اتهم فالنتين ناليفايتشينكو رئيس اجهزة الامن الاوكرانية عناصر من الاستخبارات الروسية بالتورط في عمليات القتل التي شهدتها ساحة الاستقلال في نهاية فبراير، واسفرت عن سقوط 90 قتيلا قبل ان تؤدي الى سقوط النظام الموالي لروسيا.وأضاف ناليفايتشينكو في مؤتمر صحفي بمناسبة اعلان النتائج الاولية للتحقيقات في هذه الحوادث، ان عناصر من جهاز الاستخبارات الروسي شاركوا في تخطيط وتنفيذ ما سمي عملية لمكافحة الارهاب، متهما الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش باعطاء الامر الاجرامي بقمع التظاهرات في كييف. واعلن سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي ان وحدات روسية عديدة ستغادر الحدود الاوكرانية خلال فترة وجيزة بعد كتيبة أولى، نافيا وجود قيود على تحرك القوات الروسية. وقال لافروف في مؤتمر صحفي بعد لقاء مع نظيره الكازاخستاني «عندما تنهي المهمات الموكلة اليها، ستعود وحدات اخرى الى مكان تمركزها الاصلي». وقال لافروف «فيما يتعلق بتحركات القوات على اراضي الاتحاد الروسي، لا يوجد قيود وشركاؤنا الغربيون يعترفون بانه من وجهة النظر القانونية ليست هناك مشكلة. لن اضخم الامور في هذا الشأن كما تحاول السلطات الاوكرانية ان تفعل وكذلك حماتها في الغرب». وطالب لافروف حلف شمال الاطلنطي «الناتو» بتحديد اسباب تعزيز موقعه في اوروبا الشرقية وتوضيح ما اذا كانت هذه التحركات مطابقة للاتفاقات المبرمة. وقال «طرحنا هذا السؤال على الحلف الاطلسي. ننتظر ردا يستند بالكامل على احترام القواعد التي وضعناها». ودعا السفن الامريكية المنتشرة في البحر الاسود الى احترام معاهدة مونترو التي تنظم مهل وجود السفن في المنطقة، مشيرا الى ان السفن الامريكية مددت مرات عدة وجودها في الفترة الأخيرة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في اتصال هاتفي مع نظيرته الالمانية انجيلا ميركل ان كتيبة اولى غادرت حدود اوكرانيا عائدة الى منطقة سمارا شرقا حيث تتمركز عادة. ورفعت روسيا سعر الغاز لاوكرانيا الى 485 دولارا لكل الف متر مكعب وهو من اعلى الاسعار المطبقة على الدول الاوروبية، بينما تعاني اوكرانيا ازمة اقتصادية حادة وتعتمد على مساعدة حيوية من صندوق النقد الدولي جرى التفاوض عليها الاسبوع الماضي. يأتي ذلك بعد مفاوضات بين اوكرانياوروسيا حول امدادات الغاز الروسي الى هذه الجمهورية السوفياتية السابقة والتي تستخدمها موسكو سلاحا في اختبار القوة الذي تخوضه مع كييف. واجري وزير الطاقة الاوكراني الانتقالي يوري برودان ورئيس شركة نفط غاز الاوكرانية اندري كوبوليف يرافقهما برلمانيون اوكرانيون، محادثات في موسكو مع اليكسي ميلر رئيس مجموعة جازبروم الروسية العملاقة للغاز. وتعول كييف على واردات الغاز الروسي لتغطية 60% من حاجاتها. واعلنت جازبروم عن زيادة في اسعار الغاز لاوكرانيا بنسبة تزيد علي الثلث. وحذرت كريستين لاجارد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي من ان الازمة في اوكرانيا قد يكون لها تداعيات واسعة على الاقتصاد العالمي اذا لم تحظ بادارة جيدة. وندد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة باستخدام الطاقة كسلاح سياسي او اداة اعتداء. وأضاف جون كيري وزير الخارجية الامريكي ان الصعوبات الراهنة تؤكد ضرورة ضمان امن الطاقة ليس فقط في اوكرانيا وانما ايضا في اوروبا. ودعا باولو سكاروني رئيس مجموعة ايني الايطالية للطاقة الى اعتماد استراتيجية للطاقة على الصعيد الاوروبي تؤدي الى خفض الاعتماد على الغاز الروسي. وأضاف سكاروني ان بوسع اوروبا نظريا ان تضع خططا وتنظم امورها حتى تتمكن القارة على المدى المتوسط من الاستغناء عن جازبروم.