مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    أوستن: لا مؤشرات على نية حماس مهاجمة القوات الأمريكية في غزة    جنازة مهيبة لطالب لقى مصرعه غرقًا بالمنوفية (صور)    أوستن: لا مؤشرات على نية حماس مهاجمة القوات الأمريكية في غزة    انتهاء أزمة الشيبي والشحات؟ رئيس اتحاد الكرة يرد    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    نجم الأهلي يقترب من الرحيل عن الفريق | لهذا السبب    "الدفاع التايوانية" تعلن رصد 26 طائرة و5 سفن صينية في محيط الجزيرة    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين جائزة حرية الصحافة    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    20 لاعبًا بقائمة الاتحاد السكندري لمواجهة بلدية المحلة اليوم في الدوري    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك وبداية موسم الحج    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أول تعليق من أسرة الشهيد عدنان البرش: «ودعنا خير الرجال ونعيش صدمة كبرى»    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    انخفاض جديد مفاجئ.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالبورصة والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    بشير التابعي: من المستحيل انتقال إكرامي للزمالك.. وكولر لن يغامر أمام الترجي    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    هالة زايد مدافعة عن حسام موافي بعد مشهد تقبيل الأيادي: كفوا أيديكم عن الأستاذ الجليل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد خليل يحكي مشوار السنين الحلوة والمرة: دخلت في معركة شرسة مع أسرتي لأصبح ممثلا
حققت نجومية گبيرة في الخليج ولم يكن أحد يعرفني في مصر


السينما لم تحبني وأنا كرهتها وليست من أحلامي!
بناتي وزوجتي »هايدي« الألمانية گل دنيتي
يطلق عليه كبار مخرجينا لقب الباشا بينما يري زملاؤه في الوسط الفني انه البرنس ويؤكد عشاق فنه انه كوكتيل في ابداعه كممثل يجمع في ادائه بين بساطة محمود المليجي ودهاء محمود مرسي وشموخ زكي رستم وعبقرية حسين رياض وتلقائية شفيق نور الدين.
اما هو فيري انه مجرد انسان بسيط اسمه احمد خليل فنان مجتهد وابن بلد بدرجة اصيل يجيد العزف علي اوتار قلوب الناس اللي فوق والناس اللي تحت.. انه في مواجهة الكاميرا ينسي الدنيا ويتوحد مع الشخصية التي يجسدها علي الشاشة الفضية أو من خلال حلقات الفيديو التي يصول ويجول فيها منذ 54 عاما عقب تخرجه في قسم الاخراج بالمعهد العالي للسينما في عام 5691 حيث اصبح ممثلا محترفا.
ولا اري في وصفه كناقد اصدق ما قاله عنه اديبنا الراحل الكبير توفيق الحكيم بانه في تمثيله اشبه بالنهر المتدفق بالعطاء لاتعرف بدايته من نهايته وهو ينساب امام عينيك في يسر وسهولة ولا تعرف ماذا يخبيء لك من مفاجآت سارة ومثيرة فلا تملك إلا ان تسبح معه بخيالك.
وانطلاقا من مقولة اديبنا القدير توفيق الحكيم قررت ان اطلق لخيالي العنان واحاوره واعيش بداخله في حالة إبحار محاولا ان ارسم له بورتريها صادقا بالكلمات عبر صفحات من مشوار حياته التي يصفها بأنها حدوتة درامية تصلح ان تكون عملا سينمائيا أو داخل كتاب يروي عبر سطوره رحلاته من مدينة »بلقاس« بمحافظة الدقهلية حتي استقراره مع اسرته تحت اضواء ليالي القاهرة المبهرة.
الباشا احمد خليل يفتح قلبه ويتحدث بصراحة شديدة مع »ملحق الفنون« عن مشوار السنين الحلوة والمرة من بلقاس إلي القاهرة
وفي بداية حوارنا سألت احمد خليل:
منذ ايام احتفلت بمرور 54 عاما علي اشتغالك بالتمثيل وقلت ان مشوار حياتك يصلح ان يكون فيلما سينمائيا فما هو تفسيرك لهذه المقولة؟
ويشعل احمد خليل سيجارته ويأخذ رشفة من فنجان القهوة ويعتدل في جلسته ويقول:
- انا قصدت بمقولة ان حياتي تصلح ان تكون فيلما سينمائيا بسبب ظروف نشأتي وما تعرضت له عقب تخرجي عام 5691 في قسم الاخراج بالمعهد العالي للسينما فأنا في الاصل فلاح من عائلة ريفية شديدة المحافظة علي العادات والتقاليد وتهتم بالعلم والثقافة ووالدي حصل علي شهادة الدكتوراه من فرنسا وكان متخصصا في علاج السرطان النخاعي وجدي كان ناظر مدرسة »بلقاس« الثانوية بمحافظة الدقهلية وامي متعلمة وحاصلة علي ما يعادل شهادة الثانوية العامة من احدي المدارس الفرنسية وتجيد العزف علي البيانو وكانت تنافس والدي في حب الموسيقي فهو ايضا كان يعزف علي آلة الكمان.
