يبلغ تعداد المصريين الحالى بالداخل 85.7 مليون مواطن يزيدون سنوياً بنسبة 2.6٪ مما يجعل الكثافة السكانية حالياً 1250 مواطناً في الكيلو متر المربع وهو معدل ضخم وبعد 36 سنة (سنة 2005) سوف يبلغ تعداد السكان أكثر من 200 مليون مواطن مما يرفع الكثافة السكانية إلي 2500 مواطن في الكيلو متر المربع. وهذا العدد الكبير من المواطنين محصور في مجال حيوى مقداره 7٪ من مساحة مصر البالغة مليون كيلو متر مربع. وهذا المجال المستغل بالمصريين غير مناسب لتوفير حياة صحية واجتماعية واقتصادية لهذا العدد الكبير مما ترتب عليه ظهور كثير من الشوائب الاجتماعية مثل أزمة مرورية حادة ووجود كثير من المهمشين - أكثر من 12 مليون مواطن يعيشون في العشوائيات، ونسبة كبيرة تعيش في القبور -مليون أو مليونا طفل شوارع- بطالة تصل إلي 13.7٪ زيادة في عدد الباعة الجائلين, حيث يتراوح عددهم بين 6 و10 ملايين بائع. كل هذا يسبب كثير من المشاكل الاجتماعية، حيث إن للازدحام مشاكل تظهر علي شكل ازدحام مرورى زيادة في عدد المهمشين -تضخم مشكلة البناء علي الأرض الزراعية. ولقد فقدنا منها 950 ألف فدان بالبناء. تغير مزاج المصريين من التسامح والمحبة إلي العنف والجريمة والبلطجة والتعامل مع الغير بالمولوتوف والسلاح الأبيض. إن المشكلة السكانية أخطر من الاضطرابات السياسية وضعف الاقتصاد. إن المساحة الصغيرة المأهولة تحد من انتشار العمليات الاقتصادية من زراعة وصناعة مما ينعكس علي مقدرة الدولة المالية وقدرتها على الصرف علي التعليم والصحة والمرافق مما يؤثر علي مستوي تطور المجتمع. وإذا استمر الحال علي ما هو عليه من الحشر لهذه الأعداد الكبيرة من المواطنين في المساحة المتاحة حالياً من أرض مصر، فالمستقبل يبدو مظلماً يحمل الكثير من الاحتمالات السيئة وقد تصل لحد تحول مصر إلي دولة فاشلة أو حدوث حرب أهلية بين من يملك ومن لا يملك. لذلك الحل هو زيادة المساحة المتاحة أو المأهولة للمصريين ومجالنا لذلك صحراء مصر فنعمر الممكن من الصحراء حيث إن 40٪ من الصحراء يمكن تعميرها صناعياً وزراعياً وخلافه. ولنبدأ مشروع منخفض القطارة فهو سوف يحقق كثير من الأهداف، فهو سوف يعطي إضافة من الكهرباء بمقدار 1800 ميجاوات وبحر بالصحراء مساحتها 26000 كيلو متر مربع وهي مساحة أكبر من مساحة جميع البحيرات المصرية مجتمعة وسوف يعطي إنتاجاً سمكياً يكفي حاجة مصر والتصدير وحول المنخفض أرض مقدارها 3 ملايين فدان يمكن استغلالها زراعياً وإنشاء وحدات إنتاج حيواني وداجني وإنشاء مناطق صناعية عدة وقري سياحية ساحلية تستغل سياحة الصحراء والواحات ومدن سكنية وقرى هذا المشروع سوف يستوعب 40 مليون مواطن، كما أفادت دراسات الجدوى الألمانية والسويدية إذا نفذنا هذا المشروع سوف تلتقط مصر أنفاسها، ثم علينا البحث عن الممكن تعميره من الصحراء وغيرها ثم نتجه للبحر ويجب ألا نعتمد علي إمكانات الحكومة في هذا المجال، فالدول يعمرها شعبها والحكومة تقوم بإنشاء المرافق. إذا تم ذلك سوف تنتقل مصر من التصنيف كدولة نامية إلي درجة مصاف الدول العشر الكبرى. إن شباب الثورة مطالبون بأن تمتد ثورتهم إلي ثورة إعمار لمصر في كل مكان لا تتركوا إعمار مصر للحكومة فقدرتها محدودة وديونها كبيرة ويمكن للثوار أن يحققوا المعجزات في التعمير.