مازلت عند رأيى بضرورة عزل الحزب الوطنى عن الممارسة السياسية، فنظام حكم حسنى مبارك قد ولى إلى غير رجعة، ومازال المصريون ينتظرون بفارغ الصبر ثمار ثورتهم العظيمة مرة فى 25 يناير وأخرى فى 30 يونيو.. لقد حسب المصريون أنه بعد يناير 2011 ستروق لهم الدنيا، واستيقظوا على كابوس مخيف بقيام جماعة الإخوان الإرهابية التى وصلت إلى سدة الحكم فِي غفلة من الزمن لتنفيذ المخططات الصهيوأمريكية، وكان لابد من تصحيح هذا الوضع المخيف الذى كاد يؤدى بالبلاد إلى الهلاك. وبعد ثورة 30 يونيو وقيام الإرادة المصرية الصلبة التى انتصر لها الجيش الوطنى العظيم، ووضع خريطة المستقبل التى تم تنفيذ استحقاقين منها حتى الآن، ويتبقى استحقاق ثالث فى الانتخابات البرلمانية.. عاد الخطر يطل من «جديد على مصر وعلى المصريين.. هذا الخطر يتمثل هذه المرة فى فلول الوطنى الذين جمعوا أنفسهم فى «لوبى» خطير يريد أن ينقض على السلطة بطريق مشروع وهو انتخابات مجلس النواب. لقد أعد رجالات الوطنى الفاسدون عدتهم للقفز على السلطة من خلال البرلمان وكما قلت بالأمس، إن الحزب الوطنى الذى يمتلك الأموال الباهظة ووسائل الإعلام المختلفة ولديه كل الإمكانيات، راح ينفث سمومه ضد الأحزاب السياسية والقوى الوطنية، مرة مردداً مقولته الشهيرة أنه لا توجد أحزاب سياسية فاعلة بالبلاد، وأخرى أن القوى الوطنية لا تملك العدة التى يمتلكها «الوطنى المنحل»، وثالثة التشهير بخلق الله الوطنيين الذين لا يبغون سوى إصلاح شأن هذا البلد ورابعة هى الترويج لضرورة إجراء الانتخابات بالنظام الفردى، وخامسة بإعلان الحرب الشعواء على التحالفات السياسية التى تقوم بها الأحزاب حالياً لصد وردع الوطنى الذى يسعى إلى الوصول للسلطة مرة أخرى عن طريق البرلمان عندما لا قدر الله يتحقق له حلم الحصول على الأغلبية لتشكيل الحكومة. هذه هى الكارثة كما قلتها مراراً وتكراراً ويجب على الدولة أن تكون محققة لآمال المصريين فى الحياة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان من أجل مصر الحديثة الكبرى وهذا هو الحلم الأكبر.. الكارثة أن يقفز الحزب الوطنى على البرلمان ويشكل الحكومة وساعتها نعود إلى نقطة ما قبل ثورة يناير ولا أعتقد أبداً أن أحداً يرضى بهذه المسخرة.. هناك قضايا مرفوعة ضد الحزب الوطنى لعزل رجاله عن ممارسة العمل السياسى وصحيح أنه لم تصدر بعد أحكام قضائية فى هذا الشأن.. لكن الخوف الحقيقى والطامة الكبرى أن يستغل الحزب الوطنى إجراء الانتخابات البرلمانية بالنظام الفردى، ولديه الأموال الباهظة التى امتصها من قوت المصريين ويقفز على مقاعد البرلمان.. من هنا باتت التحالفات السياسية داخل الأحزاب والقوى الوطنية ضرورة ملحة وليست بدعة كما قلت أمس. هذا تحذير من خطر الحزب الوطنى الذى لا يقل خطراً عن جماعة الإخوان، فكلاهما يعشق السلطة على حساب الوطن والمواطن.. والمصريون لا يزالون يحلمون بجنى ثمار الثورتين العظيمتين.