إن اجراء حوار مع الفنان المبدع سمير العصفوري لا يقل متعة عن مشاهدة مسرحياته المبهرة.. فكلماته المنطوقة ولحظات صمته تحمل كل مساحات الشجن والابتسام . وكذلك والتعبير البسيط الصادق الذي أمتعنا به خلال رحلته مع الاخراج المسرحي لأكثر من أربعين عاما قدم فيها عشرات العروض الناجحة منها الدرس ليونسكو ومأساة الحلاج لصلاح عبد الصبور والعسل عسل والبصل بصل عن مقامات بيرم التونسي وحبيبتي شامينا للدكتور رشاد رشدي وحدث في وادي الجن ليسري الجندي والتربيع والتدوير وضحايا الواجب وغيرها وعلي مستوي القطاع الخاص انها حقا عائلة محترمة والعيال كبرت وأولاد الشوارع و نحن نشكر الظروف و حزمني يا بابا وبالو ولابندا وغيرها ولعلها تجارب تشير تواريخها إلي قناعة العصفوري بتبني الشباب الموهوب وتقديم الفرصة الكاملة لهم فالعيال كبرت كانت أول بطولة جماعية لتلاميذ مدرسة المشاغبين بعد أن استقل عنهم الزعيم عادل امام ليقدم أول بطولاته المطلقة وبالو وألابندا كانتا بداية البطولات المسرحية لجيل محمد هنيدي وأشرف عبد الباقي والمرحوم علاء ولي الدين.. هي قناعة بالاكتشاف والتجريب والابتكار مارسها العصفوري لأكثر من عشرين عاما خلال ادارته لمسرح الطليعة ومارسها من خلال ابداعه كمخرج مسرحي واستحق عليها أن ينال أكبر جوائز التكريم من الدولة ونفوز نحن معه بهذا الحوار: *عندما اتصل بي الأصدقاء لتهنئتي علي الجائزة كنت. أبادرهم علي الهاتف مازحا ستقول مبروك علي الجائزة وإن جاءت متأخرة عليك.. والمفروض أرد هذه الجائزة أنا لم أكن أتوقعها ولكن الحمد لله أنا بجد سعيد بالجائزة فهي تشعرني بالانتماء إلي سبيكة ثقافية متينة وحولي دروع قوية من تخصصات مختلفة وأن العديد من الرموز الثقافية التي لا يربطني بها اتصال مباشر يلاحظون دوري ومجهودي.. كما أن الجائزة تشير إلي اننا مازلنا نلعب في مساحة مضيئة رغم أنه لا يوجد في الواقع تلهف علي عشق الشعر والفنون الرفيعة. وأري انني حبة بن تم تحويجها وصهرها مع زميلاتها في فترة الستينيات وما قبلها. وتم تسويتنا علي نار هادئة لتصنع هذا المزج الثقافي والفني الرفيع لقد كنا جميعا ندور في مطحنة المعلم د.ثروت عكاشة وتوزعت التحويجة في أكياس عن طريق المعلم د. عبد القادر حاتم وكانوا يرسلوننا إلي الخارج لنتعلم ونتذوق بلغة القهوة طعوما جديدة أجنبية وكان معنا الفنان فاروق حسني والروائي بهاء طاهر والدكتور عبد المنعم كامل رئيس الأوبرا وأسماء كثيرة لبشر لهم طعم وهدف ورؤية للحياة.. وأحب أن أشكر الدوائر التي ساهمت في ترشيحي للجائزة بداية من دائرة زملاء المهنة في نقابة المهن التمثيلية وهي المجموعة الأقرب لي بمن فيهم من نجوم وزملاء متنافسين وتلاميذ أذخر بهم.. وحول رحلة سمير العصفوري في القطاعين العام والخاص والمفاجأة التي يعدها للعودة إلي مسرح الدولة نستكمل الحوار في الاسبوع القادم بإذن الله.