هل سيخضع المهندس محلب رئيس الحكومة للحملة التى يشنها البعض على تليفزيون الدولة ويأمر بتجميد أو إلغاء صفقة قنوات (إم. بى. سى)؟، هل سيخاف محلب ويستسلم ويعلن الراية البيضاء؟، هل سيسلم محلب إدارة البلاد لبعض الإعلاميين؟، هل القنوات الخاصة بأموالها وأجندتها ومصالحها هي التي ستصنع القرار المصري؟. لم يعجبنى كثيرا رد المهندس إبراهيم محلب حول العقد الذى أبرم بين تليفزيون الدولة وبين قنوات (إم. بى. سى)، وشعرت مثل غيرى بأن الرجل يخشى المواجهة ويؤثر السلامة، خاصة وأن حكومته مؤقتة لفترة مؤقتة ولا يرغب فى الخروج من المؤقتة بجروح قد تطال تاريخه أو سمعته. كان على المهندس محلب أن يسأل من اتصل به: إذا كنت لا تعرف نص الاتفاقية ولا بنود العقد المبرم بين تليفزيون الدولة وقنوات (إم. بى.سى) فكيف قدرت أنت وغيرك من الإعلاميين خطورته على الأمن القومى؟، إذا كنت لم تقرأ العقد فكيف عرفت بخطورته على تليفزيون الدولة؟، المهندس محلب كان يجب ان يناقش بالمنطق ما يقال له، وكان يجب أن يؤكد لمن يناقشونه أو يحرضونه على الصفقة أن الحكومة هى التى تقدر الذى يهدد الأمن القومي من عدمه وليس بعض رجال الأعمال. المهندس محلب كان مطالبا بأن يسأل من يرفعون راية الأمن القومي: هل خطورة الصفقة فى تهديدها للأمن القومي أم لتراث التليفزيون أم أن الخطورة فى إدخال شركة إعلانات لبنانية؟. المهندس محلب للأسف وعد بدراسة الصفقة ربما خوفا من شراسة الحملة، وربما لأنه فوجئ بالمعركة، وهو ما شجع الإعلاميين على الضغط أكثر واصطفافهم ونقل المعركة من الفضائيات إلى الصحف التى يعملون بها. القضية ببساطة أن أحد ملاك قنوات النهار وسى بى سى يمتلك شركة إعلانات، ويسعى إلى ان يغلق سوق الإعلانات على شركته، وعندما أعلن تليفزيون الدولة الشراكة مع قناة ام بى سى، وان الإعلانات التى ترعى البرامج المشتركة ستجلبها شركة لبنانية وقفت الدنيا ولم تقعد، فحشد الإعلاميين لمهاجمة تليفزيون الدولة وتشويه الصفقة والضغط على الحكومة لإلغائها. السؤال: هل الأخ محلب سيخضع ويرفع الراية البيضاء ويلغى الصفقة؟، هل سيخدم المهندس محلب على مصالح رجال الأعمال؟، هل سيترك محلب إدارة مصر لمجموعة من الإعلاميين يعملون لصالح بعض رجال الأعمال؟، لماذا لا يخرج محلب فى مؤتمر صحفى ويعلن رفضه ابتزاز تليفزيون الدولة وحكومة مصر؟، لماذا لا يحيل هذه الحملة للتحقيق وتعاقب القنوات وملاكها لابتزازهم الدولة؟. مصر يا أخ محلب تحتاج لرجال أقوياء لكي يديروها، أما من يدخلون الجحور أو يؤثرون السلامة فليس لهم مكان بيننا، وأظن أنك لست ممن يدخلون الجحور أو يهربون من المواجهة، يا أخ محلب إما أن تحمى مصر ومؤسساتها من ابتزاز ومصالح بعض رجال الأعمال أو ترحل غير مأسوف عليك.