لم يكن يتصور.. أن توجد جماعة.. ممكن أن تقدم نساءها قرباناً لبقائها. فلقد أصبح مُعتادًا أن تخرج علينا مظاهرات ومسيرات لجماعة الإخوان.. قوامها النساء والأطفال يتصدرونها.. وتعلو منهم هتافات.. أقل ما يمكن وصفها به إنما غير لائقة.. خاصة في هجومها علي قيادات ومؤسسات لها قيمتها المقدرة بكل احترام واعتراف بالجميل لكل ما تقدمه من تضحيات في سبيل المحافظة علي أمن الوطن وحماية أبنائه ويُقصد بذلك في المرتبة الأولى جيش مصر وقياداته. والألفاظ المسيئة المتداولة في هتافات نساء الإخوان لا تليق بمستوي نساء مصر.. فما بالك بنساء يمثلن جماعة من المفترض أنها دينية. والأخطر من ذلك أن بعضاً من هؤلاء النساء يصطحبن أطفالاً صغاراً.. يرددون نفس الهتافات. وهذه تُعد جريمة إنسانية بكل المعانى.. قبل أن تكون جريمة أخلاقية.. وهز صورة الوطن والوطنية في أذهان أطفال صغار.. سيتربون علي الإساءة وتشويه ثوابت العزة والكرامة لشعب مصر ممثلة في قواته المسلحة.. وسيكبرون وسيكبر معهم الشعور بعدم الانتماء وقد يصل إلي حد العداء للرموز الوطنية وللوطن نفسه!! وما جرى من اعتصامات الإخوان في النهضة وبالذات في رابعة العدوية.. مُجرمًا ليس في مصر فقط.. بل دولياً.. لأنها خرق لكل الاتفاقيات الدولية للطفولة والطفل. عندما استغلت جماعة الإخوان. جمعيات رعاية الأطفال المحتاجين، واليتامى.. بصورة تمثيلية (حقيرة) أمام وسائل الإعلام المختلفة.. وجعلوا الأطفال يجاهرون، بما كتب علي صدورهم أنهم مشروع شهيد.. وأنهم أبناء شهداء!! وانكشفت الأكاذيب عندما سُئل أحد الأطفال.. وقال إنه لُقن ما يقوله.. ووالده حى يرزق.. ولم يمت شهيداً. فهل يمكن أن يصل التدنى والانحطاط.. إلي هذه الدرجة.. من أجل إثارة الرأي العام الخارجى.. ومن أجل الاستقواء بالدول الأجنبية.. ضد الوطن وأبنائه.. ومن أجل تحقيق مصالح خاصة للجماعة وتنظيمها الدولى في الخارج؟ ومن عجائب الزمن.. إن جماعة الإخوان والموالين لها علي مدي فترة انعقاد البرلمان الذي كانوا يشكلون فيه الأكثرية.. لم يتعرضوا وتركوا كل هموم الوطن.. وكان الموضوع الأساسي المطروح من قبل نواب ونائبات الإخوان بالذات.. هو محاولة سلب حقوق اكتسبتها المرأة المصرية علي مدي مسيرتها الطويلة في الكفاح وعلي مدى ما يقرب من قرن من الزمان. وكان الاتجاه في البرلمان يصب نحو اقتراح مشاريع قوانين تحاصرها.. وتعيدها إلي عصور الحريم.. وبدى في حينها وكأن كل ما تعانيه البلاد من مشاكل وقضايا.. جاء من وراء النساء اللائى لم يقرن في بيوتهن!! ويا سبحان الله.. ما نراه أن جماعة الإخوان تدفع بنسائها وبناتها في مظاهرات ومسيرات.. ليس فقط مخالفة للأعراف والتقاليد.. بل أيضاً للقوانين.. في الإصرار علي الخروج عليها. والصادم للأمر.. أنهم علي علم تام.. بتعريض نسائهم للمساءلة القانونية والمحاسبة.. ثم يجاهرون بالتساؤل بعد ذلك.. أين ذهبت شهامة المصريين في تعاملهم مع النساء والبنات؟ ولم يسألوا أنفسهم.. كيف ضحوا بنسائهم وتسببوا في مخالفتهم وكسرهم للقانون.. وهم الرجال الأشاوس.. بعيدين كل البعد عن المحاسبة؟ ولعلنا نتذكر جميعاً.. أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كان دائماً يوصى بالنساء.. حتى في آخر خطبة له قال «أيها الناس اتقوا الله في النساء.. وأوصيكم خيراً بالنساء». الكلمة الأخيرة نداء إلي جماعة الإخوان.. أن يكفوا عن تحريض نسائهم لأوضاع ومواقف تمس صورة المرأة المصرية المسلمة.. وتعرضهن للمحاسبة القانونية.. بسبب خرق القانون.. كما كان الوضع عليه في اعتصامات (رابعة) و(النهضة) وفي المظاهرات والمسيرات الفوضوية. التي تتردد فيها هتافات.. لم يكن يتصور أن ترددها نساء من مصر.. إلا في أيام جماعة الإخوان!!