ويضيف احمد خليل بصوت هاديء:
- كان منزلنا منارة ثقافية وساعدني ذلك علي القراءة وعشق الشعر والادب والفن وكنت الوحيد من بين اشقائي الستة الذي اختار دراسة ألوان الفنون كهاو وحرص والدي علي ان اكون متدينا مثل كل افراد الاسرة ودفعني ذلك للاهتمام ايضا بدراستي حتي وصل سني إلي 21 عاما ووجدت نفسي انتقل مع عائلتي إلي القاهرة باضوائها ولياليها المبهرة وألتحقت بمدرسة الاورمان النموذجية ولكنني بعد فترة طلبت نقلي إلي المدرسة السعيدية وسألني والدي عن السبب فقلت له بصراحة عايز التحق بفريق التمثيل!
ويسرح احمد خليل بخياله مسترجعا ذكرياته الماضية ويواصل حديثه قائلا:
- والدي كان يعلم عشقي للتمثيل وقام بضربي علقة ساخنة بسبب قيامي بعمل مكياج لاحد زملائي الطلبة في »بلقاس« ونحن نمثل عملا دراميا كتبته من وحي خيالي وكاد هذا الطالب ان يفقد بصره نتيجة للمواد الكيميائية التي وضعتها علي وجهه داخل عينيه ليصبح ممثلا زي بتوع السينما وبالتالي فالوالد يعلم عشقي للتمثيل منذ صغري فلم يعارض في نقلي إلي مدرسة »السعيدية« الثانوية وعلي مدي ثلاث سنوات حققت مع فريق التمثيل بطولة مدارس الجمهورية في العروض المسرحية وحصلت علي شهادة الثانوية العامة بمجموع يؤهلني لدخول الجامعة والدراسة باحدي الكليات العلمية.
إصرار وتحد
قلت له:
وماذا حدث بعد حصولك علي الثانوية العامة بتفوق؟
قال بضحكة عالية:
دخلت في معركة شرسة مع اسرتي واعلنت الاصرار والتحدي في مواجهتهم جميعا وقلت سوف اصبح ممثلا ولن ادرس طب أو هندسة أو في اي كلية اخري واخبرت والدي برغبتي في الالتحاق بقسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية ولكنه رفض وبعد شد وجذب عرض عليّ الالتحاق بقسم الاخراج بمعهد السينما لاصبح مخرجا فوافقت وتقدمت بأوراقي دون علمه إلي قسم التمثيل بالمعهد وليس قسم الاخراج وظللت احقق المركز الاول علي دفعتي حتي علم والدي بحقيقة دراستي للتمثيل وانا ضمن المكرمين من الرئيس الراحل عبدالناصر في عيد العلم فالتزم الصمت. ولكنه اوصاني قبل رحيله بأن اظل متمسكا بالفن الراقي ولا اقدم تنازلات ابدا ويرحل الاب مصابا بمرض سرطان النخاع الذي كان هو احد اشهر الاطباء المتخصصين في علاجه وتتوالي رحلتي مع الايام الحلوة والمرة وهي كما ذكرت من قبل في سطوري السابقة تصلح ان تكون عملا سينمائيا يزدحم بالاحداث المثيرة الحلوة والمرة.
الشقاء والحب
واعود لأسأل احمد خليل:
اري ملامح الاسي تعلو وجهك، بماذا تفسر ذلك رغم نجاحك في تحقيق هدفك بأن تصبح ممثلا؟
لأنني اتذكر الان رحلة الشقاء والحب التي تعرضت لها وقلبت حياتي رأسا علي عقب بعد تعييني معيدا بالمعهد العالي للسينما في عام 5691 وقمت بالالتحاق بفرقة مسرح الجيب وعملت مع المخرج الراحل كرم مطاوع وقدمت 9 مسرحيات بدأت فيها في ادوار الكومبارس ثم تدرجت بعد ذلك لادوار البطولة ولمعت في عروض »يس وبهية« وألف باء« و»اجا ممنون« و»ياطالع الشجرة« إلي اخره من الاعمال الناجحة ولكن فجأة صدر قرار بإلغاء مسرح الجيب وعدت لممارسة عملي في معهد السينما فقط كمعيد وتتواصل معاناتي مع رحلة الشقاء والحب واتجه إلي السينما لاقدم ثلاثة افلام ناجحة »3 وجوه للحب« و»زهور برية« و»التلاقي«.
