كشف مولد الانتخابات الرئاسية عودة الإعلام الرسمي وفضائيات القطاع الخاص.. الذين عجزوا عن إدارة الحدث التاريخي بكفاءة وعلمية وموضوعية مطلوبة في مواجهة الشك والتشكيك داخلياً وخارجياً.. ورأي عام اعتاد علي اتخاذ موقف السلبية تجاه أي انتخابات أو استحقاقات سياسية! هذا الإعلام قام في أغلب قنواته وفضائياته بدور منحاز وموال ومدافع عن المشير السيسي.. واستقدم ضيوفا دائمين مهمتهم تجريح المرشح المنافس حمدين صباحي.. حتي بدت الصورة للناس وكأن الأمر محسوم.. وكان له تأثيره السلبي في غياب كثير من الناخبين ظناً منهم أن أصواتهم لن تضيف أو تغير المحتوم! هذه السياسة الإعلامية التي افتقدت الحياد.. قد أعادت إلي الأذهان الأداء الإعلامي في عصر «مبارك» ولعب دوراً مهماً في عزوف حوالي 25 مليونا عن التصويت! وعلي ما يبدو أن حالة الإعلام المملوك للدولة.. وشريكه المملوك للقطاع الخاص.. وما وصلوا إليه من تدهور.. جعل الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم رئيس مجموعة «إم.بي.سي» الإعلامية ينتقدهم علناً وأمام 2000 مدعو في منتدي دبي للإعلام الذي انتهي مؤخراً.. وتاهت أحداثه وسط ضجيج الانتخابات الرئاسية. الشيخ وليد قال أمام المنتدي ان مجموعته حاولت توقيع مذكرة تعاون مع الفضائيات المصرية الخاصة.. واكتشفوا انها مجرد هياكل بلا عمق ولا قواعد مهنية.. وانها في تقديره مجرد شكل فارغ وليست قنوات بالمعني المعروف للكلمة إعلامياً! الشيخ لم يترك الإعلام الحكومي في حاله أيضاً.. بل وجه له انتقادات واتهامات خطيرة قالها أمام جموع الحاضرين بأن التليفزيون المصري قد جري إضعافه علي مدي سنين- وتم تفريغه من كوادره وكفاءاته القادرة علي العمل الإعلامي الحقيقي! الشيخ وليد مالك قنوات «إ.م.بي.سي» معه حق عندما يتباهي ان قنواته الوليدة والمبتدئة أصبحت منافساً لتليفزيون ماسبيرو أول قنوات المنطقة العربية.. والذي كان رائداً لسنوات طويلة ومنافساً لغيره من القنوات الأوروبية.. يتم تكسيره عمداً.. وهدمه علي رؤوس صناعه وتفريغه من نجومه.. الذين هجروه قسراً إلي قنوات الآخرين.. وساهموا في نهضة محطات التليفزيون العربية جميعها! تحطيم ماسبيرو تم وفقاً لمخطط ولحساب قنوات عربية بعد بيع أصوله من أفلام ومسلسلات وتراث غنائي وفني لهم ليعيدوا تصديره وبيعه لنا في قنوات ندفع ثمن مشاهدتها! بيزنس هدم ماسبيرو لم يحاسب عليه وزير إعلام «مبارك» ولا ابنه الذي كون شركات حصدت ملايين من بيع أصول هذا الصرح الإعلامي الذي بات خراباً تحاصره الديون.. ومظاهرات واعتصامات العاملين فيه.. ثم يتباكي عليه الشيخ وليد.. ويتباهي بنجومية فضائياته أمام إعلام مصر الذي كان!