تلقيت دعوة من صديق على العشاء فى مطعم شهير بإمبابة أو الصين الشعبية كما يطلق عليها لاكتظاظها بالسكان، ولم ألب الدعوة الكريمة رغم تكرارها من الصديق، ولم أهتم بما سمعته عن الشهرة التى وصل إليها المطعم الذى أصبح زبائنه من جميع أحياء مصر الراقية والسياح العرب الأجانب، وكبار لاعبى كرة القدم والمدراء الفنيين ومشاهير السياسة ورجال الدولة والاعلاميين هذه الشخصيات تذهب إلى البرنس فى مدينة العمال الفقيرة التى انشأها عبدالناصر من أجل طبق الملوخية والكبدة وأنواع أخرى من اللحوم التى تميز باعدادها هذا المطعم الشعبى الذى يقع فى بناية عادية، ولكنه عندما يحاط بالسيارات الفارهة مساء يبهرك المنظر كأنك فى منطقة من أهم مكان فى الدولة. الطريق الوحيدإنه الأكل.. عندما تجوع البطون تتوه العقول، لكن لماذا أنا رفضت طبق الملوخية الذى أحبه ورفضت هذا المطعم، لأننى قررت ألا ألدغ من مطعم مرتين.. عندما كانت جريدة «الوفد» تصدر من مقرها القديم فى حى المنيرة بالقاهرة اعتدنا مجموعة من الزملاء على تناول وجبة «تيك أواى» من أحد المطاعم بشارع قصر العينى، قبل أن يظهر برنس امبابة، وظللنا نطلب الوجبة كل ظهر لأكثر من عام تقريبًا، وفى أحد الأيام دخل علينا أحد الزملاء يحمل خبرًا بأن المطعم إياه، هاجمته مباحث التموين ولجنة من وزارة الصحة، وعثر بداخله على كميات كبيرة من لحوم وكبد الكلاب والقطط من التى تقدم للزبائن، وتم ضبط صاحب المطعم، ومصادرة اللحوم. كل واحد فينا عندما سمع هذا النبأ جرى على أقرب حمام لافراغ ما فى جوفه، لكن ما الفائدة، ونحن التهمنا خلال هذه الفترة عشرات الكلاب والقطط، وربنا ستر محدش فينا لا هوهو ولا نونو، ولكن كانت تظهر علينا تصرفات كلابى عندما كنا نتخانق على مصادر الأخبار من أجل التميز والإجادة. ولكن لماذا رفضت الدعوة على كبدة البرنس رغم اننى ترددت على مئات المطاعم فى جميع مدن مصر، هى جات كده، الصديق دعانى ورب العرش نجانى، شىء داخلى قال لى لا تذهب إلى البرنس، لأن الشىء الذى يزيد على حده عند بعض المصريين ينقلب إلى ضده، بدلاً من أن يحافظ التاجر المصرى (بعضهم) على نجاحه نجده يتجه إلى السقوط بسرعة الصاروخ والرغبة فى الثراء تدفعه إلى الغش وليس التطوير والتجويد، الرسول «صلى الله عليه وسلم» قال من غشنا فليس منا، أى ليس من المسلمين، وعندنا تجار يعتقدون أنهم شطار، مثلاً الواحد منهم يفتح مطعمًا للفول والطعمية وهى من الأنشطة المربحة مثل المقاهى، فى البداية يعمل بضمير لجذب الزبائن وعندما يزيد عدد الزبائن ويبدأ رحلة المليون يتجه إلى الغش، ويقلى الطعمية بزيت العربيات، فى النهاية، إما يغلق المحل، أو يدخل السجن، البرنس وقع فى نفس الورطة خلال الأيام الماضية تم القبض على البرنس لتنفيذ حكم سابق ضده بالسجن 5 سنوات بعد ضبط طن من اللحوم الفاسدة فى مطعمه عام 2012، وتم اقتياد البرنس إلى السجن وتشميع أشهر محل كبدة فى مصر زبائنه من الزمالك والمهندسين ومصر الجديدة. ليه كدة يا برنس، الغريب كيف استمر البرنس يستقبل زبائنه الكبار الذين كان من بينهم جوزيه وبرادلى أكبر مديرين فنيين لكرة القدم من الأجانب، وكبار كباتن النادى الأهلى والمنتخب الوطنى وهو متهم ببيع لحوم فاسدة، تخرج منها الديدان، ويفوح منها العفن، كما جاء فى الاتهام الموجه إليه على الفيس بوك كتب أحد الذين يعرفون البرنس انه كان يعتقد أن البرنس يقيم مائدة الرحمن من كثرة الزحمة على الكبدة والملوخية والأطباق الأخرى. وقال آخرون البرنس إرادة شعب واللحمة خط أحمر، فيما اعتقد فيس بوكى آخر أن البرنس من أعضاء بيت اللوح.