد من التعامل مع هذا الأمر قبل أن يستفحل ويصبح ظاهرة قابلة للانفجار في أي وقت.