ويواصل احمد خليل سرد تفاصيل رحلة الشقاء والحب بعد ان يقوم بغلق هاتفه المحمول ليظل محلقا معي في ذكريات 54 عاما مضت علي عمله بالتمثيل ويعود قائلا:
- انا انسان قدري ولا اخطط للمستقبل وليس لي متطلبات في الحياة سوي الستر والرضا وايضا تجدني زاهدا في متاع الدنيا وبالتالي تركت نفسي للقسمة والنصيب وذهبت للعمل في التليفزيون وظهرت سنة 9691 في حلقات »الرصاصة لاتزال في جيبي« ثم تكرر ظهوري سنة 1791 في تمثيلية سهرة بعنوان »فوتوغرافيا« مع سميحة ايوب وتأليف محفوظ عبدالرحمن واخراج ابراهيم الشقنقيري والجميع اشاد بي وقالت الصحافة عني بأنني ممثل متميز.
قلت له:
ولكنني اعلم انك عقب كل هذا النجاح قررت اعتزال التمثيل والتفرغ لسلك التدريس بأكاديمية الفنون فهل هذا صحيحا؟
قال:
فعلا قررت اعتزال التمثيل لأنني شعرت بالمهانة كممثل حيث لا يحترم احد ادمية الفنان واصبحنا منذ عام 1791 نعاني من عدم وجود حجرات لائقة باستبدال الممثلين لملابسهم قبل التصوير ولم يكن الانتاج ينفق علي الاعمال الدرامية بسخاء واصبحت مهنة الفن خاصة في مجال الابداع التمثيلي وسيلة لاكل العيش لكل من هب ودب ففي سباعية »حسن وحسنية« اخراج احمد شرابي عانيت بهدلة في الكواليس وفي المشاهد التي تتطلب الانفاق علي احضار الاطعمة لزوم التصوير فتجد نفسك امام وجبات فاقدة الصلاحية والمطلوب منك ان تأكل وانت تمثل المشهد فصرخت غاضبا ورفضت تصوير هذا المشهد وخرج العمل بدونه وقلت وداعا للتمثيل.
وجلست في بيتي واكتفيت بعملي في قسم التمثيل بمعهد السينما وتأكدت انني لن استطيع التعامل مع احد في الوسط الفني وبالتالي لابد ان يحدث بيننا فراق ابدي اشبه بالطلاق بين زوجين كانا يوما بينهما حب وعشرة!
لعبة حظ
ويتحسس احمد خليل بيديه كوب شاي قبل ان يستكمل بقية حواره الممتع ثم يعود قائلا:
- في سنة 4791 حدث ما لم اكن اتوقعه ولعب الحظ دوره معي بلعبة لا علي البال ولا الخاطر حيث اتصل بي المنتج الراحل مطيع زايد مدير مكتب مؤسسة الخليج الفني في القاهرة وابلغني ان الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن رشحني لاداء شخصية »مينو« في حلقات »سليمان الحلبي« التي يتم تصويرها في دبي من اخراج عباس أرناؤوط وقررت السفر فورا إلي هناك حيث وجدت ستديوهات حديثة ومتطورة وغرف استراحة للممثلين محترمة والتزام تام بمواعيد التصوير واجهزة انتاجية تنفق بسخاء علي الاعمال الدرامية ومن دبي تنقلت بين العديد من الامارات الاخري فقمت بالتصوير في عجمان والشارقة وابوظبي وسافرت إلي قطر وسلطنة عمان والاردن والعراق وتعرفت علي كبار المخرجين العرب والمصريين الذين كانوا يعملون في هذه الاقطار مثل صلاح ابوهنود واحسان رمزي وتيسير عبود واحمد توفيق وعلوية زكي وابراهيم الصحن وغيرهم وقررت ان اكون السندباد الطائر الذي يوزع اقامته بين القاهرة وعواصم العالم العربي بعد ان اصبحت نجما كبيرا في دول الخليج بينما لا يعرفني احد في بلدي مصر فاصبحت غريب في بيتي وتلك كانت المصيبة!
