لم يعد ممكناً أن يظل العرب مغمضي العينين أو خرساء الألسن أمام هذا الشر المستطير الذي يلحق بهم الاستعمار الأمريكي الذي يصر علي تدمير مجتمعاتهم بأي شكل. ولنستعرض في عجالة ما يفعله الأشرار بنا. 1- عندما غزت أمريكاالعراق 2003 كانت الحجة وجود أسلحة دمار شامل به. وثبت كذبها تماماً. وكان أول قرار لممثل الاحتلال هو حل الجيش العراقي وتسريحه لتظل العراق بلا حماية، ثم وضع دستور يضمن تقسيم العراق إلي سنة وشيعة وأكراد، وأعلن قائد قوي الشر في واشنطن أن أمريكا ستجعل من العراق مثلاً يحتذي في الديمقراطية. 2- ها نحن نري العراق اليوم دولة فاشلة ممزقة تعتصرها الحرب الأهلية. وفجأة تظهر عصابات مسلحة تسليحاً ضخماً وترفع راية السنة وتبدأ الحرب الضروس علي حكومة بغداد الشيعية. ولا أحد يسأل من أين جاءت كل هذه الأسلحة والجنود المرتزقة. ولا أين الحلف الأمريكي- العراقي الذي يضمن حماية العراق من العدوان الخارجي. 3- فجأة يظهر اليوم عزة إبراهيم الدوري الذي كان نائباً لصدام حسين ثم اختفي عقب تدمير العراق وقتل «صدام». وقيل وقتها إن قبيلة «الدوري» القوية أخفت «عزة» وأجرت له جراحة لتغيير ملامح وجهه. يظهر «الدوري» اليوم كناطق بلسان عصابة داعش التي ترفع الراية السنية ويقول إن ما يجري بالعراق هو ثورة شعبية حقيقية تزحف قواتها علي بغداد بعد أن سقطت في يدها الموصل ونينوي وكركوك دون مقاومة من قوات الحكومة العراقية التي ترك أفرادها أسلحتهم وفروا هاربين أمام عصابة داعش. 4- تبلغ الجرأة ب«الدوري» أن يرسل تهنئة للرئيس «السيسي» بانتخابه وكأنهما رفاق سلاح يدافعون عن اتباع المذهب السني في وجه «العدوان» الشيعي. ولا يذكر أحد أن التنفيذ الأمين للمخطط الأمريكي لتفتيت المنطقة يقتضي اشعال الحرب الأهلية بين السنة والشيعة وباقي الطوائف والأعراق في المنطقة لإفناء الجميع. 5- سوريا علي وشك التمزق بدورها كالعراق في حرب أهلية مدمرة. واليمن قد قامت قوي السوء المحلية بتجزئتها ستة أقسام بحجة التقسيم الإداري تمهيداً لاعلانها دويلات مستقلة عندما يحين الوقت. والسودان تم تقسيمه لدولتين وهناك تقسيم فرعي قريب يؤدي لانفصال دارفور عن الخرطوم. وباقي دول المنطقة في طريقها لنفس المصير. 6- كانت الضربة القاصمة التي وجهها ابن مصر البار عبدالفتاح السيسي لعصابة الإخوان المتأسلمة بوقوفه بجانب ثورة الشعب في 30 يونية 2013 ضربة زلزلت عرش المخطط الاستعماري الأمريكي وأطاحت بصوابه. فقد سقط عملاؤه الإخوان وأصبحت الأغلبية الساحقة من شعب مصر في عداء علني مع فلولهم التي لا تجد أمامها سوي الإرهاب الأسود للدفاع عن مصيرها الذي سيكون أشد سواداً. 7- أنكون فعالين إذا قلنا إن ما يحدث في العراق جريمة أمريكية جديدة تحاول بها تعويض ما ضاع منه فى مصر بسقوط العصابة المتأسلمة؟ أليست أمريكا هى الراعى لكل عصابات المرتزقة مثل بلاك ووتر والعديد جداً غيرها! أليست أمريكا هى التى تخوض حالياً حروباً سرية بمخابراتها وعملائها فى أكثر من 134 دولة؟ أليست أمريكا هى التى تتخلى اليوم عن حكومة العملاء التى مكنتها من السلطة فى بغداد وتعهدت بحماية العراق من العدوان الخارجى؟ أليست دول الاتحاد الأوروبى التى تسير فى ركاب أمريكا هى التى قامت بحملة جوية شرسة على ليبيا لإسقاط القذافي وهى نفس الدول التى تعلن اليوم أن حلف الناتو لن يتدخل فى العراق؟ ماذا يحتاج العرب من دلائل لمواجهة خطر الفناء الحضارى الذى يواجههم ويدفعهم للتكتل كما تفعل كل الشعوب الحرة كشعب فيتنام البطل؟ أفيقوا أيها الهنود السمر قبل أن تلحقوا بمصير الهنود الحمر. نائب رئيس حزب الوفد