يعد المخرج سمير العصفوري من أهم المخرجين المسرحيين الذين ساهموا في بناء نهضة مسرحية حقيقية داخل مصر وخارجها، فهو متمرد ومبدع وخياله جامح، يصل إلي أبعد الحدود، دائماً له رؤية في النص المسرحي مختلفة عن غيره من أبناء جيله، فقدم للمسرح «خلطة» مسرحية جديدة تحمل توقيع «العصفوري». لم يقف إبداع «العصفوري» علي الإخراج فقط، بل قدم عدداً من الأعمال التمثيلية في الدراما، وأخيراً سجل رحلته في عالم المسرح في سلسلة مكونة من ثلاثة كتب تحمل عنوان: «المسرح وأنا».. عن هذه التجربة وحال المسرح المصري، تحدث العصفوري ل «الوفد» حيث أعرب عن استيائه الشديد لما يحدث الآن من تجاهل وزارة الثقافة للمبدعين، وقال: «الفنانون الحقيقيون جالسون في منازلهم والمدعون هم من يعملون». وأضاف: حزين وغاضب من المسرحيين الذين لم يحضروا حفل توقيع كتابي الذي يرصد تجربة مسرحية حقيقية يحتاج إليها كل من هو مهتم بذلك المجال، فلن تجد من المسرحيين المصريين من يرصد تجربته المسرحية في كتاب، فتغيب فناني المسرح ومعظم مديري الفرق المسرحية، وعمداء الجامعات الذين يدرسون المسرح ويحتاجون إلي هذا في دراستهم. فإذا كان المعنيون بالمسرح غير متواجدين، فليعملوا في أي مجال آخر، لأن الاهتمام بتاريخ المسرح والبلد سمة داخل الفنان والمبدع. وواصل حديثه قائلاً: هناك إهمال وتجن وادعاء أنه يوجد مدرسة فنية أخري تخلق ولكن لا توجد مدرسة منفردة، فالمدارس متصلة ومتلاحقة، فأنا ابن مدرسة سابقة ويوجد تلاميذي يكملون المشوار ليقدموا مدارس جديدة تناسب العصر والتطور. وبسؤاله عن عرضه المسرحي «حكايات الحلوجي الطرشجي»، قال: بدأت التحضير لهذا العمل منذ مدة، ولكنه ألقي مثله غيره من المشاريخ الكبيرة وراء ظهر المسئولين، وذلك لأن القائمين علي النظام يسيرون بنظام «عم عبده البقال» ولن يسمحوا بإنتاج حقيقي، لأني ببساطة قمت بتفسير حركة الإبداع المسرحي علي مستويين، الأول هو «ماكنتوش» أو الإنتاج الدولي الكبير الذي يشبه السوبر ماركت، والآخر هو «عم عبده البقال» الذي لديه بعض المنتجات ولا يغيرها. المسئولون عندنا يفكرون بهذا الشكل الثاني «عم عبده» الرجل البسيط الذي يلبي احتياجات الحي العشوائي، ولا يمكن أن ننهض بالفن المسرحي إطلاقاً، حتي لو زعمنا أننا قادرون علي شراء بعض التكنولوجيا من «ماكنتوش» لتطوير «عم عبده» لن يستطيع لأنه ليس لديه القدرة علي التجديد، فيقوم بإبعاد الأعمال، وأكبر مثال علي ذلك المواسم المسرحية فتجد أنها تكرار لأشياء لا تكون مفيدة. وعن وجود ذيول لحكم الإخوان في الوزارات، وقال: توجد أفكار كسولة ليس لها ذقون أو «زبيبة صلاة» أخطر علي الدولة من الإخوان، وهؤلاء هم الموجودون الآن. يشار إلي أن أهم أعمال «العصفوري» في المسرح الخاص هي: «العيال كبرت» و«كده أوكيه» و«ألابندا» و«طرائيعو» و«إنها حقاً عائلة محترمة» و«الزيارة انتهت». أما في مسرح الدولة «العسل عسل والبصل بصل» و«الست هدي» و«مأساة الحلاج» و«القاهرة 80» و«السيرة الهلالية» وغيرها من الأعمال.