رأى خبراء أمنيون أن التفجيرات التى شهدتها منطقة مصر الجديدة ومحيط قصر الاتحادية صباح اليوم الإثنين، ما هى إلا محاولات يائسة من تنظيم الإخوان للعودة للحياة السياسية من جديد وتعكير نفوس المصريين خلال احتفالاتهم اليوم بذكرى الثورة التى أطاحت بالتنظيم من الحكم العام الماضى. فقد استيقظت مصر اليوم على ثلاثة انفجارات بمحيط الاتحادية، أدت إلى استشهاد ضابطى شرطة وإصابه 4 آخرين، بالتزامن مع احتفالات ثورة 30 يونيو التى أسقطت عصر جماعة الإخوان، على الرغم من تحذيرات جماعة أنصار بيت المقدس و "أجناد مصر". من جانبه قال اللواء أحمد عبد الحليم الخبير الإستراتيجى والعسكرى إن العمليات الإرهابية والتفجيرات التى يمارسها عدد من عناصر الإرهاب سينتهى بانتهاء خارطة الطريق وتشكيل مجلس النواب، لافتًا إلى أن هذه العمليات لن تستطيع تخويف الشعب المصرى وإعاقته عن تحقيق خارطة الطريق. وأكد عبد الحليم فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"اليوم الإثنين، على أن تلك العمليات فردية لا يمكن السيطرة عليها، مشيرًا إلى أن الحل الأكفأ للقضاء على تلك العمليات الإرهابية هو وعى المواطن وتحقيق الاستقرار والأمن فى إطار القانون، مشددًا على ضرورة ضبط الخروقات الأمنية. فيما رأى اللواء فاروق حمدان مساعد وزير الداخلية السابق، أن سلسلة التفجيرات التى حدثت مؤخرًا، وآخرها تفجير اليوم، هى أعمال مشبوهة تصدر من جماعة مغيبة تحاول أن تستغل جميع الفرص لإعادة نفسها إلى الساحة السياسية مرة أخرى، مشيرًا إلى أن التفجير يدل على استمرار الحرب بين المصريين و"الإرهاب الأسود" فى إشارة إلى جماعة الإخوان. وأشار مساعد وزير الداخلية السابق أن هناك علاقة وثيقة بين تفجير الاتحادية واحتفالات 30 يونيو التى من المقرر عقدها اليوم أمام القصر من قبل بعض القوى السياسية، مشددًا على ضرورة وجود اتحاد قوى بين جميع القوى السياسية للقضاء على تلك العمليات. وناشد حمدان فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد"اليوم الإثنين، الأحزاب التى تتصارع الآن من أجل تكوين ائتلافات وتحالفات أن يكون لها دور فى التوعية والوصول إلى حلول لإيضاح الأمر للشعب المصرى، مطالبًا بتنشيط الأجهزة الأمنية وتوسيع دائرة الاشتباه فى مواجهة العنف. من جانبه اعتبر يسرى قنديل الخبير الإستراتيجى، رئيس مخابرات القوات البحرية فى حرب 6 أكتوبر، التفجير الذى حدث صباح اليوم تأكيدًا على نجاح الإرادة الشعبية فى استكمال خارطة الطريق، قائلاً "على قدر تطهير البلاد ونجاح المصريين سنواجه تحديات وصعوبات فى الوصول إلى الاستقرار وتحقيق الأمن". وأشار قنديل فى تصريحات ل"بوابة الوفد" أن هناك أربع جهات تقف خلف تلك الهجمات التى يتم شنها على الأمن المصرى هى "قطر، تركيا، إسرائيل، الولاياتالمتحدة"،مؤكدًا تفاهة تلك العمليات وعدم جدواها أو تأثيرها على الأمن والاستقرار المصرى، وذلك لامتلاك الشرطة الإمكانات اللازمة لصد هذا الهجوم الغاشم. فى السياق ذاته أشار اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى، إلى أن ما حدث اليوم من تفجيرات أمام الاتحادية كان متوقعًا من قبل وفقًا للتهديدات التى بثها أنصار بيت المقدس وكذلك الانفجارات التى تمت قبل ذلك فى سنترال أكتوبر، مشيرًا إلى أن الصراع بين جماعات الإرهاب وأبناء الشعب المصرى لايزال مستمرًا. ونعى مسلم وفاة خبير المفرقعات فى الانفجار معتبرًا هذا خسارة فادحة للشعب والشرطة المصرية، وأكد الخبير العسكرى على وجود علاقة بين هذه التفجيرات وذكرى ثورة 30 يونيو التى ثار فيها الشعب على مرسى وأعوانه فى الحكم آنذاك، مستنكرًا ما يتردد عن تقاعس الشرطة فى هذا الشأن قائلاً: "اتخاذ الشرطة للإجراءات الاحتياطية يمكن أن يعطل سير العمل دون أن يسفر الأمر فى النهاية عن وجود أى عمليات تفجيرية".