أثار قرار تطبيق الحد الأدنى للأجور هياج الطبقة الفقيرة، ممن يتقاضون رواتب لاتكفى فتات العيش، فتحت أشعة الشمس اللافحة وقفوا جاهرين بأصواتهم، يرددون الهتاف تلو الآخر. تتخلله كلمات عن الحقوق والعيش. رفعوا لافتات فاحتدت نبراتهم، ولكن النتيجة أثبتت أن آذان المسئولين قد اعتلها "الصمم".. وكأن صدى هتافاتهم ترجمت الواقع إلى "نباح كلب يلهث فى الخلاء"!. نظم اليوم عدد من موظفى وعمال الهيئة العامة للنظافة بالجيزة وقفة احتجاجية أمام المقر الهيئة الرئيسى بمنطقة بين السرايات, للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور، وتنديداً بخصم رواتبهم وعدم صراف بدل المواسم والعدوى، وسط تجاهل تام من المسئولين. واكد عمال النظافة استمرار إضرابهم عن العمل لحين تنفيذ كافة مطالبهم، معلنين أن إضرابهم سيكون صورة جديدة من إضراب غزل المحلة! وفى محاولة للتعتيم على الإضراب وعدم إيصال أصوات العمال البسطاء لوسائل الإعلام. قام مكتب أمن الهيئة العامة للنظافة بمنع المصوريين والصحفيين من تغطية تظاهرات العمال وموظفى الهيئة، حيث قاموا بسحب الكارنيهات الخاصة للصحفيين وسط حالة من الغضب العارم بين العمال ولكن قام العمال بترديد هتافات مناهضة للأمن واحتجوا بداخل مكتب المسئول الأمنى، الذى اضطر بدوره وتحت ضغط العمال، بالتراجع والسماح للصحفيين بمواصلة التغطية. وفى هذا السياق قال محمد السيسى، مسئول الدفاع المدنى بالهيئة، إن 90% من عمال النظافة يصرفون على أولادهم من "الشحاتة".. قائلاً: "المالية بتخدعنا والهيئة بتسرقنا". وأوضح "عادل مصطفى" أحد موظفى الهيئة العامة للنظافة, إن مرتبات المسؤليين فى الهيئه تتراوح بين 1000 إلى 1500 جنيه شهرياً, بينما مرتب العامل البسيط لا يتعدى ال 100 جنيه, لافتاً أن دخل الهيئة سنوياً من الدوله 8 ملايين جنيه. وطالب العمال بإقاله اللواء" أحمد هانى" المشرف العام على الهيئه العامة للنظافة, لعدم استجابته لمطالبهم, فضلاً عن سوء المعاملة مع العمال والموظفين. فيما أكد أحد العمال المضربين، رافضاً ذكر اسمه، أن المشرف العام على الهيئة قد هددهم بالاستعانة بالشرطة وتحويلهم للتحقيق، حال إضرابهم عن العمل، قائلاً لهم "أنتم رعاع وتستحقون أمن الدولة". وقال خيرى عبد السلام، أحد العمال الذى تجاوز عمره 50 عاماً: إن راتبه لم يتجاوز 208 جنيه، يدفعهم بوسائل المواصلات، حيث أنه يقطن بالبحيرة، والهيئة لا توفر اتوبيسات لنقل العمال، واستنكر خيرى "هل يستطيع أحد المسئولين أن يقف أمام صندوق قمامة ليوم واحد؟!". وأضاف خيرى، إن عمال النظافة يعملون بالشمس وسط القمامة ويتعرضون للأمراض ولا يوجد تأمين صحى جيد لصرف علاجنا. وتدخل عامل آخر مبتور الذراع ، قائلاً: " مفيش تأمين صحى كويس.. أنا اتصبت أثناء عملى وعشان مفيش علاج كويس ولا دكاترة بيفهموا "بتروا" ذراعى دون أدنى إحساس بآلامى". وصرخ محمد سعيد موجهاً كلمته لمحافظ الجيزة الناس بتشحت يا سيادة المحافظ. إحنا عبيد ومش لاقيين ناكل. حرام عليكم بجد"..وأضاف "الهيئة بتستعين بشركات أخرى لإزالة القمامة بسعر 560 جنيه للطن، واحنا عرضنا على رئيس الهيئة إننا نشيلها ب3 جنيه لطن ولكنه رفض"!. وأجمع العمال على ضرورة عودة "طارق عبد الشافى" رئيس الهئية العامة للنظافة السابق, والذى تم إقالته بعدما كان فى صفوف العمال والموظفين, وجلب حقوقهم القانونية. ووسط تلك الفوضى وصراخ العمال، حاولت "بوابة الوفد" التوصل لأحد مسئولى الهيئة للتعليق على إضراب العمال ولكن دون جدوى، الأمر الذى أثار حفيظة العمال ودفعهم لاقتحام مقر الهيئة بمنطقة بين السرايات لمقابلة المسئولين بعد رفضهم الاستجابة لمطالب العمال, مهددين بالدخول فى إضراب مفتوح. فيما اقترح مسئول أمنى بالهيئة العامه للنظافة, على الموظفين والعمال باختيار 5 اشخاص منهم, لمقابلة محافظ الجيزة وعرض المشاكل التى تواجههم , ولكن العمال رفضوا قائلين " المحافظ يعلم جيدا ماذا نريد ولا يقدم لنا أى حلول" ؟!. وأضاف أنهم فى إضراب مفتوح لحين إصدار قرارا بتنفيذ مطالبهم.