خطأ فادح ان تتصور حماس أن مصر وهي تتقدم بمبادرتها لوقف اطلاق النار ووقف العدوان الغاشم علي غزة، انما تفعل ذلك حرصا منها علي احتكار مساعي الحل والعقد في القضية الفلسطينية عليها، وانطلاقا من رؤيتها ورغبتها في أن تكون هي وحدها، ودون غيرها، التي يحق لها السعي في ذلك، أو التدخل فيه. وخطيئة كبري ان تتصور حماس وتتصرف، علي انها برفضها المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار ووقف العدوان علي غزة، انما تقلل من شأن مصر ودورها الاقليمي والتاريخي، بالنسبة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المنكوب بالاحتلال الإسرائيلي، وتسلط وقصور حماس في ذات الوقت. وهذا الخطأ وتلك الخطيئة اصبح واضحا للأسف، ان حماس قامت بارتكابها بسوء القصد ومع سبق الاصرار والترصد، وليس بالغفلة أو الفهم الخاطيء، وذلك نتيجة موقفها المريض والشائن تجاه مصر وشعبها منذ تخلصهما من حكم المرشد وسيطرة الاخوان الذين تدين لهم حماس بالطاعة والولاء. واحسب ان ذلك بات واضحا بشكل فج، في ظل ما تقوم به حماس الآن من تحرك مشبوه في هذا الاتجاه بالتعاون والتنسيق المريب مع تركيا وقطر، تنفيذا للمخطط المرسوم والمحدد من جانب التنظيم الدولي للإخوان وقراراته المناهضة لمصر. وحماس وهي ترتكب هذا الخطأ وتلك الخطيئة تدرك جيدا أن احدا لا يستطيع النيل من قدر مصر أو ينسخ دورها التاريخي في الدفاع عن القضية الفلسطينية التي تحملت مسئولية الدفاع عنها طوال الستين عاما الماضية منذ نشأة الصراع العربي الإسرائيلي وحتي الآن،...، ولكنها للأسف تتغافل عن هذه الحقيقة الثابتة. وحماس أيضا تدرك في ذات الوقت ان ما يهم مصر في هذه المسألة هو انقاذ الشعب الفلسطيني ووقف المذابح التي يتعرض لها، في كل يوم وكل ساعة يستمر فيها العدوان، وأنها لا تضع في اعتبارها ولا تلتفت إلي تلك التصرفات المشبوهة، والألاعيب الصغيرة التي يقوم بها البعض،...، ولكن حماس تتجاهل هذه الحقائق أيضا. كما تتجاهل كذلك حقيقة أن مصر أكبر بكثير من كل هذه الصغائر، وأن، وما يهمها بالفعل هو وقف نزيف الدم الفلسطيني وانقاذ الاطفال والشيوخ والنساء الذين يتساقطون في كل لحظة، بينما حماس مشغولة بالتطاول علي مصر ومحاولة النيل منها.