رغم أنه لا يستحق أن نعلق علي أفعاله وتصرفاته، ورغم أنه لا يرقي إلي المستوي الذي يجب أن نتناوله بالحديث، لأن الخيانة والعمالة جزاء يتجزأ من تكوينه وتشكيله الشخصي، فهو من الرجالات الذين فضلوا بيع أنفسهم وبلادهم من أجل نيل الرضا الغربي في حين أن دول الغرب لا تنظر إليهم إلا بعين الاحتقار، هو واحد من هؤلاء الأتراك الباحثين عن المنافع والمصالح الشخصية. لأنه تربية التنظيم الدولي للإخوان، فلا هو يفعل تصرفات المسلمين ولا تصرفات الشعب التركي الأصيل.. إنما هو يعمل فقط في إطار مؤامرات الإخوان وتنظيمهم الدولي الذي يسيطر علي مقاليد الأمور في تركيا. إن ما يفعله رجب طيب أردوغان من هجوم عنيف علي المبادرة المصرية الرامية إلي انقاذ الشعب الفلسطيني في غزة، وتطاوله علي سيادة مصر، لهو في حد ذاته جنون وعته من شخصية لا تعرف سوي المؤامرات ولذلك تصور أن ما تفعله القاهرة ضمن مؤامرات ونسي هذا المعتوه أنه ورفاقه في التنظيم الدولي والإخوان وحماس هم الذين يحيون علي المؤامرات والدسائس، وهم الذين يرفضون حل القضية الفلسطينية من الأساس وهم الذين يضيعون كل الفرص، لأنهم بالفعل يتاجرون بهذه القضية، ويكفي أن هؤلاء الخونة هم صناعة الأجهزة الاستخباراتية فى إسرائيل وأمريكا والدول الغربية.. ورفض حماس وحليفها «أردوغان» للمبادرة يعني أن هناك اتفاقاِ مع اسرائيل علي توجيه هذه الضربات إلي الشعب الفلسطيني الأعزل والمتاجرة بقضيته.. فهل هناك معني آخر من تصرفات هؤلاء الخونة سوي الاتفاق مع الأعداء للنيل من الشعب الفلسطيني الأعزل؟! التطاول الشديد الذي يمارسه أردوغان والوقاحة الشديدة من حركة حماس وقياداتها، لهي نوع من أنواع كشف الحقارة التي يتمتع بها التنظيم الدولي والإخوان وكل المنتسبين إليهم وعملائهم في كافة دول العالم... وأكرر أنه رغم أن «أردوغان» لا يستحق الرد عليه أو معاملته بنفس البذاءة التي يقوم بها، ورغم أنه شخصية من صناعة التآمرات وصعد إلي سدة الحكم في تركيا بطريقة المؤامرات ضد شعبه أولاً وضد الإنسانية كلها.. لكن الضرورة تقتضي منا الآن أن نوضح عدة حقائق يحاول «أردوغان» وأعوانه في حماس طمسها أو اخفاءها وهي أين كانت تركيا منذ الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية؟. وما هي المواقف التي اتخذتها في هذا الصدد؟ وماذا قدمت للشعب الفلسطيني منذ احتلال أراضيه وحتي الآن.. مصر وحدها قدمت أكثر من نصف مليون شهيد من أجل القضية الفلسطينية علي مدار عدة حروب طويلة بدأت منذ عام 1948 وحتي كتابة هذه السطور مروراً بحروب 1956 و1967 و1973.. بالإضافة إلي المفاوضات مع إسرائيل من أجل ايجاد حلول جذرية لهذه القضية ونذكر في هذا الصدد ما قاله الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون إن الدور الذي تلعبه مصر بشأن القضية الفلسطينية لهو دور ذهبي لا يمكن ان يحدث بسهولة، وكلينتون رجل يعرف هنا أهمية الدور المصري العظيم في هذا الشأن.. مواقف مصر تجاه الأشقاء الفلسطينيين لا تعرف المزايدة ولا تحتاج إلي الكلام، وليس الأمر منا ولا أذي إنما هو مسئولية وطنية بالدرجة الأولي، وهذا هو الواجب المصري تجاه فلسطين وتجاه الأمة العربية، فمصر لا تنتظر شيئاً من أحد، وبالتالي فإن تطاول «أردوغان» الذي لا يستحق الرد لا تأثير له لأن المصريين يتحركون من أجل نصرة القضية الفلسطينية ومن أجل رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني الأعزل الذي تجرع الويلات مرتين الأولي من الاحتلال الغاشم والثانية من الإرهابيين من حماس الذين يمارسون عليه القهر والذل أكثر من الاحتلال نفسه. وإلا فما تفسير رفض حماس للمبادرة المصرية التي توقف العدوان الغاشم علي الأشقاء في غزة؟ هل لدي «أردوغان» العميل وقيادات حماس الخونة تفسير لا يعرفه العالم بخلاف ما تقول؟!.. الأمور لا تحتاج إلي مزايدة ومصلحة الشعب الفلسطيني فوق أية مصلحة خاصة لحماس وأردوغان المتطاول الذي يخلط الأوراق متعمداً لتشويه سمعة مصر وهي أكبر من تصرفات «أردوغان» وماذا ينال الشوك من الورد؟!.. انني باسمي وباسم حزب الوفد أناشد المجتمع الدولي المؤيد للمبادرة المصرية، والأمم المتحدة المناصرة لهذه المبادرة التدخل الفوري لوقف العدوان علي الشعب الفلسطيني الأعزل بعيداً عن تصرفات حماس غير المسئولة.