الأطفال بهجة العمر وزينة الحياة الدنيا، والرصيد الباقي للمرء بعد موته إن أحسن تربيتهم وتنشئتهم، ورمضان فرصة عظيمة لها آثارها على نفوس أطفالنا إن أحسنا استغلالها والاستفادة منها بما ينعكس على سلوكهم في شئون الحياة كلها. والصوم مسئولية تتطلب قدراً من الجهد والمشقة والصبر وقوة الإرادة، مما يحتم على الأبوين ضرورة تعويد الأبناء على أداء هذه الفريضة، وتحبيبهم فيها، واستثمار هذه الفرصة الاستثمار الأمثل لغرس القيم والسلوكيات الجميلة في نفوسهم. وحتى لا يتوقف معنى رمضان لدى أطفالنا عند المسلسلات والفانوس الصينى، فينبغى تعويدهم على الصيام منذ سن مبكرة، ولذا سنقدم بعض النصائح لكل من الآباء والأمهات لنجعل من ساعات الصيام سعادة في قلوب أولادنا، وليصبح رمضان فرحة ينتظرونها بفارغ الصبر. أهلى طفلك لاستقبال شهر رمضان منذ سن السابعة بأن تروى له قصصا بسيطة حول شهر رمضان والتوقف عن الطعام ابتغاء مرضات الله، وتحدثى عن هؤلاء الذين لا يجدون قوتهم وأننا نصوم لنشعر بهم. حافظى على وجود طقوس إيمانية وروحانية لشهر رمضان بأن تشترى له مصحفا صغيرا قبل رمضان بأيام أو مع بدايته اقرئى له منه، وأخبريه أنه كتابه وعلينا أن نقرأ سوياً فى رمضان منه، وأنك لن تقرئى فى كتابك حتى يكبر ويقرأ هو فى كتابه. كافئيه على الوقت الذى يقضيه فى الاستماع، ولا مانع من أن تشركى الأب فى العمل بأن تسأليه حين عودته عن معنى كلمة أو تفسير لمفهوم لتدخلوا جميعاً على موقع أو كتاب تفسير لتوضحوا المعنى، فنكون بذلك وضعنا بعض الأساس للتجمع الأسرى حول معنى إيمانى يرتبط بهذا الشهر. اصطحبى طفلك للصلاة وحدثيه عن ثوابها خلال شهر رمضان، فهى فرصة جيدة لتقليدك ومراقبتك. انتهزى كل فرصة لإدخال مفهوم بداية صومه، بمعنى أنه إذا استيقظ متأخرا من نهاره فأبلغيه بأنه صام حتى ذلك الوقت، وحاولى أن تظهرى فرحك بذلك، وحين قدوم الأب بشريه بالخبر بأن فلانا قد صام حتى الظهر، فتؤخرى عنه متطلباته بعد استيقاظه بعشر دقائق وهنا ليس فقط الإفادة من ذلك هو التدريب على الصوم، ولكن التدريب على تأجيل الرغبات رغم صغر السن. ذكرى زوجك بأن يصطحبه معه إلى صلاة التراويح ولو لمرات قليلة حتى يرى الجموع ويرى خصوصية رمضان فهى صلاة لا تؤدى فى غيره. حاولى أن توفرى للطفل ما يحب حتى يرتبط لديه رمضان برابطة إيجابية وحاولى أن تربطيها بالإصغاء للقرآن، أو بمتابعة الصلاة معك، أو بمساعدة فقير من مصروفه. من المفيد أن تأخذى طفلك يوما للإفطار خارج المنزل على أن تكونى حتى وقت الأذان فى الشارع حينها سيقابلك من يقوم بتوزيع أشياء للصائمين، ومن يبقى من المحتاجين لنتحدث هنا ببساطة عن فكرة التكافل والتنافس على الحصول على الحسنات فى هذا الشهر الكريم. دربى طفلك على صلة الرحم، ووضحى له أن الصوم بدونها منقوص، وأننا قد نتأخر عن أقاربنا فى الأيام الأخرى بعض الشىء، ولكن لابد أن نسأل عنهم ونودهم فى هذا الشهر. - إذا كنت تقومين بنشاط ما خلال الشهر من تجهيز وجبات للمحتاجين أو زيارات لدور أيتام أو مسنين أو غيرها من الأنشطة اصطحبى ابنك معك، ليعتاد على رؤية ذلك ويصبح جزءا من قناعاته الأساسية. لا تدعى موقفا إيجابيا يمر دون أن تعلقى عليه، وأصرى على أن تدخلى له صورة إيجابية عن ذاته، فإذا ما رأيت شاباً يصنع خيرا فأخبريه بأنك ترين صورته مثل هذا الشاب حين يكبر، فسوف يكون شخصا طائعا لله مقبلاً على عمل الخير. تعاونى مع أقاربك أو جيرانك بأن تدعى أطفالهم للمساعدة فى عمل شىء إيجابى بمناسبة رمضان، وليكن ملابسهم التى سوف ترسلينها لجمعية، فاجمعيهم فى مكان وأحضرى وعاء لغسل الملابس، بعد أن تنظفيها قليلاً واتركيهم يغسلونها، ثم يتحرك بهم أحد أقاربك أو جيرانك لكيها، ثم يجمعون من مصروفهم لمن قام بكيها، ثم جهزى لهم مرحلة التعبئة، ثم اصحبيهم إلى مكان التوزيع، ثم أتبعى ذلك بلقاء احتفالى لهم، ردى لهم ألعابا أكبر مما دفعوه بحيث يشعرون بأن تعويض الله هو دائماً أكبر مما نعطى.