يعكر صفو محافظة الجيزة منذ عدة أشهر ظهور عدد من الخصومات الثأرية بعدد من مراكز المحافظة أشهرها الخلافات التى وقعت نهاية شهر فبراير الماضى بين عائلتى عويس وعليان بقرية العطيات بالصف والتى سقط على أثرها ما يقرب من 9 مصابين من العائلتين وسقوط قتيلين من عائلة عليان بسبب خلاف بين سائقى نقل قامت على أثرها عائلة عويس بترك القرية خوفا من رد فعل العائلة الأخرى وتركوا منازلهم ومزارعهم ومحالهم التجارية حوالى شهرين وانقطع الكثير منهم عن عمله وتعرضوا للفصل نظرا لأن زملاءهم من نفس العائلة يعملون معهم بمصانع المنطقة ويخشون من انتقام عائلة عليان أخذا بالثأر ظل هذا الأمر طيلة الشهرين بعد أن فشلت جميع محاولات الصلح التى أقامها عدة مرات كبار عائلات الصف وأطفيح والبدرشين حتى جاء يوم 24 ابريل الماضى واضطرت عائلة عويس للنزول بعد أن علموا أن عائلة عليان اقتحمت منازلهم وأتلفت ما فيها وقاموا بكتابة عبارات سيئة تدعو للفتن والمشاجرات وسقط علي أثرها قتيل من عائلة عويس وسقوط عدة مصابين من العائلتين وبدلا من ان تحسم الأجهزة الأمنية أمرها تجاه لجان الصلح التى حضرت الى القرية برعاية محافظ الجيزة الدكتور على عبد الرحمن وجدت العائلتان لجان الصلح ترجئ كتابة مشارطة التحكيم حوالى الشهر وبالتحديد يوم الثلاثاء الموافق 28 رجب وهى مدة طويلة جدا بالنسبة لأطراف التحكيم لما له من مخاطر تؤدى الى اندلاع المشاجرات فى أى وقت و قد وصل الأمر أن يحبس أبناء عائلة عويس وتحاصر منازلهم من العائلة الأخرى وترفض توصيل الأطعمة والمأكولات والأدوية إليهم فضلا عن عدم حضور ابنائهم امتحانات نهاية العام فى الجامعات والمدارس خوفا من اصطيادهم علاوة على فصل العديد من أعمالهم بسبب الغياب المتصل والكارثة التى أكدتها عائلة عويس على لسان أحد رجالها من تحت هذا الحصار أن اللجنة المكلفة بعقد الصلح وكتابة مشارطة تحكيم بين الطرفين قامت بتأجيل كتابة هذه المشارطات لمدة 20 يوما قابلة للتأجيل مرة أخرى فى صورة تهدد باندلاع المشاجرات هذه المرة بصورة أشد ضراوة عن سابقتها وهو الأمر الذى سيتسبب فى سقوط ضحايا من العائلتين يصل الى العشرات فى ظل صمت مريب من الداخلية والأجهزة التنفيذية مقدمة الأمن السياسى على الأمن الجنائى وهو الأمر الذى نضع فيه هذه الأجهزة أمام مسئولياتها كنوع من التنبيه ودق الأجراس. على سياق آخر يكاد يكون نفس السيناريو يتكرر بحذافيره فى قرية ميت القائد بالعياط حيث ظلت لجان الصلح تتلكأ وأجهزة الأمن بعيدة عن الموقف حتى اندلعت أحداث عائلتى الطورة وشاهين والمتوقفة منذ عام مضى وسقط قتيل و7 مصابين وإحراق عدة منازل وحضرت قوات الأمن ليتوقف القتال قليلا بسبب أسطوانة الغاز العام الماضى والمرشح مرة أخرى للانفجار بعد أن تم إسناد الأمر الى لجان المصالحات التى لا تملك من أمرها إجبار هذه العائلات على الجلوس والتفاوض. و«الوفد» من ناحيتها تدق جرس الإنذار كما فعلت من قبل وناشدت جميع أجهزة الدولة قبل أن تندلع أحداث الصف ولم يتدخل أحد إلا بعد وقوع الكارثة، وها هى الآن تطلق نفس الصافرة وترسل نفس التحذير الى الجميع قبل أن يتكرر سيناريو أسوان فى الجيزة مرة أخرى.