ثوار تعمير

ثوار 25 يناير وثوار 30 يونية شكراً من كل مصري لقد أصلحتم مسار الحكم في مصر وأزحتم نظامين ظهرت سوءتهما وسوف يذكر التاريخ أنكم قمتم بأعظم ثورتين سلميتين وحشدتم فيهما أكبر حشد في وقت مناسب، كما قال الشيخ الجليل الشعراوي، إن الثائر الحق يثور ليحطم الظلم ويهدأ ليقيم الأمجاد وأنكم مطالبون بتحقيق أمجاد مصر فلتضيفوا لأمجاد مصر السابقة أمجاداً في الحاضر والمستقبل.
والآن تعالوا نناقش أوضاعاً محددة واحتمالاتها، مصر يسكنها أكثر من 85 مليونا في الداخل ويوجد لها امتداد خارجي يبلغ حوالي 10 ملايين مواطن ويزيد تعداد المواطنين سنوياً بنسبة 2.6، وبعملية حسابية بسيطة يتوقع أن يصل تعداد مصر الى أكثر من 200 مليون مواطن سنة 2050 «أي بعد 35 سنة» ويتوقع أن يصل التعداد أكثر من 400 مليون في نهاية القرن والمساحة المتاحة للعيش في مصر حتى الآن هى 70 ألف كيلو متر مربع فقط «7٪ من أرض مصر البالغة مليون كيلو متر مربع» ويشغل المصريون الدلتا وشريطاً ضيقاً على جانبي النيل هذه المساحة 7٪ لا تتناسب مع تعداد المصريين الحالي والمؤكد أنها لن تتسع للزيادة المستقبلية فالكثافة السكانية الحالية هى 1250 مواطناً في الكيلو متر المربع سوف ترتفع الى 2500 مواطن في عام 2050 ويدفع ضيق المساحة المسكونة الفلاح للبناء على الأرض الزراعية وقد فقدنا 950 ألف فدان للبناء وهذه كارثة.
هذا الوضع تحد خطير لأنه يفرز كثيراً من السلبيات مما يضعف مصر فيوجد الآن ثلث المصريين مهمشين «12 مليوناً سكان العشوائيات، 2 مليون طفل شوارع، 10 آلاف سكان المقابر، بطالة مقدارها 13.7٪» «6-10» ملايين بائع جائل كل هؤلاء يشعرون بمرارة من مستوى عيشهم ويمكن أن يكون ردود أفعالهم خطيراً وما نراه الآن في مظاهرات عنف يرجع في جزء كبير منها لهم حيث يغريهم المال الأسود بالمشاركة في الفوضى، ومشاكل الازدحام تشمل تغير اخلاق المواطنين الى الأسوأ فيتحولون من السماحة الى العنف، ولا يمكن حل هذه المشكلة الا اذا زدنا المساحة المأهولة بالسكان والمجال لذلك الصحراء ويمكن اعمار 40٪ منها ولقد قررت ومعى بعض المخلصين من المصريين الدخول في هذا المجال بإعمار منطقة منخفض القطارة والوادي حوله وهذا المشروع يوجد في الصحراء الغربية جنوب العلمين وسوف يعطينا كهرباء قد تصل الى 6800 ميجاوات ثلاث أضعاف انتاج السد العالي، وبحر في الصحراء انتاجه من السمك سوف يفوق انتاج البحيرات المصرية جميعاً ومساحة، 3 ملايين فدان تستغل زراعياً ولتربية الحيوان ومناطق صناعية ومنتجعات سياحية مستفيدين من سياحة الصحراء والواحات وسوف يستوعب المشروع 40 مليون مواطن مما سوف يحد من التكدس في الوادي القديم بهذا المشروع سوف نعيد لمصر نصفها المنسي ونجعل أهلها يتنفسون الصعداء.
يجب ألا نكتفي بهذا المشروع ولكن يجب أن يكون البداية وليستمر اعمار الممكن من الصحراء البالغ 40٪ منها.
يمكن لمن من الثوار أن ينضم الينا في مشروع منخفض القطارة وواديه فهو ممكن أن يستوعب كل من يريدون أو يقومون باعمار مناطق أخرى من الصحراء أو المشاريع غير المكتملة اذا قمنا بذلك نكون قد دفعنا مصر لموقع متقدم بين دول العالم قد يكون بين العشر دول في العالم وسوف يجد كل مصري مكاناً لائقاً بمصر اقامة وعملاً إن البديل اذا تقاعسنا واكتفينا بمساحة 7٪ من الأرض المصرية للعيش فيها قد يكون كارثياً في المستقبل القريب وقد يدفع من لا يجد حظه في العيش المناسب للثورة والعنف.
إن الدول يعمرها أهلها وليس الحكومات والحكومة مطالبة بالقيام بتنفيذ المرافق مثل الطرق والكهرباء والماء والمدارس والمستشفيات والصرف الصحي والتليفونات والمواصلات خصوصاً المترو ولا يجب أن نطلب من الحكومة المستحيل فهى مدينة حالياً خارجياً وداخلياً مما يكبل يدها في الصرف على المشاريع ويظهر ذلك في عدم اكمال مشاريع سيناء وتوشكى وممر التنمية الذي تكلم عنه د. فاروق الباز وتنمية بحيرة السد ويجب ألا نكتفي بأحد المشاريع العملاقة مثل ظهير قناة السويس فهو وإن كان اقتصادياً ممتازاً فلن يحل المشكلة الأساسية في مصر من ازدحام السكان بالرغم من أنه سوف يوفر عملاً لمليون عامل.
إن الثوار يمكنهم أن يتحولوا للتعميراً فراداً أو مجموعات تعاونية أو في شكل شركات مساهمة أو يأخذوا مثالاً مما قام به طلعت حرب من انشاء قلعة صناعية ومالية ضخمة في ظروف أصعب من الآن فلنتحرك الآن ثوار تعمير فالزمن لن ينتظرنا والتاريخ لن يرحمنا اذا تكاسلنا، إن طاقة الثوار فيكم يجب أن تستمر في مجال التعمير إنني أرجو أن تتوقف هجرة الشباب المصري غير الشرعية لقاع البحر ففي مصر امكانية لحياة افضل فقط تحركوا يا شباب.
وندعو الجهات المختصة بالتنمية أن تعقد مؤتمراً للشباب لمناقشة الممكن من مشاريع التنمية المناسبة لهم حتى يختار كل منهم ما يناسبه من أوائل الضرورات للأمن السكاني في مصر توسيع المجال الحيوي الذي يعيش فيه المصريون وقد نضطر مستقبلاً لاقتطاع منطقة من البحر لزيادة المجال مثل ما تقوم به هولندا.