إن ما يحدث الآن في جامعاتنا من تعديات سافرة وبصورة متزايدة ومتكررة كل يوم - علي حرمات محراب العلم في جامعاتنا، في ظل غياب الدولة ويد القانون المغلولة.. شيء يؤسف له، ويستفز مشاعرنا جميعا ومشاعر الأغلبية الكبيرة من طلابنا الذين يذهبون لكلياتهم لتلقي العلم. أين الدولة وأين القانون؟ ولماذا وإلي متي هذا السكوت المريب؟ ونحن نري ونسمع ونشاهد كل يوم، بل كل لحظة أحداث القتل والحرائق والتدمير لأسوار ومنشآت جامعاتنا، ولا سيما جامعة الأزهر! ونري ونسمع ونشاهد إهانة أساتذة الجامعات ولاسيما من النساء، وحرق سياراتهم ومكاتبهم ونري ونسمع ونشاهد كل يوم التحدي السافر بين طلاب مارقين لا يسعون لتلقي العلم بل يتفرغون تماما لإثارة الفتنة واستفزاز مشاعر الطلاب والأستاذة بهتافاتهم العدائية لرموز الوطن ومؤسسات الدولة المهمة كالجيش والشرطة، ويرفعون رايات ضخمة صفراء وسوداء، بلون وجوههم الصفراء وقلوبهم السوداء!! ويخربون ويحرضون ويعطلون.. ولا يجدون من يتصدي لهم!! كنا نلوم الحكومة السابقة ونتهمها بالضعف والاستكانة والأيادي المرتعشة.. وكنا نأمل بعد تغييرها أن يتمخض الجبل فيلد أسدا.. فإذ به يلد فأرا.. فإذ بالحكومة الجديدة أكثر ضعفا وارتعاشا!! ماذا تنتظرون يا سادة.. وهيبة الدولة تهان وتنتهك وتصفع أمام أعيننا ولا نحرك ساكنا! لماذا لا نتخذ قرارا ضروريا وملحا الآن بعودة الحرس الجامعي ولو بصفة مؤقتة حتي يتم القضاء علي هذه الفئة الباغية التي تسعي لخراب الأوطان وضياع الدولة وضياع مؤسساتها، ولماذا لا تدخل الشرطة داخل أسوار بعض الجامعات التي يشتد فيها العنف والحرق والتدمير كجامعة الأزهر؟ ماذا تنتظرون يا سادة؟ هل تنتظرون حتي تخرب مالطة، ثم نتباكي ولسان حالنا يقول: «لا ريت اللي جري ما كان»!! والأدهي من كل ذلك أن نترك بعض رؤساء الجامعات وبعض الأساتذة الذين ينتمون للجماعة الإرهابية يمارسون أعمالهم، ويمارسون عداءهم وتحريضهم للطلاب، بل يدخل بعضهم بعض الأسلحة والمتفجرات داخل سيارتهم التي تدخل الحرم الجامعي دون تفتيش!! كفانا ضعفا كفانا تخاذلا.. لن يغفر التاريخ لنا مهما مرت السنون.. هذا الضعف وهذا التخاذل في حق الوطن.. وفي حق هيبة دولتنا العظيمة التي قال فيها العظيم حافظ إبراهيم: أنا إن قدر الإله مماتي .. لا تري الشرق يرفع الرأس بعدي ما رماني رامٍ وراح سليما .. من قديم عناية الله جندي