بدأت الملامح الرئيسية لخريطة توجه الأحزاب السياسية تتضح وتكتمل، بعد حالة من الترقب والحيرة ،استمرت لفترة طويلة، على الرغم من ان الاختيارات تنحصر بين مرشحين وحسب هما المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع وحمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى. وبإعلان حزب الوفد موقفه من السباق الرئاسى لصالح المشير السيسى، وتأكيد الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب ان ترشح المشير للرئاسة فرض عين، وليس فرض كفاية فى ظل تصاعد العمليات الإرهابية وتدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل مفزع ، سارعت باقى الأحزاب لأن تحذو نهج موقف حزب الوفد خاصة بعد ان بدأ العد التنازلى لماراثون الانتخابات الرئاسية والمزمع عقدها فى 26 من الشهر الجارى ومثلما نجح المشير عبدالفتاح السيسي في التفوق على منافسه الوحيد مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي في الحصول على آلاف التوكيلات من كافة المحافظات فى فتره زمنية وجيزة، نجح ايضا في الحصول على أكبر دعم حزبي له في الانتخابات الرئاسية. فجاءت أغلب اختيارات وقرارات الأحزاب السياسية لصالح المشير السيسى الذى فاز بنصيب الأسد من دعم الأحزاب الكبرى على الساحة السياسية وفى مقدمتها أحزاب الوفد والتجمع، والمصريين الأحرار وحزب المؤتمر وحزب النور وعدد كبير من الأحزاب المدنية الليبرالية . فى حين تخلى الناصريون عن صباحى ولم يقف خلفه سوى عدد من الأحزاب تعد على أصابع اليد الواحدة منها أحزاب الكرامة والدستور والتحالف الشعبى الاشتراكى.. وما بين الموقفين فإن هناك عددا من الأحزاب تركت حرية الاختيار لأعضائها دون أن تظهر موقفا واضحا من مرشحى الرئاسة تكمن أهمية القراءة المتأنية لخريطة الدعم الحزبى في أنها ستعطى انطباعا وقياسا لتوجهات الشارع المصرى على اعتبار أنها آلية دعم ولو بشكل معنوى لمرشحى الرئاسة خلال الفترة الحالية. وبحسب أحمد عودة نائب رئيس حزب الوفد، فإن المشير السيسى يحظى بشعبية جارفة تؤهله للفوز بالانتخابات بنسبة90%، لما قدمه من أعمال بطولية وانتصار لإرادة الشعب. وأكد عودة ان الهيئة العليا بالإجماع قررت دعم المشير السيسى، لافتا الى ان الحزب سيتخذ من فروعه فى المحافظات مقار للحملات الدعائية للسيسى. الموقف ذاته اتخذه الحزب العربى الاشتراكى برئاسة وحيد الأقصرى الذى اعتبر السيسى طوق نجاه للمصريين، مشددا على أهمية الالتفاف حوله للقضاء على الإرهاب. وعلى صعيد حزب النور الذى لم يحسم موقفه بسهولة من المعركة الرئاسية فقد قرر مؤخرا دعم المشير السيسى معللا بذلك على لسان رئيسه يونس مخيون بتمتع السيسى بصفات الحاكم العادل لافتا إلى ان الدعوة السلفية تختار وفقا لمصلحة الدين والأخلاق ومصلحة الوطن. وذهب النور إلى حد رفض واستنكار فكرة مقاطعة الانتخابات التى تتردد على لسان بعض اتباع الدعوة السلفية والتشديد على ضرورة المشاركة فى الانتخابات لأن كل شخص سيسأل عن رأيه يوم القيامة. الموقف ذاته اتخذه حزب المصريين الأحرار الذى أكد مؤازرته ودعمه للسيسى. ويلعب حزب المصريين الأحرار دورا هاما وبارزا فى الدعايه للمشير السيسى ، والتوعية بأهمية النزول فى المشاركة فى تلك الانتخابات الرئاسية الفاصلة فى تاريخ مصر. حزب المؤتمر هو الآخر عقد مؤتمرا موسعا بمركز إعداد القادة أعرب فيه عن دعمه للسيسى وانحيازه التام للدولة المدنية ووقوفه خلف المشير. وفي هذا الصدد أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، ورئيس حزب المؤتمر، فى معرض تصريحاته أن المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، يريد بناء مصر ومستقبل أفضل للبلاد، موضحا أن الحزب أجمع علي اختيار السيسي منذ أكتوبر الماضي، لافتا الى عزم الحزب تدشين حملة خاصة به لدعم المشير بعيدة عن الحملة الرسمية له. وأكد وزير الخارجية الأسبق، أنهم اختاروا الشخص الأصلح لمصر والقادر علي تقدمها وليس الشخص بعينه، لافتا إلي أنهم يحاولون إنشاء تجمع كتلة حزبية مدنية تدخل في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ترضي جميع طوائف الشعب المصري لخدمتهم وحزب المؤتمر يريد أن يكون له النصيب. وفى سياق متصل أعلن أحمد عبدالهادى، رئيس حزب شباب مصر هو الآخر دعمه للسيسى مؤكدا انه لا يوجد طرف آخر على الساحة السياسية غير المشير، فهو الأجدر والأكثر قدرة على إدارة مصر خلال المرحلة المقبلة، وشن عبد الهادى حملة ضد صباحى واصفا إياه بحليف الإخوان للوصول إلى السلطة. ومن الاحزاب التى تركت حرية الاختيار لأعضائها الحزب المصري الديمقراطي، الذى رفض إعلان موقف محدد من اى من مرشحى الرئاسة. على الجانب الآخر فإن حزب الدستور أعلن فى بيان له دعمه بشكل رسمى للمرشح حمدين صباحى، معللا ذلك بأن مبادئ برنامجه تتسق مع أهداف الحزب، التي تؤسس لدولة مدنية، مشيرا إلى أن الحزب أسس حملة خاصة لدعم «صباحي» تكون منفصلة تماما في أنشطتها وأعمالها عن الحملة المركزية. واتفق معه فى هذا الموقف حزب العدل الذى أكد هو الآخر دعمه لحمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.