قال متابعون غربيون لانتخابات الرئاسة المصرية التي بدأت اليوم الإثنين وتنتهي غد الثلاثاء أنهم لا يواجهون صعوبات في عملهم حتى الآن وهو الأمر الذي يعكس حرص الحكومة المؤقتة في مصر على ترك انطباع جيد لدى الغرب عن الانتخابات. وتوقع المراقبون فوز قائد الجيش ووزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي بالانتخابات التي لا ينافسه فيها سوى السياسي اليساري حمدين صباحي. وتأتي الانتخابات بعد نحو عام على عزل محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه الذي امتد لعام واحد واتسم بالاضطرابات السياسية والاقتصادية. وسئل ماريو ديفيد رئيس البعثة التابعة للاتحاد الأوربي في حديث مع رويترز خلال تفقده أحد مراكز الاقتراع بمنطقة عابدين بوسط القاهرة عما إن كان يواجه أي صعوبات فقال "حتى الآن لا، كانت لدينا بعض المشكلات في البداية فيما يتعلق بنشر أفراد البعثة... لكن تم حل المشكلات البيروقراطية بعد ذلك." وقال دان ميرفي مدير الانتخابات والعمليات السياسية بمنظمة "الديمقراطية الدولية" التي تمولها الولاياتالمتحدة لرويترز أثناء تفقده لمركز اقتراع بحي الزمالك بالقاهرة "حتى الآن نعتقد أنه يسمح لمتابعينا بحرية الحركة بقدر كبير ويمكنهم القيام بعملهم." ورفض المسئولان الحديث عما إذا كان المتابعون رصدوا أي مخالفات سواء قبل التصويت أو إثنائه وقالا إن ما سيتم رصده سيذكر في التقرير الذي ستقدمه كل بعثة بعد الانتخابات. وتتحفظ السلطات المصرية على لفظ "مراقبة" وتقول إن المنظمات الدولية والحقوقية لها حق "المتابعة" فقط دون التدخل في أعمال الانتخابات. وعندما سئل ديفيد هل سيؤثر تقرير البعثة سلبا أو إيجابا على علاقات الاتحاد الأوروبي بمصر قال "لا أعتقد ذلك فالعلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومصر أيا كان التقرير مسألة منفصلة وتتوقف على سلطات الطرفين." وأضاف: "نحن هنا لمتابعة الانتخابات ولوضع تقرير يمكن في النهاية أن تبدي السلطات المصرية استعدادا لتبني بعض مقترحاته إن كانت به مقترحات." وتتألف البعثة الأوروبية من 150 متابعاً مقسمين إلى 66 فريقاً منتشراً في أجزاء متفرقة من البلاد. وسيتضمن تقرير البعثة الذي سيصدر يوم الخميس تحليلا للجوانب السياسية والانتخابية والقانونية المتعلقة بالانتخابات. أما بعثة منظمة الديمقراطية الدولية فتتألف من 86 متابعا موزعين على 25 محافظة من أصل 27 محافظة مصرية. وتتابع المنظمة الانتخابات بدعوة من الحكومة المصرية أيضا وسبق لها متابعة انتخابات سابقة بمصر. وقال ميرفي المسؤول بالمنظمة "نعتقد أن من الجيد دائما أن يكون هناك أكبر عدد ممكن من المتابعين للعملية لأنهم يقدمون معلومات والمعلومات قد تساعد على جعل العملية أفضل." وسئل ميرفي هل يمكن اعتبار تجمع مؤيد للسيسي أمام مركز الاقتراع الذي كان يتابعه مخالفة انتخابية فأجاب "نحن نتحدث عما يجري داخل مركز الاقتراع وهذا هو الأهم." وشكت حملة صباحي الذي حل ثالثا في انتخابات 2012 التي فاز بها مرسي من "مخالفات" من بينها تصويت جماعي في إحدى اللجان ومنع وكلاء للحملة من دخول اللجان. وقالت الحملة إنها أبلغت لجنة انتخابات الرئاسة بذلك لكن لم يتسن على الفور الاتصال بمسئول في اللجنة للتعليق. وشكت الحملة قبل الانتخابات مما وصفته بأنه انحياز من بعض مؤسسات الدولة للسيسي.