الخوف الحقيقي الذي ينتاب الناس خلال المرحلة الراهنة، هو ما يقوم به رجالات الحزب الوطني من تحالفات للسيطرة علي البرلمان القادم، وكما قلت قبل ذلك فإن أحد قيادات الوطني الفاسدين، أعلن أنهم لن يتراجعوا أبداً عن الوصول إلي البرلمان بقوة.. ومن هنا تأتي أهمية التحالفات بين الأحزاب، فالحقيقة أن طبيعة الفترة الحالية تقضي بضرورة أن يكون هناك تحالف بين الأحزاب والقوي الوطنية والسياسية، طبقاً لثوابت وتوجه كل تحالف. اضافة إلي أن عمليات التحالف ليست بدعة سياسية وإنما معمول بها في كل البلاد الديمقراطية، من أجل الفوز بالأغلبية المؤهلة لتشكيل الحكومة. وتأتي الأهمية الأخري للتحالفات السياسية في خوض الانتخابات البرلمانية، من أجل التصدي لرجال الحزب الوطني الفاسدين الذين يعتزمون خوض الانتخابات، وهم بالفعل بدأوا يتحركون في الدوائر الانتخابية، وبدأت أموالهم التي استولوا عليها من جيوب المصريين تنفق ببذخ شديد علي تحقيق مصالحهم، ولابد من التصدي بكل قوة إلي هذه المسخرة، ولا مجال لمواجهة هذا إلا بالتحالفات السياسية بين الأحزاب والقوي الوطنية.. ولو تم تجاهل هذه التحالفات ستكون هناك طامة كبري تلحق بالمصريين خاصة في ظل موقفين خطيرين. الموقف الأول هو امتلاك رجال الحزب الوطني الأموال الباهظة التي تمكنهم من شراء أي شيء وهذه هي الكارثة.. أما الموقف الثاني فهو قانون الانتخابات البرلمانية نفسه الذي حقق لرجال الحزب الوطني «أمنية» غالية لم تكن في حسبانهم فقد خصص النسبة العالية للنظام الفردي، والقليلة أهدر بها حق الأحزاب السياسية عندما وزعها أيضا علي الكوتة من ذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة والمسيحيين والعمال والفلاحين. بهذا الشكل الخطير لم يعد أمام الأحزاب والقوي السياسية سوي الدخول في انتخابات مجلس النواب عن طريق التحالفات السياسية ولا شيء آخر أمام هذه الأحزاب والوطنيين بالبلاد سوي هذا الطريق.. والذين يسيئون للتحالفات في مردها يعود إلي الحزب الوطني الذي لديه اصرار شديد علي القفز علي السلطة من خلال البرلمان.. فالفائز بالأغلبية هو الذي يشكل الحكومة.. والحكومة والبرلمان طبقا للدستور الجديد دورهما يفوق دور الرئيس نفسه.. وهذا هو الخوف.. كنت أتمني أن تجري الانتخابات بنظام القائمة لمنع هذا المأزق الشديد الذي تمر به البلاد حالياً. لذلك لم يعد أمام الأحزاب والقوي الوطنية سوي الدخول في هذه التحالفات التي ليست بدعة سياسية من أجل التصدي بكل ما يهدد مكاسب ثورتي 25 يناير و30 يونية.. وكفي هجوماً علي التحالفات السياسية لأنها الآن باتت الملاذ الأخير للتصدي لكل ألاعيب القفز علي السلطة وإهدار ثورتين عظيمتين قام بهما الشعب المصري.