إذا دخلت محافظة القاهرة في مسابقة عن المسئولية الاجتماعية، وتلبية احتياجات الناس، فسوف تحصل علي صفر، وإذا دخلت في مسابقة في الشفافية والإفصاح فسوف تحصل علي درجات كثيرة لكن كلها أسفل الصفر. نظام مبارك الفاسد كان يقول دائما إن الفساد في المحليات وصل إلي الركب، وهو في الحقيقة قد تجاوز وأغرق كل جسد الإنسان. فقد تدخلت بشكل شخصي في قضية تخص الناس في شارع السد بحي دار السلام، هذه المنطقة التي تعاني من تهالك شبكات المياه والصرف والكهرباء، ولا يمر يوم إلا وتجد حفر في الشوارع التي اختفت معالمها أسفل التراب بسبب الحفر المستمر، وعندما دخل الغاز جمعت الشركة مئات الجنيهات من كل شركة من أجل رصف الشوارع. وكانت رغبة الناس في شارع السد بدار السلام هي وضع بلاط بدلا من الأسفلت لماذا؟ لأنه أسهل في إعادته إلي موضعه إذا ما تم الحفر كما أن البلاط أسفله رمال تمتص المياه بدلا من أن تتراكم فوق الأسفلت فتؤدي إلي تلف المباني التي هي في الأصل متهالكة إلي جانب أن تكسير الأسفلت سيؤدي إلي تدميره ولن يعود إلي طبيعته. تحدثت إلي رئيس حي دار السلام، محمد الطويل، من أجل تلبية رغبة الناس الرجل بمنتهي الاخلاق والأدب وعد بأن يكون الشارع بلاط تلبية لرغبة الناس في الشارع، ولكن فجأة الشركة المنفذ أرادت أن تضع رئيس الحي والناس أمام الأمر الواقع وبعد أن ظل التراب بالشارع لأكثر من عشرة أيام يمنع حتي دخول التوك توك إلي الشارع، قامت الشركة بوضع السن حتي يتم رصف الشارع بالأسفلت. العاملون بالشركة المنفذة يصدرون الجيش في القصة ويقولون الجيش تولي مسئولية جميع الأحياء «وضع يد» والشركة تأخذ من الباطن، العاملون بالحي يقولون إنها خطة من المحافظة وهي التي حددت الشوارع التي يتم رصفها – طبعا دون أن تنظر إلي احتياجات الناس وما يناسب معيشتهم. من المؤكد أنها ظاهرة عامة في أحياء مصر، وهي إجبار الناس علي رصف الشوارع، وتساق حجج ما أنزل الله بها من سلطان تارة أن الشارع مساحته تسمح بالأسفلت في حين تجد شوارع أكثر اتساعاً منه بها بلاط. لا نعلم أين الحقيقة مما يحدث في الأحياء، ومن الذي له سلطان عن الحي محافظ القاهرة أم الشركة المنفذة، أم هيئة الطرق، وأين تذهب الأموال التي تحصل من الناس، وإلي متي لا يشارك الناس في وضع احتياجاتهم بالمحافظة، ومن المسئول عن إهدار المال العام إذا تم رصف الشوارع ثم بعد مرور شهر تم تكسيره من أجل المرافق المتهالكة؟ والمجارى التى تغرق الشوارع؟ أسئلة كثيرة ربما نلاقى رداً من المسئولين بالمحافظة.