القرار الصعب
قلت له:
ولماذا كان نجاحك في دول الخليج كممثل مشهور مصيبة؟
مصيبة ان لا تجد لنفسك مكانا في بلدك بين اهلك وناسك وهنا يصبح بداخلك مرارة الغربة ولا يعوضك عنها كنوز الدنيا فعلي مدي 51 عاما كونت فلوس وحققت حلمي كممثل كبير له اسم علي رأي مثلنا الشعبي زي الطبل فاتخذت القرار الصعب بالعودة إلي بلدي مصر خاصة ان المخرج تيسير عبود اختارني لبطولة حلقات »الساقية تدور« مع عبدالله غيث وعايدة عبدالعزيز وغيرهم من كبار الممثلين. وفي هذا العمل جسدت دور الشقيق الاصغر الطيب لعبدالله غيث الشرير وتحدث الناس عني ووضعوني في مقارنة معه وشعرت لاول مرة بان الدنيا بدأت تضحك لي بعد طول غياب!
وتتشابك ايدي احمد خليل وهو يقول في أسي:
عين الحسود طاردرني بعد حلقات »الساقية تدور« فجاءتني 6 مسلسلات جديدة رفضتها بسبب الاصرار الغريب من المخرجين علي ان اظهر في ثياب الرجل الطيب والوديع فقلت لهم اسف لن اكرر نفسي في تقديم دور سبق ان نجحت في ادائه فجلست في منزلي مرة اخري لعدة سنوات بعد ان اصابتني عين الحسود ومما زاد الطين بلة نشوب الحرب بين العراق والكويت واصبحت دول الخليج لا تنتج اعمالا درامية والكل تأثر بذلك منذ التسعينات وحتي عام 5991 عندما حدثت انفراجة اقتصادية فظهرت من خلال عملين دفعة واحدة هما »رد قلبي« و»هوانم جاردن سيتي« وحققت نجاحا مذهلا في تقديم شخصيتي الباشا والبرنس من خلال هذين العملين وارتفعت اسهمي في بورصة الممثلين واصبحت في مصاف الكبار منهم وعضوني الله سبحانه وتعالي عن سنوات المعاناة والغربة!
وتعلو الابتسامة وجه احمد خليل وهو يردد:
- خلاص ركبت النجاح وكسرت حالة الجمود وصنعت لنفسي البريق والتوهج واللمعان داخل ارض بلدي وتحولت إلي موضة واخذت الناس تناديني باسماء الادوار التي امثلها فسجدت لله شكرا خاصة بعد ان هدأت واستقرت اوضاعي العائلية لاول مرة بعد سنوات من سوء البخت!
الزوجة الرابعة
قلت لاحمد خليل:
لم افهم ماذا قصدت بعبارة سوء البخت؟
ويطلق احمد خليل تنهيدة طويلة تعبر عن ألم وضيق وسعادة وفرح في آن واحد وهو يقول والدموع تملأ عينيه:
خضت اربع تجارب زواج علي مدي مشواري الطويل فشلت في ثلاث منها ونجحت في الرابعة التي التقيت بها صدفة منذ 22 عاما وانجبت لي ابنتين هما كل دنيتي الان وسبحان الله كنت قد قررت الاضراب عن الزواج بعد تجاربي الفاشلة إلي ان فوجئت بوالدتي وشقيقتي وزوجة شقيقي حيث دبروا الثلاثة خطة محكمة للايقاع بي في مصيدة الزواج مرة اخري وانتهزوا فرصة وجود فتاة المانية جاءت لزيارة زوجة شقيقي وتعرفت عليها ووجدت في »هايدي« فتاة احلامي من حيث الثقافة والهدوء والجمال والعقل المنظم وشعرت معها بالحنان والدفء الذي افتقدته مع تجاربي السابقة وعرضت علي امي ان أتزوجها بعد ان شعرت بتعلقي بها فوافقت وتم الزواج بهدود واثمر عن منحي لقب ابوالبنات »امينة« هي الان في السنة الثالثة بالجامعة الامريكية وتدرس محاسبة و»عالية« في نفس الجامعة وتدرس في السنة الثانية بيزنس والحمد لله زوجتي »هايدي« انسانة تتمتع بذكاء كبير ونجحت في اجادة اللغة العربية بشكل تام وهي تتحدث بها الان افضل من اللغتين الالمانية والانجليزية وقد اشهرت إسلامها منذ 01 سنوات دون تدخل مني بعد ان قرأت ودرست القرآن والشريعة الإسلامية بوعي وبفهم تام واختارت بارادة حرة ان تترجم اعجابها بصحيح الدين إلي حقيقة علي ارض الواقع وتنتقل من مرحلة التفكير إلي اليقين وأؤكد انها مع بناتي كل دنيتي.
