قبل ان تقرأ: (لاريح حتكسر الجناح وتعطل الطيران ولا ليل حيمنع الصبح يهل ع الاوطان -البيت موقع من الأبنودي) -يقينا فإن الشعب المصري هو «ثائر» يونيو - يناير الحقيقي. أتذكر كثيرا هاتين اللحظتين، حيث تضيء في قلبي ذكريات ثورة 25 يناير، مثلما تلمع في كياني كله اللحظات التي هتفت فيها نفس الجموع في 30 يونيو بصوت هادر: «الشعب يريد اسقاط الاخوان»! -التحيه لشعبنا البطل بثورته.. ففي 30 يونيو استكمل ثورته ،حتي انه اصبح لديه بعدها (رئيس مخلوع وآخر معزول ورئيس ثالث منتخب). -اذا كانت البطولة والجسارة في 30 يونيو منعقدة لشعبنا المصري، والمشير السيسي والجيش المصري، وعن هذه الأدوار كتب كثيرون،،فانني من بين ابطال يونيو، اختار ان استذكر دور حركة « تمرد».. وأيضا دور المعارضين لحكم مرسي، الذين باعدت بينهم وبين رفاق الثورة (الجيش وتحالفاته) اجراءات ما بعد 3-7، سواء احداث فض «النهضة -رابعة» .. أو صدور قوانين التظاهر، أو توسع الأجهزة الأمنية في ملاحقة وسجن الناشطين، الذين كانوا أعلي كعبا عليها، طوال الفترة الممتدة من جمعة الغضب، حتي لحظة توزيع جنودها المياه المثلجة علي متظاهري التحرير، والتزامها الحياد اثناء اندلاع موجة الثورة في 30 يونيو 2013. فكلا الفريقين (تمرد - والمعارضة) انتقلوا الان من مقاعد الدرجة الأولي إلي السبنسة، من الفوتيل لوج الي الترسو! - حديث اليوم لاعلاقة له بانقسام هذه القوي علي نفسها، وتشرذمها بين فصائل معارضه للحكم وأخري مؤيدة، فالثوار يتوحدون في الفعل الثوري، ويتفرقون علي مذبح «السياسة» و«السلطة». والذي حدث ان بعض هذه القوي الثورية والمعارضة تعرضت ل «نيران السياسة» فطالتهم الاتهامات والتشويهات، ووصم بعضهم بالخيانة والعمالة والتمول الخارجي والسقوط القيمي.. وأصبحوا في نظر الشعب إما منسيين، وإما مغضوبا عليهم وإما ممنوعين من «الفعل السياسي» (!) مثلا رموز «حركة تمرد» تعرضوا للاغتيال المعنوي الشرس، فقد مارس البعض هجوما عنيفا علي محمود بدر ورفاقه (هؤلاء الرفاق أنفسهم انقسموا علي أنفسهم أيضا!)، وبعد أن كانوا ملء السمع والأبصار، غمز البعض محمود بدر من قناة «مشروعة الخاص» وقالوا انه كان يتاجر بمستلزمات الكلاب البوليسية!! تري هل سرق محمود بدر؟ هل ارتشي؟ هل فسد؟ وانتهز البعض فرصة خروج البلطجية عليه وسلبهم سيارته وأمواله قرب «تل اليهودية» بناحية شبين القناطر في محافظة القليوبية، ليتساءلوا من أين له بالسيارة؟ وبالطبع تحول الحديث من السيارة إلي «الشقة» ومنها الي رصيده في البنوك، وحتما الي علاقته ب «المخابرات» وقادة الجيش! كما ان سرعة استرجاع السيارة من دون تعرضها لخدش واحد كانت سببا في شن موجة من الشائعات الممزوجة بالسخرية! لم يذع عبد الرحيم علي أي تسجيلات تصم محمود بدر أو رفاقه بالفساد، أو تنعته بالارتشاء مقابل تواصله مع حكام ذلك الزمان، وعلاقاته التي مكنته من حل بعض مشكلات أهله في شبين القناطر، ولم تنشر صحيفة وثيقة واحدة تدينه باستغلال النفوذ.. لانقول إنه فوق الخطايا، وإنما نقول لاتقذفوا كل الاشجار بالطوب فساعتها لن يبقي أحد مثمرا.. ويكفي أنه وحركته لاقوا قبولا، بعد أن منحهم الله توفيقه، واستطاعوا بجهد خارق أن يجمعوا توقيعات 22 مليون مواطن مصري كانوا نواة حقيقية لاسقاط حكم الإخوان، وتشجيع المصريين علي النزول للتعبير عن رفضهم للنظام الذي لم يمض في الحكم غير عام، عاث فيه فسادا في البلاد. انقسم الرفاق في حركة تمرد بعد أن اختار محمود بدر تأييد المشير السيسي للوصول الي سدة الرئاسة فيما رأي «حسن شاهين ومحمد عبد العزيز» ان هذا من شأنه أن يعيد «العسكر»(يين) الي السلطة، وانحازوا الي حمدين صباحي..ومنذ ذلك الوقت والحملات المسعورة علي «شباب تمرد (بل شباب الثورة الذين يرفضون تولي قائد عسكري حكم البلاد) تدفع بهم بعيدا عن المشهد السياسي، وهكذا فانه لاشباب ثورة 25 يناير الذين فجروا في مصر ثورة يناير (التي نجحت بسبب تآزر الشعب معهم) حكموا بعد «المخلوع مبارك» ولا شباب «يونيو -تمرد» حكموا بعد اسقاط حكم «المعزول مرسي». قد لا يكون مهما أن يصلوا - هؤلاء وأولئك - إلي السلطة، لكنه من الأهمية بمكان أن يكون هؤلاء مشاركين في السلطة بدرجة تتيح للشباب «مستقبل مصر وأملها» أن يكون مشاركا في تحديد آفاقه ورسم ملامحه. لكن الذي حدث أنهم أصبحوا في «السبنسة» بدلا من أن يركبوا في «الدرجة الأولي».. واجلسوا في الترسو بعد أن أزيحوا من الفوتيل لوج! بل الأقسي من ذلك لم يعد الناس يتذكرونهم او يتذكرون ذلك الوميض الذي أشعلوه في العقول والأفئدة من أجل حلم التغيير والثورة. نسينا «تمرد» مع أن اسم الحركة كان يستحق التكريم بعد نجاح موجة يونيو الثورية في تحقيق أهدافها بعزل الاخوان والتصدي لارهابهم، في اعقاب اقصائهم « الشعبي والوطني» من المشهد السياسي! أليس غريبا أن نصل لهذه المرحلة، حتي أننا نعامل أبناء هذه الحركة وكأنهم «منبوذون» مع أننا ندين اليهم - بصرف النظر عن انقساماتهم وخلافاتهم الحالية - فيما بلغناه من أهداف وماحققناه من انجازات؟! بعد ان قرات: كم يكون شعبنا كريما عندما يطالب بدعوة شبان هذه الحركة، للمشاركة في الاحتفال بالعيد الاول لثورة يونيو،وان يخلد اسم حركتهم في التاريخ، بمنحهم وساما رفيعا، وأن يخصص مكان اشبه بالمزار، توضع فيه وثائق حركة تمرد، وان تنقل اليه كل متعلقات الحركة، خاصة أوراق ال 22 مليون مصري الذين وقعوا علي استماراتها المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، والتي أعلن حسن شاهين ومحمد عبد العزيز أنها محفوظة لدي سيدة تدعي «انجي». نريد في احتفال يونيو الأول أن نتمرد علي وضع «تمرد» في «الترسو»، وأن نستذكر ونقدر ونحيي شباب هذه الحركة.. وهذا لمصر وليس لأجل «تمرد» وحدها!