حينما تشاهدها أو تسمعها تتذكر على الفور الأيام والليالى الخوالى والعصر الذهبى لفوازير رمضان إنها نجمة الاستعراض نيللى التى افتقدناها كثيراً، وكانت إحدى علامات الشهر الكريم فى السبعينيات وأوائل الثمانينيات. وعادت لتطل علينا فى حقبة التسعينيات ثم توقفت ولكن هذه المرة دون عودة. «نيللى» مازالت فى قلوب ووجدان الملايين فنها لايزال باقياً، الفوازير انقرضت بعد نيللى وسمير وشيريهان حتى الرومانسية وخفة الدم والصدق من ينسى عروستى والخاطبة والتوبيكه ومساء الفوازير. «نيللى» تبقى دوماً إحدى علامات الزمن الجميل، تحدثنا معهافى هذا الحوار عن اختفاء الفوازير ومتى ستعود، ولماذا تهتم النجمات العرب بالاستعراض أكثر من المصريات ورأيها فى دراما رمضان، وكثرة المسلسلات، وهل تفكر فى العودة من جديد، وتوقعاتها لمستقبل مصر بعد تولى الرئيس «السيسى». لماذا ابتعد الفنانون عن العمل الاستعراضى؟ - الاستعراض ليس مجرد عمل فهو مزيج بين الموهبة والتدريب، وفى السابق كان الاستعراض جزءاً من أى عمل فنى، ولكن الاستعراض بمعناه الحقيقى اختفى، فما نشاهده حالياً من رقصات خليعة فى بعض الأعمال السينمائية أو الدرامية ليس استعراضاً، بالإضافة إلى أن الفن حالياً الذى أشاهده يهدف للربح فى المقام الأول، وتتحكم فيه شركات الدعاية والفضائيات وخاصة فى موسم رمضان ولذلك كان من الطبيعى اختفاء فن الاستعراض فى ظل بحث الجميع عن عمل درامى يجمع مجموعة من النجوم لجذب شركات الدعاية وكانت هناك بعض المحاولات مثل الفوازير التى قدمتها ميريام فارس وبذلت بها مجهوداً كبيراً وكانت جيدة إلى حد كبير وإنما لم يسلط عليها الضوء بالشكل المطلوب. ظهور كبار النجوم والنجمات فى الإعلانات ألا يمثل التنبيه للمنتجين؟ - أتمنى أن ينظر المنتجون لهذه الإعلانات بهذا الشكل، فكل من حدثنى يقول لى «أبكى» بعد مشاهدة الإعلان، وهذا العام أيضاً قامت الشركة بتكرار الفكرة ولكن بنجوم آخرين، ولكن الحقيقة أن الوضع تغير تماماً ولم نعد مثلما كنا، ونتمنى أن نجد الذى يأتى ليكمل ما فعلناه، صحيح يوجد شباب من الفنانين على مستوى عالٍ ويقدمون أعمالاً ناجحة سنوياً، ولكن ليس فى كل المجالات، فالاستعراض تم حصره فى مشاهد الرقص داخل الأعمال الدرامية، ولم نعد نرى ما يسمى بالعمل الاستعراضى. لماذا يهتم النجوم العرب بالاستعراض أكثر من فنانى مصر؟ - ببساطة شديدة فى لبنان أو المجتمع العربى يهتمون بالاستعراض إلى درجة كبيرة ويبحثون دائماً عنه، والمنتجون يشجعون الفنانين على ذلك، حتى إن كارول سماحة بالرغم من نجاحها الغنائى الكبير فكرت أن تخوض عملاً استعراضياً ضخماً وكبيراً وبالمناسبة أتمنى مشاهدة هذا العمل وأحيى «كارول» على هذا العمل وسعيها وراءالفكرة بالنسبة لفنانات مصر فلم يجدن المنتج الجرىء الذى يشجعهن. وكيف تنظرين إلى الموسم الدرامى هذا العام؟ - كم كبير للغاية من الأعمال الدرامية، يصعب على المشاهد متابعتها، ولكنه يوضح مدى قدرتنا على مواصلة العمل فى صورة جيدة، بالرغم من الظروف الصعبة التى عشناها خلال الفترة الماضية، ونحن نحتاج إلى العمل بشدة خلال الفترة الحالية لنعوض ما فاتنا، وعلينا أن نستغل هذا الكم من الأعمال الدرامية فى تنشيط السياحة. وما الذى لفت انتباهك من المسلسلات؟ - ضحكت.. وقالت: كم كبير من الأعمال الدرامية كما ذكرت ولكنى سأتحدث عمن جذبنى فى الأعمال بشكل عام مثل الصورة الجيدة والديكورات الجديدة، وفى الحقيقة استمتعت بقوة بأداء يحيى الفخرانى فى «دهشة» وخفة ظل الزعيم عادل إمام، فنحن نمتلك الريادة الفنية فى الوطن العربى وأرى أن ما علينا هو توسيعها وليس تأجيلها. هل مشاهدتك الأعمال الدرامية لا تعطيكى الإحساس باشتياقك للعودة من جديد؟ - أعشق الفن أكثر من أى شىء فى الدنيا، وهبت له حياتى وعمرى ولم أشعر بالندم حتى الآن، بالعكس عندما أشاهد حب الناس لى والتفافهم حولى، هذا يشعرنى بقيمة ما فعلته، والعديد من المنتجين والمخرجين يعرضون علىّ بعض الأعمال، ولكنى لا أريد العودة فقرار الاعتزال جاء لاحترام تاريخى الفنى وعلاقتى بجمهورى، وأشعر بأنى اتخذت القرار فى الوقت الصحيح، فمعظم ما يدور على الساحة خلال الوقت الحالى لا يناسبنى. ما رأيك فى السينما حالياً؟ - السينما دائماً ما ترتبط بالأحداث فى الشارع وبالحالة المزاجية لناس، وسأعطى مثالاً على ما حدث مع السينما، بعد ثورة يناير كان السؤال: أين اختفت الشرطة، وهو الحال بالنسبة للسينما أين ذهب الفنانون، ولذلك كان لابد أن يظهر بها ما ظهر ولكن إذا كانت هناك فائدة فهى استمرار الصناعة، أما فى الوقت الحالى فنتطلع جميعاً أن تعود السينما إلى طبيعتها وأعمالها الجميلة. وكيف ترى «نيللى» مصر بعد تولى المشير «السيسى» منصب الرئيس؟ - لم يمر سوى شهرين فقط، ولذلك لم تتضح أى معالم، ولكن يجب أن نستمر بالحماس نفسه الذى بدأنا به، فهذا الرجل يحب مصر كثيراً وجميعنا نثق فى وطنيته وعلينا أن نساعده على العبور بمصر إلى السلام، فالحكومة تعمل تحت ضغط كبير، وعلينا أن نساندها ولا ننساق وراء كل من يحاول إفساد المرحلة الحالية، فالأعين كثيرة علينا وعلينا الحرص والهدوء.