قلت له:
وهل زوجتك »هايدي« تمارس عملا خاصا بها خاصة وانت دائما مشغول باعمالك الفنية؟
قال بصوت عال:
زوجتي تعيش من اجلي ومن اجل بناتها فقط فهي لا تعمل ولكنها تحولت بذكاء شديد إلي ستايليست مسئولة عن الاشراف علي اختيار ملابسي علي المستويين الشخصي كزوج والعام كممثل فهي تفهم في امور الموضة وتختار ملابس شغلي بمهارة فائقة مثل ال »ستايليست« المحترفة تماما.
اكره السينما
وانتقل مع احمد خليل إلي نقطة اخري في حواري معه وأسأله:
لا احد ينكر نجوميتك الرائعة علي شاشة التليفزيون ولكنك في السينما بختك قليل بماذا ترجع اسباب ذلك؟
- السينما لم تحبني وانا كرهتها ولم اغضب من تجاهل السينمائيين لانها ببساطة ليست من احلامي وبالبلدي مافيش كيمياء تجمع بيننا وعلي الرغم من ذلك بداياتي كنجم سينمائي كانت ناجحة ثم لا تنسي انني قدمت سلسلة اخري من الافلام الجيدة وانا لامع علي شاشة التليفزيون في المسلسلات فمن منا لا يتذكر »فخ الجواسيس« و»كتيبة الاعدام« و»هدي ومعالي الوزير« و»جاءنا البيان التالي« كلها اعمال رائعة وجيدة جدا مع مخرجين اساتذة في حجم اشرف فهمي وسعيد مرزوق وعاطف الطيب وسعيد حامد.
قلت لاحمد خليل:
وفي خيال كل ممثل نجم عالمي يسعي إلي الوصول اليه.. فمن من نجوم السينما العالمية يداعب خيالك؟
اتمني ان اسلك الطريق العلمي السليم الذي يضعني في نفس مكانة انتوني كوين وريتشارد بيرتون ومارلون براندو وشارلز لوتن فالممثل المصري ليس له نظير في العالم ولكن امكانياتنا الفنية كجهات انتاج وتسويق تكاد تكون منعدمة للوصول إلي العالمية بافلامنا باستثناء عدة محاولات فردية تتم علي استحياء علي فترات طويلة.
وماذا يغضبك حاليا من السينما؟
ارفض واكره ظاهرة عري النجمات وارفض ايضا النجومية الرخيصة والباهتة والزائفة وهي التي لا تترك اثرا بداخل الناس فالنجم الحقيقي من يحترم مهنته ويقدس رسالته ويخاطب العقول لا الغرائز والسينما بريئة من كل هؤلاء ولن تتقدم بهم.
لا يوجد مسرح
واين احمد خليل من المسرح؟
مافيش مسرح في مصر الآن واذا تواجد يحتاج إلي تفرغ وظروفي لا تسمح بالتفرغ وانا ابن مسرح الستينيات وعشت فترة ازدهار غير مسبوقة في نوعية العروض واسماء الكتاب والمخرجين فمثلا لم يعد لدينا جيل يعادل ما افتقدناهم من المؤلفين سعد الدين وهبة ويوسف ادريس ونعمان عاشور ورشاد رشدي ومحمود دياب ولم يعد لدينا مخرجين مثل كرم مطاوع وسعد اردش وحمدي غيث واحمد زكي وعبدالرحيم الزرقاني واختفي اخرون مثل سمير العصفوري وجلال الشرقاوي وحتي النقاد المتخصصين في قضايا المسرح اندثروا فلم يعد هناك محمد مندور أو علي الراعي أو سامي خشبة أو جلال العشري.. المسرح يحتاج إلي اعادة بعث من جديد وإلي عودة الروح للمناخ الثقافي المتردي فالثقافة والمسرح وجهان لعملة واحدة وبصراحة شديدة حاليا لا يوجد مسرح أو ثقافة والمتاح حاليا مجرد ثرثرة وهيصة لا لون لها.
ويشعل احمد خليل سيجارة من سيجارة وعلامات الغضب تعلو وجهه وهو يقول بحسم:
- انا من جيل مسرح الستينيات عشقنا الفن المحترم ولم نخجل من شيء أو نتبرأ من عمل درامي مرئي أو مسموع كان عندنا سقف للعيب ولم نهين رموزنا السياسية أو الدينية وتعلمنا كيف نحترم الاخر والابداع لم يتواري في خدمة قضايا الامة ونحتنا في الصخر لارساء مباديء الحب والخير والجمال.

وبتلك الكلمات التي تحمل معاني الحب والخير والجمال .. يسكت احمد خليل عن الكلام المباح ويصافحني مودعا ليلحق موعد أعلي العشاء مع بناته وزوجته بمنزله الانيق بمدينة اكتوبر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.