حازت على أكثر من لقب، وكانت نجمة شهر رمضان الساطعة، فبمجرد إعلان دار الإفتاء عن استطلاع البدر، كان هذا البدر لا يكتمل، إلا بطلتها على الشاشة الصغيرة، لترسم البهجة والسعادة على الكبار والصغار، إنها ملكة الفوازير، ونجمة الاستعراض الأولى فى مصر، نيللى صاحبة مدرسة خاصة فى إرساء قواعد هذا الفن بمصر، والدلوعة التى نجحت ببراعة فى السينما والتليفزيون والمسرح، أن تقدم مختلف الأدوار ما بين الكوميدى والتراجيدى. ∎ تمتلكين رصيدًا من النجومية أبرزها «الفوازير».. فما الذى مثلته لك.. وكيف كانت البدايات؟!
- الفوازير هى حياتى، لأننى حققت فيها نيللى، ورغم تقديمى استعراضات فى الأفلام، فإن المنتجين لم تكن لديهم الإمكانيات والتمويل، ولما عرض التليفزيون علىَّ الفوازير أول مرة، اندهشت فى البداية، لكننى تحمست بشدة للاستعراضات بها، وبعد مرور سنة وأكثر، اكتشفت تركى للسينما، وتفرغى للفوازير، وكانت أول فوازير «كاريكاتير»، يرسمها الحاج «فهمى عبدالحميد»، وأحركها بالاستعراض مع بداية السبعينيات، ثم انطلقت الفوازير من صورة وفزورة، إلى صورة وفزورتين، ثم صورة وثلاث فوازير، ثم صورة و30 فزورة عام .1978
∎ ما هى استعدادات نيللى قبل تصوير الفوازير؟
- التحضير أهم شىء، وأهتم كثيراً بالتفاصيل الدقيقة فى كل شىء، سواء ملابس أو ديكورات أو إكسسوارت، وكان التحضير للفزورة، يستمر 6 أشهر قبل التصوير، وخاصة مع حسن عفيفى، وأثناء التصوير أقضى يومين عملاً داخل استديوهات التليفزيون، وفى بعض الأحيان لا أنام سوى ساعة أو نصف ساعة، ولكنى لم أشعر بالإرهاق أبداً، لأنى كنت دوماً أستمتع بالرقص والاستعراض. ∎ ما مشاعرك وأنت تشاهدين الأسرة المصرية تلتف حول الفوازير؟
- كنت أشعر بتحقيق الذات، والسعادة الغامرة، وكنت أرفض ما يشغلنى عن الفوازير، سينما أو تليفزيون لدرجة أنه عرض علىّ كثيرًا العمل فى السينما الأمريكية ورفضت بسبب انشغالى بالفوايز التى اكتشفت مؤخراً أنه الشىء الوحيد الذى يسعدنى رؤيته، وأتمنى أن يعيد التليفزيون إذاعتها.
∎ لماذا توقفت نيللى عن الفوازير التى أبهرت الملايين؟
- فضلت الابتعاد، وأنا فى قمة النجومية، وكانت آخر فزورة «الخاطبة» مكسرة الدنيا، لأننى أعشق أن أكون ضيفاً خفيفاً، يشتاق المشاهدون لى دوما، وحينما أرى إعجاب الناس حتى الآن، أكون أسعد إنسانة فى الدنيا، كما عدت بفوازير «عالم ورق» ,1990 بنفس الحماس والطاقة، والإقبال على العمل مع الفريق المتميز، ولم أتوقف أبداً عن التمرينات والرقص، والحركات، كما أن الزمن الجميل الذى كانت تقدم فيه الفوايز يكاد يكون انقرض كذلك مجموعة العمل «فهمى عبدالحميد» الرائع بفنه ورؤيته ومن بعده «جمال عبدالحميد» الذى اخترته لأنه مونتير بارعً، والمونتاج هو أساس الإخراج، وعدت معه بفزورة «عالم ورق» 0991، ثم «صندوق الدنيا» 1991 ثم «أم العريف».
∎ هل حققت نيللى نفس النجاح الباهر عند عودتها بعد انقطاع تجاوز 7 سنوات؟ - «صندوق الدنيا» و«عالم ورق» كسرت الدنيا، لأننى عدت برؤية جديدة، تختلف عن تقديم الخدع المتكررة والمستهلكة فى الفزورة.
∎ اختفت الفوازير بعد نيللى.. ولم يعد لها طعم؟
- أصل الفوازير فكرة، فهى الأهم من أى شىء، ورغم تنفيذ كل الأفكار المحتملة، إلا أن الأفكار مازالت موجودة، ولكن لم يعد أحد يبحث عنها، وعن نفسى لم أعد أفكر فى الفوازير مرة أخرى، خاصة وأنى مشغولة الآن بتقديم أغنية عن مصر سأطرحها عند اكتمالها، كما اشتركت فى أوبريت مؤخراً، مع رغدة وأحمد بدير وكمال أبورية وصابرين.
