** ويعود المجلس الاعلي للجامعات الي نقطة الصفر.. يعودة مرة اخري الي ممارسة الفشل. اسلوب المواجهة الذي انتهجه في الفصل الدراسي الاول في مواجهة البلطجية والمأجورين من الخارج الذين اندسوا بينهم ومارسوا معهم ابشع الجرائم من تحطيم المنشآت وحرق الزروع والاعتداء غير المسبوق علي اساتذة الكليات وعمدائها بسحلهم وضربهم وتحطيم مكاتبهم واطلاق الرصاص والمولوتوف واتخاذ المدن الجامعية مكانا لتخزين مختلف انواع الاسلحة والاجتماعات للتآمر ووضع الخطط واستقبال الاوامر والتعليمات ممن يغدقون عليهم الاموال لتحويل الجامعات الي مسرح حرب يسقط فيه القتلي وتسيل الدماء ويضيع مستقبل الطلبة الحريصين علي استكمال دراستهم.. وقرر المجلس مد اجازة نصف العام شهرا لالتقاط الانفاس وترتيب الاوراق ووضع الاساليب التي تعيد للجامعات احترامها وقدسيتها واصرار علي عدم عودة المدن الجامعية فليس من المنطق او العقل او التفكير السليم ان نأتي بطلبة نوفر لهم المسكن والمأكل قريبا من كلياتهم حتي لا يتحملوا مشقة وتكاليف الانتقالات ليتحولوا الي وحوش يقتلون ويحطمون كلياتهم ويهينون اساتذتهم ولو لم يجد هؤلاء الطلبة الذين جاءوا من اعماق الريف واقاصي الصعيد مكانا مريحا »ببلاش« لو تحملوا مشقة البحث عن مسكن قد لا يملكون ايجاره وكيف يعدون طعامهم لانشغلوا بذلك عن التفكير في اعمال البلطجة والتدمير. واستبشرنا خيرا باخبار توقيع بروتوكول تعاون بين المجلس الاعلي للجامعات والداخلية لتشكيل ادارات امن متخصصة للتدخل الامني السريع في الجامعات للحفاظ علي منشآتها وارواح من فيها اصابتنا الصدمة بعد الاطلاع علي التفاصيل التي لا تختلف في قليل او كثير عما كان في التيرم الاول فقد اكد الدكتور حسام عيسي وزير التعليم العالي ان مسئولية الداخلية تنحصر مهمتها في التواجد خارج اسوار الحرم الجامعي لتأمينه من التعدي او السطو مع الاستعداد للتدخل السريع في حالة تفاقم اعمال الشغب والاعتداءات داخل الحرم بناء علي طلب رئيس الجامعة مع اتخاذ الاجراءات القانونية. ** الداء واساس البلاء يكمن في عبارة بناء علي طلب رئيس الجامعة وهو السبب الرئيسي فيما حل بالجامعات من خراب ودمار ودماء فرئيس الجامعة لم يكن يطلب الا بعد خراب مالطة بعد ان ينفذ البلطجية والارهابيون اهدافهم بعد ان تتحول المنشآت الي خراب واذا احس رئيس الجامعة انه هو شخصيا مهدد فانه يطلب تدخل الشرطة ولو تدخلت الشرطة منذ البداية لما شاهدنا هذا التخريب والتدمير والحرق والقتل ونسمع رئيس جامعة يؤكد ان دخول الشرطة الحرم الجامعي علي جثته لا يعنيه ما يحل بالجامعة وحرقها لنجزم بأن رئيس الجامعة هذا اما متواطئ مع المجرمين او خائف منهم ولا ندري ما الفرق بين وجود القوات خارج او داخل الحرم الجامعي مع وجودها في الخارج تحدث الكوارث والخسائر الفادحة في المنشآت والارواح ومع وجودها في الداخل يلتزم الجميع وتنتظم الدراسة فلماذا هذه الفلسفة واللف والدوران وهل شاهدنا أو سمعنا عن جامعة في العالم حدث فيها ما حدث عندنا، باختصار اذا لم تتغير السياسة واذا لم تتخذ اجراءات جديدة تتسم بالحسم والشدة في المواجهة لاستمر الحال كما كان واقول لوزير التعليم العالي ولرؤساء الجامعات ان الجامعات ليست عزبا خاصة تخضع للاهواء والتصرفات الشخصية لكنها مستقبل شبابنا ووطننا فلنحافظ عليها او لنترك المسئولية لاصحاب الايدي القوية التي تحفظ للدولة وللجامعات هيبتها. وحسنا فعلت وزارة الداخلية عن تطبيق اسلوب جديد لمواجهة الارهاب في الشوارع والميادين فبعد ان كانت تنتظر تجمع المتظاهرين وممارسة اساليب الارهاب والتخريب بدأت قوات الشرطة تسرع الي الاماكن المنتظر التجمع بها لتجهض كل محاولة في مهدها.