تنتهى مساء اليوم الثلاثاء قمة الأمن النووى فى لاهاى والتى بدأت أمس الاثنين ، بحضور رؤساء وقادة أكثر من 50 دولة ، وقبيل القمة أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، أن بلاده لا تعتبر أوروبا ساحة قتال بين الشرق والغرب، وان هذا النوع من التفكير قد ولى بانتهاء الحرب الباردة فى إشارة منه الى الصراع الذى وقع مؤخرا بين امريكاوروسيا بسبب ضم الاخيرة لجزيرة القرم عقب استقلالها عن اوكرانيا، وشدد اوباما على ضرورة ألا يختار الشعب في أوكرانيا بين الشرق والغرب بل يجب أن تتمتع أوكرانيا بعلاقات طيبة مع امريكاوروسيا وأوروبا بأسرها، و الشعب الأوكراني هو الذي يجب أن يحدد مستقبل بلاده ، واضاف فى نفس الوقت ملوحا بمزيد من العقوبات الامركية ضد روسيا بقوله « يجب أن يكون هناك ثمنا في حال استمرت حالة تصعيد الأزمة الأوكرانية وعلى امريكا ان تستسعد لذلك ، موضحا إمكانية فرض مزيد من العقوبات ضد روسيا ، مشيرا الى ان الأزمة الأوكرانية وضم روسيا لشبه جزيرة القرم ستسيطر على قمة الامن النووى فى لاهاى . جاء ذلك فى تصريحات أوباما لصحيفة « فولكس كرانت « الهولندية قبيل بدء قمة الامن النووى فى لاهاى وقمة الدول السبع المخصصة لبحث فرض عقوبات على روسيا ، وتناولت القمة النووية ثلاثة ملفات رئيسية تتمثل فى خفض مخزون المواد النووية ، وخفض انتاج المواد المشعة ، تعزيز التعاون الدولي حول الأمن النووي وسبل حماية مخزونات المواد النووية سواء لدى الدول التى تستخدمها استخداما مدنيا لتوليد الطاقة، أو المخزونات لدى الدول الكبرى النووية التى تستخدمها فى تصنيع الاسلحة ، ومنع وصول هذه المواد الى التنظيمات الارهابية الدولية وفى مقدمتها تنظيم القاعدة ، كما سعت القمة الى التوصل لاتفاقات مع بعض الدول للتخلص من مخزونات اليورانيوم عالي التخصيب والبلوتونيوم المستخدمان فى صناعة قنابل نووية ، على غرار ما فعلته بعض الدول العربية مثل ليبيا ، وغير العربية على غرار اوكرانيا التى سلمت كل مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب الى روسيا وحولت مفاعلاتها لتعمل باليورانيوم منخفض التخصيب ، وكذلك كييف التى تخلصت من ترسانتها النووية لقاء الحصول على ضمان بعدم انتهاك سيادة اراضيها ، كما بحثت آخر مستجدات الاتفاق النووى الامريكى الايرانى ، رغم ان ايران لم تتلق دعوة للمشاركة هى وكوريا الشمالية ، نتيجة تحفظات دولية ، ورغبة فى مناقشة جدية ايران فى تنفيذ الاتفاق ، وايضا مخاطر امتلاك كوريا للسلاح النووي . ووضعت القمة قاعدة سلوكية لم ترد ببيانها الختامى ، وتمثلت فى منع نقل وبيع وتخزين المواد النووية ، مراقبة المخزونات النووية المستخدمة مدنيا ، خاصة فى المستشفيات ، والتى يمكن من خلالها لتصنيع القنابل القذرة . وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أعلن قبيل القمة ان كندا وفرنسا والمانيا وايطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة التي ستجتمع دون روسيا العضو في مجموعة الثماني، لبحث امكانية استبعادها موسكو بشكل نهائي من المجموعة ، حيث انضمت روسيا الى المجموعة في 1998 مكافأة لها لاختيارها الديموقراطية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وأكد رئيس وزراء هولندا مارك روته ان انعقاد اجتماع دول السبع لن يعكر القمة التي ستستمر يومين، وهي القمة الثالثة ضمن سلسلة اجتماعات حول الامن النووي بمبادرة من الرئيس الاميركي باراك اوباما .