لعل الأمريكان وزعماء دول أوروبا واعوانهم، قد شاهدوا الحشود الهادرة من شعب مصر، التي توجهت الي صناديق الانتخاب، كم أتمني أن يضع كل هؤلاء حصوة ملح أو كيس ملح في عينهم حتي يعرفوا من هم المصريون. كتبت هذا المقال بعد أن شاهدت هذه الحشود المتوجهة والواقفة أمام لجان الانتخابات، وكأنهم يريدون أن يقولوا لأمريكا واعوانها نحن المصريين، نريد أن نغير من مسارنا بإرادتنا الحرة الواعية، نريد وأد الارهاب وأعوانه، نريد الأمن والامان لبلدنا وشعبنا، نريد ان نعيش حياة ديمقراطية تعمها الحرية الحقيقية، نريد ان نثبت لكم وللعالم اجمع ان شعب مصر هو صاحب الكلمة الأولي والأخيرة في شئونه، نريد ان نقول نحن فداء للوطن ولن نفرط في حبة رمل منه. شعب مصر خرج عن بكرة ابيه ولم يبال بالتهديد والوعيد من الارهابيين والمخربين والفاسدين. لقد خاب املهم وضاعت احلامهم، نحن ابناء مصر سندافع عن أراضينا وعن حضارتنا ومصر لن تقسم ولن تباع ولن تكون لقمة سائغة للإرهاب وأعوانه في امريكا وأوروبا، مصر المحروسة بربها وشعبها قامت وقالت لدول الغرب اجمع انتبهوا نحن المصريين احفاد الفراعنة الذين فعلوا المعجزات في عصورهم ونحن لسنا اقل منهم. شعب مصر قام وثار وعرف أنه اخطأ كثيرا في أنه سمح لإخوان الشياطين بتولي شئونه، شعب مصر عرف ان الامريكان ودول الغرب تحالفوا مع اخوان الشياطين ليعيثوا في أرض مصر فسادا، تماما كما فعلوا في سوريا وفي اليمن وفي السودان وأخيرا في ليبيا، شعبنا لن يخضع أبداً وسيقوم وسيقف مرة أخري علي قدميه حتي لو ضحي بروحه في سبيل الحفاظ علي وطنه وسمعته وكرامته وحضارته. شعب مصر الذي أثبت للعالم كله أن إرادته هي الحفاظ علي وطنه بعيدا عن الأيادي القذرة التي تعبث فيه بالظلام، هذه الأيادي كل همها تخريب مصر والإيقاع بين فصائل الشعب حتي تسود الفوضى. إن شعب مصر الواعي الحريص علي وطنه وعلي مستقبله سيقف لهؤلاء جميعا بالمرصاد مهما فعلوا ومهما دبروا، فالشعب قام وثار مرتين ولن يتورع أبدا في ان يثور مرة ثالثة اذا ما اضطرته الامور لذلك. شعب مصر سيكون بإذن الله وعونه القدوة الحسنة للشعوب الأخرى، التي ابتليت بهذا الداء اللعين الذي بث جرثومته في منطقة الشرق الاوسط امريكا وأوروبا وأعوانهم، بما فيها اسرائيل وتركيا وقطر وايران، كل هذه الدول تحاول المستحيل في اشاعة الفوضى وتدمير الشرق الاوسط كله وصولا الي تقسيمه لدويلات صغيرة، حتي يسهل علي الغرب وأعوانهم ابتلاع هذه الدويلات الصغيرة، كما يهدفون القضاء علي الاسلام الوسطي ويأتون بمن يعود بمنطقة الشرق الاوسط الي مئات بل ربما آلاف السنين إلي الوراء. الغرب وأعوانهم يريدون تدمير الشرق الاوسط، ومحاولاتهم الجارية الآن في جميع مناحي منطقة الشرق الاوسط هي مساعدة كل الأطراف، حتي تحدث الوقيعة بينهم وتدور رحي الحرب بين كل طوائف الشعب، حتي يقضوا علي انفسهم بأنفسهم وينتهوا الي التقسيم والتفتيت، ولكن مصر وشعبها العظيم فطن الي ذلك، وبإذن الله وعونه سيقف لهم جميعا بالمصادر، وسيكون القدوة الحسنة للمنطقة كلها. ومن العجيب والغريب ظهور بعض المخرفين من تجار الدين، بالفتوي لتحريم الانتخابات. أقول لهؤلاء الدجالين، إن الأديان السماوية كلها - وعلي حد علمي - ليس فيها ما يشير إلي الانتخابات لا من قريب ولا من بعيد سواء بالإباحة أو التحريم، فالانتخابات تعتبر من الامور الدنيوية التي استجدت علينا في العصر الحديث. لست ادري هل كان قصدهم ان نظام الانتخاب بصفة عامة محرم، وأن المعتبر شرعا هو نظام البيعة الذي كان في عهد الخلفاء الراشدين، اذن فلماذا سكتم عن الانتخابات التي أفرزت لنا اخوان الشياطين وعلي رأسهم محمد مرسي؟؟ ما الذي أخرسكم طوال هذه الفترة؟؟ أم أن الدين يطوع لديكم حسب الهوي والمصالحة؟؟ وفي النهاية لا يسعني الا ان اشكر الله سبحانه وتعالي، لأن العالم كله قد شاهد تلك الحشود الشعبية الهادرة، التي ذهبت الي صناديق الانتخابات، وعرف ان في مصر رجالاً يدافعون عنها في الحرب وفي السلم ايضا، مهما كانت الدسائس والمكائد التي تحاك ضد مصر، ولم يبق الآن أمام المتآمرين والحاقدين الا ان يضعوا في عيونهم، حصوة ملح او كيس ملح، لعلهم يفيقون من غشاوتهم ويعودون إلي صوابهم. حفظ الله مصر وجنبها شرور الحاقدين والحاسدين.