المأساة وقعت في منطقة «البورة» فى مدينة طامية بالفيوم جسدت معانى كثيرة فى حادث لم يستغرق سوى دقائق معدودة بدأت بهجوم من المسئولين فى مجلس مدينة طامية لالغاء إقامة مولد الشيخ «البديوى» بأى صورة هذا العام بسبب الأحداث التى تشهدها البلاد. وبالطبع كانت هناك حجج كثيرة لهذا القرار منها «مش عاوزين مشاكل – الإخوان ممكن يفجروا المولد- السلفيين يعملوا حاجة – حد يزرع قنبلة». وكان لابد من إزالة أى مظاهر للمولد الذى يحتفل فيه بالليلة الكبيرة والتى كان مقررا لها مساء أمس الخميس. ومولد الشيخ «البديوى» فى طامية يعتبره الجميع من أشهر موالد الفيوم ويقصده الآلاف من أبناء طامية والقرى المجاورة سواء كانوا زائرين أو باعة موسميين اعتادوا على السعى والرزق من هذه الموالد وشاءت الأقدار أن تكون احدى السيدات ضحية مولد «البديوى» بطامية فى هذا العام فى سابقة لم يشهدها قبل منذ إنشائه بتاريخه المجهول. وصدرت الأوامر بمنع إقامة المولد وأى استعدادات لذلك. جحافل من المسئولين بمجلس مدينة طامية يتقدمهم «لودر» يقوده سائق يدعى «تعلب» يتلقى أوامره ممن بيدهم الأمر. «زيل هنا» «شيل اللى هناك» وهو ينفذ دون تردد أو مناقشة وعندما اقترب من «مرجيحة» «أحلام» وقفت أمامها ترجوهم علشان خاطر «شوية اللحم دول» تقصد عيالها الأربعة. «بلاش» العيال. علشان خاطر «جوزى الأخرس ده» وهو الذى أخذ «يبرطم» ويصرخ بكلمات غير مفهومة، توسلات أحلام لم تكن لها أى صدى أو رحمة فى قلوب من ينفذون أوامر فوقية حتى لو كان ثمنها حياة مواطنة تبحث عن جنيهات قليلة تسد بها رمق أطفالها، تدخل شقيقها الذى كان بجوارها «اصبروا علينا لما نجيب عربية تشيل المرجيحة» وهنا كان القرار «شيل يا تعلب» وتحركت عجلات «اللودر» ولطشت «الشوكة» الأمامية «للودر» رأس «أحلام» فهشمتها وتحطمت معها احلامها التى تعاظمت مع اقتراب فترة الموالد التى تعيشها محافظة الفيوم خلال هذه الأيام وفى ثوانى أصبحت جثة مغطاة ببعض القماش ترقد على أسفلت الشارع. قبل أن تتجه إلى المولد لم تتحدث أحلام مع زوجها «سعد» لأنه ببساطة «أخرس» بأمنيتها بأن توفر بعض الجنيهات تشترى ملابس جديدة لأطفالها بدلا من «الخرق» التى يرتدونها بعد انتهاء الموسم تقصد موسم الموالد فى الفيوم والذى يمتد قرابة ثلاثة أشهر. اصطحبت أحلام شعبان عبد الفتاح «25 سنة» من قرية بيهمو زوجها وأولادها الأربعة علاء وهشام وياسين وكريم وكان يتردد عليهم شقيقها ومعهم «مرجيحة» يتنقلون بين مولد وآخر فى أنحاء المحافظة أيام فى مولد «أبو الحارث» إلى سنهور القبلية ومولد الشيخ «جلال الدين» وسنهور البحرية فى مولد «العبد» ثم أبشواى فى مولد «الصايم» وكفر عبود فى مولد «الشيخ شعبان» والشيخة مريم والشيخ على الروبى فى مدينة الفيوم، ثم فى قرية شكشوك فى مولد «أولاد ميزار» والذى يتزامن مع مولد الشيخ «البديوى» فى طامية. لم تكن «أحلام» تعلم أن نهاية أحلامها ستكون مع تنفيذ القرار بإزالة الاشغالات بالسويقة القديمة بمنطقة البورة التي يقام بها مولد طامية الذي كان مفترض أن تقام الليلة الكبيرة فيه الخميس.. إلا أن توجه رئيس مجلس مركز طامية على رأس قوة أمنية وتنفيذية الى السويقة مساء السبت لإزالة المراجيح والاشغالات قبل ان «يتنصب» المولد منع إقامته وأضاع «أحلام» المجنى عليها. بعض شهود العيان يؤكدون أن المجنى عليها تشبثت بمكانها حتى صدمها اللودر التابع لمجلس المدينة، مما أدى إلى مصرعها في الحال، ويؤكدون ايضا ان رئيس مجلس المدينة أعطى أمراً مباشراً لسائق اللورد برفع الإشغال بالقوة.. فصدمها اللورد ولفظت أنفاسها الاخيرة وماتت في الحال.. وعقب ذلك تجمهر المئات من أبناء طامية وزملاء القتيلة وحاولوا الاعتداء على بعض ممتلكات رئيس المدينة منها محل لابنه وارتفع سقف التخريب لدى البعض الذين غلى الدم فى عروقهم من مشاهدة جثة المجنى عليها وضرورة الانتقام لمقتلها وأصروا على حرق مجلس المدينة أو منزل رئيس الوحدة المحلية لطامية إلا أن قوات الجيش والشرطة حالت دون ذلك وسيطرت على الموقف. كان اللواء الشافعى حسن مدير أمن الفيوم، تلقى إخطارًا من مدير مستشفى طامية المركزي، بوصول أحلام عبد الفتاح بائعة من قرية بيهمو بمركز سنورس جثة هامدة بعد أن دهسها لودر تابع لمجلس مدينة طامية بالفيوم، أثناء تنفيذ حملة لإزالة الإشعالات للبائعين الذين يفترشون جانبي الطريق استعدادا للاحتفال بمولد «البديوى» الذي يقام سنويا بمدينة طامية. تم تحرير محضر بالواقعة وأحيل الى نيابة طامية التى أمرت بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة وأجرت تحقيقاتها مع سائق اللودر ورئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طامية. واتهم زوج القتيلة الأخرس عن طريق الاشارة كافة المسئولين الذين تسببوا فى الواقعة التى مازالت حديث الجميع فى مركز طامية والفيوم. على جانب آخر نفى المحافظ الدكتور حازم عطية الله صدور أى قرار بخصوص إقالة رئيس مدينة طامية، مؤكدا أنه لم يصدر قرار بشأنه بسبب واقعة دهس البائعة، وأضاف: إنه ينتظر حتى تنتهي التحقيقات.