∎ بعد انقطاعك عن الفوازير.. ظهرت فوازير شريهان وسمير غانم.. فما تقييمك لهما؟
- سافرت إلى لندن هذه الفترة، و«شريهان» أعرفها من أيام «عمر خورشيد»، لكننا لم نكن أصدقاء، وأعشق فوازير «فطوطة» لسمير غانم، فهو ممثل صادق، عفوى فى تعبيره الكوميدى، مثلى تماماً فى الاستعراض، حينما أقدمه لنفس المشهد، لكنه يبدو مختلفًا ومتجددًا فى كل مرة، لأننى لا أحفظ حركات، بل انطلق معبرة عما أشعر به، أما فوازير «نيللى كريم» فهى رائعة، لأن حركاتها سليمة ودقيقة جداً، لدارستها البالية الكلاسيكى.
∎ تعاملت مع كتاب عظام.. مثل صلاح جاهين.. هل تذكرين المواقف التى جمعت بينكما؟
- تخيلى التواضع العظيم لصلاح جاهين، حينما سأل «حسن عفيفى»: «هو إنتم ليه مش بتطلوبونى فى الفوازير؟»، فكلمته فورا، فقال: أنت موهوبة، وفى مرة قال لى: «إنت خرجتينى من اكتئابى» لما جسدتى ما أكتبه إلى لحم ودم، ولما سألته المذيعة: ماهى أحلى حاجة فى برج الجدى، رد: نيللى من مواليده.
∎ وماذا عن الملحنين فى فوازير نيللى؟
- غنيت العديد من الألحان، سواء فوازير أو مسلسلات أو سينما، وكنت محظوظة حين عملت مع كبار الملحنين وهم: مودى الإمام وعمر خيرت وضياء محمد، وعمار الشريعى فى «مبروك جالك ولد»، بالتعاون مع الشاعر الكبير «سيد حجاب»، وكان «حلمى بكر» نجمًا كبيرًا، نفذ لى كل ألحان الاستعراضات، أما «حسن عفيفى»- مصمم الرقصات - فكان يهتم بأدق التفاصيل مثلى تماماً.
∎ اشتهرت بالسفر لأمريكا.. لماذا؟
- لمشاهدة المسرح الاستعراضىBroadway ، كنت أعشقه، وأتعلم منه، وتولد أفكار الفوازير من إبداعاتهم فى الرقص والحركات والموسيقا والديكورات والأزياء، فقد شاهدت أكثر من 39 مسرحية ميوزيكال بين نيويوركولندن، وسألنى أحدهم: أنت نجمة سينمائية، فقلت: كيف عرفت، قالى لى: لازم تكونى كده.
∎ لماذا فشلت وزارة الثقافة فى تقديم مسرح استعراضى فى مصر؟
- المسرح الاستعراضى مكلف جداً، لكننى أفتخر بتجربتى مع الفنان الكبير «جلال الشرقاوى» فى عرض «انقلاب»، الذى كان انقلاباً حقيقياً فى المسرح المصرى، لدعمه بالخدع الجديدة والمتعددة على المشاهدين.
∎ ما رأيك فى غياب دور الدولة فى دعم المسرح القومى؟
- توجد أعباء عديدة تقع على عاتق الدولة، لكن الفئة الأولى بالاهتمام هم الفقراء، الذين من حقهم الحياة بشكل آدمى، فأنا أشعر بالخجل حينما آكل، وغيرى يموت من الجوع.
∎ أبرز المخرجين الذين تأثرت بهم نيللى على المستوى الفنى؟
- محمود ذو الفقار، الذى مثل دور والدى فى فيلم «عصافير الجنة»، الذى أنتجه والدى، وكنت أمثل مع فيروز وأختى ميرفت، وفيلم «الحرمان» من إنتاج والدى أيضا، ولم أحصل على أجر فى هذه الأفلام، بل ضحكوا على بالشيكولاتة، لكن أول أجر حصلت عليه وأنا طفلة كان 300 جنيه، عن فيلم «حتى نلتقى» مع سيدة الشاشة فاتن حمامة، وفيلم «رحمة من السماء» مع الجميلة هند رستم، ثم فيلم «توبة» مع الرائعة صباح.
∎ هل ادخرت هذا الأجر مع والدتك أم ماذا؟
- لا أعرف عنه شيئاً، تعرفين إن مهرى كان ربع جنيه، ولم أحصل عليه، فلم أطلب أى شىء حين تزوجت، لكننى طلبت من الزوج وقتها، أن يكون مهرى هو التزامه بطلاقى، إذا قرر خيانتى.
∎ ما هو الدور الذى تريدين أن تقدمه نيللى حالياً؟
- كنت أتمنى أمثل «روميو وجوليت»، إن كان استحالة الآن.