أكد خبراء أمنيون، أن رفض حماس للمبادرة المصرية يرجع إلى أنها تريد أن تثبت نفسها على الأرض، وأنها قادرة على مواجهة العدو الإسرائيلى، لافتين إلى أن رفض المبادرة يعد انتحارًا لحركة المقاومة الفلسطينية. وأضاف الخبراء فى تصريحات ل" بوابة الوفد" أن موافقة إسرائيل على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بمثابة قبلة الحياة للفلسطينيين، مشيرين إلى أن إسرائيل تعرضت لضغوط من المجتمع الدولى لوقف إطلاق النار وقبول المبادرة المصرية. من جانبه أكد اللواء عبد الرافع درويش الخبير العسكرى، أن عدم قبول حركة حماس للمبادرة المصرية التى أطلقتها مصر أمس لوقف العدوان الإسرائيلى على غزة يأتى نتيجة أن حركة حماس تستغل الوضع وتتاجر بدماء الفلسطينين بعدما وجدت نفسها على الساحة الدولية مرة أخرى بعد أن كانت مهمشة. وأضاف درويش، أن حماس تكسب من الوضع الحالى، مشيرًا إلى أنها ترفض المبادرة بسبب تأثير التنظيم الدولى للإخوان وقطر وتركيا عليها حتى لا تصبح مصر هى من أوقفت العدوان عليها. وأشار الخبير العسكرى إلى أن إسرائيل وافقت على المبادرة لكى تقول للعالم إن حماس هى المعتدية عليها، مؤكدًا أن استمرار رفض حماس للمبادرة يضع الدول العربية فى مأزق. ولفت العقيد خالد عكاشة، المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي، إن مصر لا تستطيع وحدها حل الأزمة في غزة بدون وحدة العرب. وأكد عكاشة، أن العالم العربي يمر الآن بأسوأ أوضاعه، ويعيش حالة انقسام حقيقي بين أبناء الوطن الواحد وهو ما يصعب من الموقف على مصر. وأشار المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي إلى أن المبادرة المصرية تعمل على وقف نزيف الدماء في غزة، موضحًا أن الهجوم الإسرائيلي على غزة يهدف إلى إفشال المصالحة الوطنية. قال اللواء السيد هاشم المدعي العسكري السابق,إن رفض حماس للمبادرة المصرية" انتحار"، لافتا إلى أن الحرب غير متكافئة مع إسرائيل. وأوضح هاشم، أن إسرائيل تسعى لفرض إرادتها على الدول المجاورة لامتلاكها القوة، مشيرا إلى أن حماس تريد أن تثبت نفسها على الأرض وأنها قادرة على مواجهة العدو الإسرائيلى. وأكد المدعى العسكرى، أن مصر لن تقف متفرجة على ما يحدث فى غزة وتسعى لإنهاء الأزمة ووقف إطلاق النار بكافة الطرق، مضيفا إلى أن مصر لن تتدخل عسكريا لوقف العدوان على غزة لأن مصر متلزمة بمعاهدة السلام مع إسرائيل. وأضاف هاشم أن الدول العربية لا تستطيع مواجهة إسرائيل فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد العربية وتحويل الوطن العربى إلى أشلاء وتفكيك الجبهة الداخلية للجيش المصرى. وأشار السفير محمد العرابى، وزير خارجية مصر الأسبق، أن إسرائيل أدركت أن المنطقة لا تتحمل ما يحدث فى غزة من عدوان وقتل الفلسطنيين، لافتًا إلى أن مصر لها دور كبير فى محاولة الضغط على إسرائيل لقبول هذه المبادرة ووقف إطلاق النار. ورأى العرابى، أن حماس ترفض هذه المبادرة حتى لا تخضع لتأثير قرارات النظام المصرى، موضحًا أن حماس لها علاقة قوية بالإخوان، لذلك ترفض هذه المبادرة بسبب الخلاف السياسى مع النظام الحالى. وأوضح وزير الخارجية الأسبق، أن أهداف حماس لن تتحقق إلا بقبول هذه المبادرة قائلاً: "إن حماس تريد إنهاء الحصار على غزة، وهذا لن يأتى فى ظل الظروف التى تشهدها المنطقة العربية"، مشيرًا إلى أن إسرائيل ملتزمة بتنفيذ المبادرة لأن المنطقة لا تتحمل أى احتقان بين الأطراف الدولية." وقال السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية سابقا أن عدم موافقة حركة حماس على المبادرة المصرية لوقف العدوان على غزة حتى الآن يأتى نتيجة خلاف فى الرأى داخل الحركة لأن قرارها ليس مستقلا وإنما يعود لثلاث جهات وهى قطر وتركيا والتنظيم الدولى للإخوان. وأضاف هريدى، أن التنظيم الدولى للإخوان وحركة حماس يستخدمان العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة لإحراج السلطات المصرية وإظهارها أمام الشعب المصرى والعالم العربى كأنها متواطئة مع إسرائيل لافتا فى الوقت نفسه إلى أن التنظيم الدولى للإخوان يريد إيهام العالم بأن لهم الكلمة الفصل فى فلسطين. وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن التنظيم الدولى وحركة حماس لا يريدان أن يكون لمصر دور فى القضية الفلسطينية وإنكار ما تقدمه للشعب الفلسطينى ووصفها بأنها متواطئة مع إسرائيل مؤكدا فى الوقت نفسه أن كل ذلك لن ينجح لأن الكل يعلم دور مصر الحقيقى فى القضية الفلسطينية دائما. وأوضح هريدى أن شروط المبادرة المصرية لوقف العدوان وإطلاق النار فى صالح الشعب الفلسطينى بالإضافة إلى أن لها فوائد للحكومة الإسرائيلية ولكن ذلك لا يعنى أنها طوق نجاة لها إنما تريد تقديم طوق نجاة للشعب الفلسطينى وهذا ما لا ترغب به حماس. وراى السفير أحمد الغمراوي، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن إسرائيل تعرضت لضغوط من المجتمع الدولى والمؤتمر الإسلامى للموافقة على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النارعلى غزة، موضحًا أن إسرئيل متخوفة من أثر استمرار الحرب على غزة. أضاف الغمراوى، أن إسرائيل أدركت مدى الغضب الشعبى الذى تتعرض له جراء استمرار الغارات على غزة، لافتًا إلى أن إسرائيل قبلت المبادرة المصرية بالترتيبات التى وضعتها مصر دون معارضة، مشيرًا إلى أن حماس ترفض المبادرة حتى تستطيع تحقيق مكاسب على حساب الشعب الفلسطينى. وأوضح "مساعد وزير الخارجية" أن حماس تريد أن توقف النجاح الذى وصلت إليه مصر فى التوصل لمبادرة وقف إطلاق النار بسبب الخلافات بين مصر وحركة حماس، مضيفًا أن حماس تريد أن تشعر الجميع بأنها قادرة على مواجهة إسرائيل